وسواس العقيدة

الجانب الشرعي

1. أحاديث وآيات تتعلق بالوسوسة وكيفية فهمها:

القرآن الكريم:

- قال الله تعالى: "فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم" (النحل: 98).

هذه الآية تذكرنا بأهمية الاستعاذة بالله من الشيطان، خاصة عند قراءة القرآن.

- وقال تعالى: "وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم" (فصلت: 36).

هذه الآية تؤكد على أن الوسوسة قد تأتي من الشيطان، وأن العلاج هو الاستعاذة بالله.

الأحاديث النبوية:

- عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته" (صحيح البخاري).

هذا الحديث يوضح أن الوسوسة في العقيدة أمر معروف، وأن العلاج هو الاستعاذة بالله والتوقف عن الاسترسال مع هذه الأفكار.

- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها، ما لم تعمل أو تتكلم" (متفق عليه).

هذا الحديث يطمئن المؤمن بأن الله لا يؤاخذ على مجرد الوساوس والخواطر ما لم تتحول إلى قول أو فعل.

2. فتاوى العلماء في التعامل مع وسواس العقيدة:

- فتوى الشيخ ابن باز رحمه الله: "هذه الوساوس من الشيطان، والواجب تركها وعدم الالتفات إليها، والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم".

- فتوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "الوسوسة في العقيدة من أشد أنواع الوسوسة، والعلاج هو الإعراض عنها وعدم الاهتمام بها، مع الاستمرار في العبادة والذكر".

3. قصص من السيرة النبوية والصحابة عن التعامل مع الشكوك:

- قصة الصحابي الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: "يا رسول الله، إني أجد في نفسي شيئًا لأن أخر من السماء أحب إلي من أن أتكلم به". فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "الله أكبر، الله أكبر، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة" (رواه أبو داود). هذه القصة تبين أن الصحابة أيضًا مروا بمثل هذه التجارب، وأن كراهية هذه الوساوس دليل على سلامة الإيمان.

- قصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة في الوضوء، وكيف أرشده النبي إلى عدم الإفراط في الوسوسة.

هذه النصوص والقصص تؤكد أن وسواس العقيدة أمر معروف في الشريعة الإسلامية، وأن هناك طرقًا شرعية للتعامل معه، تتمحور حول الاستعاذة بالله، وعدم الاهتمام بالوساوس، والاستمرار في العبادة والذكر.