المقدمة

12 2 0
                                    

• ياااه فات الاوان
• لقد تأخرت كثيرا
• ليتك جئت مبكراً 20 سنة
• كنت فين من 10 سنين
هذه العبارات واخرى غيرها كثيراً ما تقال لي عندما تسلط الضوء على احدى القضايا المتعلقه بصحه العلاقات او بالدعوه لمزيد من الوعي و اتخاذ خطوات عملية  من اجل الاستقرار النفسي والعاطفي داخل علاقه معينه سواء كانت علاقه زوجيه او علاقة اسرية
حالة من اليأس والاستسلام او قد تكون حالة هروب من مواجهة الواقع من خلال خلق واقع مزيف حاله من التقبل الظاهري لوضع لا يمكن تغييره او نخشى حتى محاوله تغييره خوفا من تحمل تبعات هذا التغيير فنقرر التعايش او التغافل الى ما يشاء الله ولكي نستكمل حياتنا خلف اسوار هذا التعايش كان لزاما ان نبتلع المزيد من المسكنات المعززه للخضوع والاستسلام وتجاهل الالم حتى ندمنها فتصبح اسلوب حياه على غرار
• اهي عيشه والسلام
• صابرين عشان العيال
•شغلانه احسن من مفيش
• هي الحياه كلها كدا
•مفيش حد مبسوط في حياته
•كل الرجاله بتخون عادي
•كل الستات بتنضرب عادي

لكن للاسف هي ليست فقط مسكنات بقدر ما هي مثبطات للاراده ومعاول هدم للامل واليقين في الله بل هي ايضا مواطن مسرطنة لعقل البشري لكن مغلفه بصبغه دينيه مزيفه او متشحه بثوب العادات والتقاليد والاعراف المجتمعيه فكم من اجيال تعقدت تشوهت فكريا ونفسيا تحت وطأة سيف الطاعة المسلط فوق رقابهم منذ الصغر وكأن وصية الله سبحانه وتعالى للابناء بطاعة وبر الوالدين قد تحولت الى صكوك للغفران في ايدي الاباء يستخدمونها من اجل مزيد من احكام السيطره على عقول وحياه ابنائهم "فان لم تطعني فانت عاص وقلبي وربي غاضبين عليك ليوم الدين"
ولانك في حكم المضطر ولانه لا مفر ولا سبيل امامك الا الطاعه والخضوع فستجد نفسك قد تحولت في نهايه الامر الى آله من التبرير والتسويف الذاتي:
•اصبر مسيرها تتعدل
•اتنازل اكثر يمكن تجد التقدير
•تغافل وطنش لكي تستمر الحياه
•ماذا بيدي لأفعله؟

لا يا عزيزي في يدك الكثير وما زال امامك الكثير لتفعله  فما خلقنا الله ليشقينا وارحمه بعباده من الام بوليديها وما منحنا  العقل الا لنتدبر ونتفكر
فهو القائل في كتابه الكريم {افلا يتدبرون} محمد: 24
وهو القائل {قل هل يستوي الاعمى والبصير افلا تفكرون} الانعام: 50
فإذا أردت تغييرا حقيقيا وانت مستسلم مكبل بحبال خوفك وضعفك واصفاد ترددك التغيير الحقيقي لن ياتيك وانت مبرمج ذاتياً على وضعيه «الانتظار» انتظار من يؤذيك عندما يقرر ان يكف عما يؤذيك
انتظار ما ينكر فضلك وتضحياتك ان ياتي يوم ويشعرك بالامتنان  والتقدير
انتظار من يقتلك بالتجاهل والإهمال ان ينعم عليك بنظره عطف او كلمه حب
وفي النهايه ماذا جنيت من الانتظار غير الحسره والندامة ꧁ ان التغيير الحقيقي  ينبع من داخلك  ꧂
وهذا ما وعدنا الله به عندما قال في كتابه الكريم { ان لايغير ما بقوم حتي يغيروا ما انفسهم}  الرعد:  11
التغيير الحقيقي هو ثمره ما تسعى اليه ما تبذل وتجد لكي تجنيه في حياتك فهناك من لا يجني من سعيه الا الهوان والاسى والندم على ما فات والتعلق بالاوهام وهناك من يجني التوفيق والتيسير من الله لانه لم يقنط من رحمه الله حتى في اشد الاوقات ضيقا فهو يسعى متوكلا على الله منتظرا فرجا قريبا
فقد قال تعالى في سوره «النجم»{وان ليس للإنسان الا ما سعى وان سيعه سوف يرى} النجم: 39- 40
فاما ان تعيش رحله سعي حقيقيه او تكمل  ما تبقى من حياتك مستغرقا في مشاعر الضعف والقنوط والاستسلام انه اختيارك

