لأن كلاهما اراد بعض الخصوصية بدون الاعين المتطفلة والاذان المتجسسة، كيڤن طلب من سائقه ان يأخذهم لنهر الهان. واخبره ان يتركهم لوحدهم ليتحدثوا. وخلال طريقهم، كريستن لم ينطق بحرفٍ واحد. هو دخل السيارة بهدوء، يعبث بهاتفه قليلاً، قبل ان يغرق بعالمه الخاص.
حتى الصمت لا يستطيع كسر الحائط الذي بناه كريستن بينهما. جميع اللحظات الممتعة والذكريات التي حظوا بها، حتى لو كان لوقتٍ قصير، اختفت كما لو انها لم توجد. الصداقة التي كانت بين تايهيونغ وكيڤن يوماً قد حطمها واقعهم القاسي.
لقد كانت عدّة دقائق قبل ان يقرر كيڤن انهاء صمتهم، مخمناً ان كريستن لن يبدأ المحادثة من نفسه. كانوا يجلسون جنباً لجنب في اخر السيارة، لكن كيڤن شعر بأن ابن اخيه يبعد اميالاً عنه. وليقول الحقيقة، لقد كان اقرب اليه عندما كانت هويته مخفية داخل كيم تايهيونغ.
" ارجوك تحدث معي، كريستن " قال كيڤن بلطف، لكن ما خرج من شفتيّ الاصغر لم يكن متوقعاً ابداً.
" اذا كنت تريد التحدث معي، لا تنادني بهذا الاسم " صوته كان حاداً وقاسياً.
كيڤن جفل قليلاً، يبتلع الغصة التي تكونت بحلقه " حسناً " تنهد " لكنني اعتقد انك تدين لي بتفسير سبب عدم اخباري بأنك ابن اخي، بينما كنت تعرفني منذ البداية "
تايهيونغ اخذ وقته بالاجابة، وخلالها هو لم ينظر للاكبر ولو لمرة واحدة " لقد غادرت مع نية الّا اعود مجدداً "
" لم يكن عليك الهرب منذ البداية " كيڤن قال، يحاول جعل الاخر ينظر اليه، لكن تايهيونغ كان عنيداً. يبقي عينيه على المقعد الذي امامه " انت فقط-فقط اختفيت، بدون اي كلمة، بدون ان تودعنا، بدون اي شيء. لا اريد توبيخك، انا حقاً لا افعل، لكنني اريدك ان تعلم انه كان يمكنك اخبارنا. كان عليك الاعتماد علينا "
