حُبٌ ثم خطوبةٌ ثم زواج!
هذا ما نتمناه جميعاً في حياتنا، ولكن "ليس كل ما يتمناه المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفنُ"
عشتُ الحب في أبهى صوره في مرحلة الخطوبة، عملتُ ليلاً ونهاراً حتى أأخذ بيدها نحو قلبي، وضع والدها شرطاً صعباً تمكنتُ من تحقيقه بصعوبة.
ذلك اليوم حين قَدِمتُ لِكُليتها وأمام صديقاتها طلبتُ يدها؛ لم تصدق ذلك في البداية ولكن حين وجدت أخاها يقف خلفي طار عقلها من الفرح، توجنا حُبنا برضى أهلنا حين طرقتُ بابها بالحلال، ستصير زوجتي في يومٍ من الأيام.
أهٍ منكِ عزيزتي!
إن الحصول عليكِ ليس بالأمر السهل، أتذكرين حين جئتُكِ أول يوم وقلتُ لكِ بأنني أُحبك؟
حينها أجبتني: " أسفه لا يمكنني الدخول في علاقة عاطفية؛ فإن أهلي ليسوا من النوع الذي يفكر بالمنطق، وحين يعلمون بهذه العلاقة حتماً ستفنى"
ماذا أفعل فأنا لستُ من النوع الذي يستسلم سريعاً، حين أضع عيني على شيءٍ ما أُريده؛ لا أنفك أعمل بكلِ جُهدٍ حتى أحصل عليه.
قصةُ حُبي غريبة بعض الشيء، فحين أصبحت خطيبتي أصبح الحُبُ واجباً تؤديه ليس إلا، وبدأت علاقتنا في التدهور شيئاً فشيئاً، بدأتُ أشعر أنه ما كان عليَّ طلب يدها للزواج، فقد تداعى كل شيء حين فعلتْ.
أُدعى (فارس) وسأحكي لكم قصتي الغريبة بعض الشيء مع (لينا) خطيبتي وما حدث معنا منذ بداية علاقتنا وحتى نهايتها، في البداية تعرفتُ عليها في إحدى دور النشر بالخرطوم، كانت تبحث عن كُتبٍ لكاتبها المفضل... منقبةٌ عيناها كأنها سرقتها من السماء، رائحتها كالياسمين بيضاءُ كقلبها تماماً، حين تعثرت بي وأنا غارقٌ بها سقطتّ كُتبها وابتسامتها وقلبي وبضع نظرات، عيناها من قريب أشد فتكاً منها وهي بعيدة، ورائحتها العطرة أنستني أين أنا وماذا أريد، لم أعي بنفسي سوى في الأرض أجمع معها ما سقط ( كُتبها وهاتفها وقلبي) لم أجد قلبي بين الأشياء على الأرض لابد أنه معها الآن، نظرت لها وبدى عليها الخجل حين قالت: " أسفه لم أنتبه لك أرجوك سامحني" بدا صوتها الطفولي وكأنه لحنٌ موسيقي لأشهر الفنانين، تلك الكلمات التي ألقت بها لابد بأنها حزينة لفراقها هذا الملاك.
" لا أنا المخطئ كان يجب أن أفسح لكِ الطريق من البداية، ولكن كيف لي أن أتزحزح من مكاني بعد ما أصابني"
قالت وعينيها لم ترتفع من الأرض: " ماذا أصابك هل أنتَ بخير؟"
" لا لست بخير، فأنا مصابٌ بشيء خطير"
أظنها ابتلعت ريقها حين ردت والقلق يبدو جلياً عليها: " ماذا؟! "
" أنا مُصابٌ بكِ أنتِ"
نظرتْ إليَّ نظرة سريعة وأعادت نظرها للأرض ثم قالت: " أنا، ولكن كيف؟! "
" منذ أن لَمحتُكِ هنا وقلبي لم يعد معي، نعم أنا مصابُ بكِ، بعينيكِ الملائكيتين، بصوتكِ الطفولي، بتلك القشعريرة التي تُصيبُني حين أرى كُلِ هذا البريق فيك "
تحادثنا كثيراً ذلك اليوم، فيه عرفتُ أنكِ تُحبينَ الكتابة تماماً مثلي، أعجبني فيكِ ذلك الشغف حين تُحدثيني عن فارس أحلامك وكيف تُريدينه أن يأتي إليك حين قُلتي: " أُريده أن يقف أمام كُل الناس ويتلو عليًّ قصيدة غزل ربما من قصائد... أو ربما من تأليفه الخاص لا يهم، فقط بعدها يقول لي حبيبتي هل تقبلين الزواج بي؟ "
لو تعلمين يا حلوتي كَمَّ القصائد التي استحضرتها في تلك اللحظة لأقول لكِ أُحبُك!
سقطتّ مني تلك الكلمة بدون أن أدري، قلتها وبانت الصدمة على عينيك الزرقاوين الواسعتين حين سمعتي تلك الكلمة مني: " أحبك يا حلوتي"
***
كل شيء بدأ في تلك الدار وربما سينتهي عندها لا أدري، ما أعرفه أنها لم تعد تلك الفتاة، حتى إنها أعادت قلبي بعد أن احتفظت به كل تلك السنوات.
***
في صبيحة اليوم التالي أخذتُ هاتفي لأتصل بها، رن الهاتف طويلاً ولكن لا يوجد رد، حاولت مرة أخرى ولكن أيضاً لا يوجد رد، وبعد عِدة محاولات انتهت برفض المكالمة الأخيرة أرسلت لي رسالة نصية مفادها: " أسفه لا يمكنني الرد الآن سأتصل بك لاحقاً"
تأملت الرسالة طويلاً وأنا أستعد للخروج، قلتُ في نفسي: "لا بأس ستتصل عليك حتماً لماذا لا تنتظر وفي هذا الوقت اذهب لتحتسي بعضاً من القهوة" قهوة!
أليس من المفترض أن تكون مُرًّة؟
لماذا هي بهذه الحلاوة وأنا لا أضع السكر بها؟
نظرتُ لِأُختي (إسلام) باستنكار: " إسلام لماذا وضعتي السكر على قهوتي ألا تعرفين أني أشربها خالية من السكر؟ "
" ولماذا أفعل هذا هل أنا مجنونة لأرمي بنفسي للتهلكة؟ "
الجميع في المنزل يعرف عواقب افساد أشيائي الخاصة وما أفضله؛ لذا لا يقترب مني ومن أشيائي أحد من إخوتي.
لدي ثلاثة إخوة، بنتان (إسلام) و(سلمى) توأمتان تدرسان صيدلة في جامعة... و(أمجد) الذي تخرج من كلية الطب السنة الماضية وهو الآن يعمل في قطر، أما أنا أصغر البيت أدرس الهندسة المدنية في جامعة... مدلل المنزل ولا أحد يرفض لي طلب.
خرجت من المنزل في طريقي للجامعة، حين وصلت الجامعة رنَّ هاتفي أخذته فوجدت المتصل...
يتبع...
بقلم: عثمان ناصر
أنت تقرأ
ما أرادت أن تكون
Romanceقصة حب معقدة بعض الشيء؛ فهي مختلفة كثيراً عن باقي العلاقات، فحين تحولت من مجرد علاقة إلى خطوبة تتداعى كل شيء. هل يعقل أن يموت الحب لمجرد تتويجه بالخطوبة؟ هي أرادت أن تكون العلاقة بيننا على المسار الصحيح، وحين حصلت على مرادها قُتل حبنا. قراءة طيبة...