-ان اول خطوات هذا التغيير الحقيقي ان تعلم جيدا انك في حاجه الى عمليه تطهير وتحرير شامله لكل ما تم غرسه في عقلك من افكار ومعتقدات وما اعتدت عليه من سلوكيات مشوهه لازمتك طيلة حياتك وحاصرتك بسلسله من المشاعر السلبيه كالخوف والذنب والشعور بالنقص والنتيجه مزيد من التورط في خطوات متعثره على صعيد العلاقات او على صعيد حياتك العمليه
اذن  رحله البحث في الجذور وتركيب الكراكيب النفسيه المتراكمه بداخلك ستساعدك في التخلص من احمالك الزائده وتساعد على ان تكون اكثر مرونه واصرارا على الخروج من منطقه الامان الضيقه /confort zone الى مناطق اكثر اتساعا متحررا من جميع العقبات التي تعوق رحله سعيك نحو سلامك النفسي

في صفحات هذا الكتاب سوف نستكشف سويا تلك البذور مسرطنه التي غرست في روحك وعقلك منذ يوم ولادتك وكيف تحولت تلك البذور لاشجار خبيثه ذات اوراق كثيفه سامة وفروع ممتده من السلوكيات والافكار والادوار المشوهه التي فرضت على حياتك وكبلتك عبر مختلف ومراحل حياتك وجعلتك ضحيه او فريسه سهلة للإستغلال  والاساءه بل وقد دفعتك نحو الوقوع فى حلقة مفرغه من الألاعيب  النفسيه وحيل الانحراف النفسي في علاقات كان يفترض بها ان تقدم لك الامان الذي افتقدته وتسدد احتياجاتك النفسيه والعاطفيه التي تم اهمالها بفعل فاعل
في نهايه رحله قراءتك لكتابي هذا ستكون بين يديك خارطه طريق مفصله تصل بك الى اكتشاف ذاتك الحقيقيه التي
التي خلقك الله عليها ولكي تتحرر من تلك الذات المزيفه التي فرضت عليك لسنوات وسنوات من العمر فقط استعن بالله وتوكل عليه وعليك ان تؤمن بحقك في الاحترام والسلام النفسي
المزيد من حبك وتعاطفك مع ذاتك وتعزيز شعورك بالاستحقاق وقدراتك على فرض حدودك الشخصيه دون خوف او شعور بالتردد او الذنب هي ادواتك الناجزه في رحله السعي نحو التغيير نحو الحريه نحو التعافي

وبما انه ليس هناك تغيير سهل ولا سعاده بدون ثمن ضع نصب عينيك هدفا واحدا لا تحد عنه مهما تعثرت او واجهت عقبات التعافي
عيش هذا الهدف بكل جوارحك في كل لحظه من لحظات حياتك عيشه في خيالك حتى يصبح حقيقه مؤكده
كن على يقين  انه سياتي اليوم الذي تقولها بكل ما اوتيت من اصرار وعزيمه لقد
«تعافيت»

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 26 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

تعافيت علي موسي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن