00 - مَدخل.

188 31 73
                                    

هَل أنا البجعة السوداء؟

-

سجَائر بينَ شفاه جافّة، نَظرة من عينٍ مَيتة، و مَلمس من أيدٍ بَاردة..

أرضٌ تُربة طِينيّة جافّة و مُشققة،
رياحٍ عاتية تَضرب بوجنتيهُم الّتي تَسودهَا إحمرارٍ طَفيف
و لِقوة الريّاح أَدت لِتحرُك خُصيلاتهمَا الحالكةِ.

مَطر يَنهمر فوقَ السقفْ الخشبي الّذي يحتمُون بهِ
تُصارع هي البَرد، و يُصارع هو رَغبته في ضَمها.

السّماء رماديّة..أنّه تشرين الثّاني وأول أَيّامهُ تَنغمت بأصواتِ المطر العَاصف و صُفارة الرّياح المُزعجة.

ترتجِف بردًا..يَرتجف أيضًا، هَالته..شفاههُ..الهَالات السّوداء خاصتهُ..بَشرته الشاحبة.. وقامتهُ الطويلَة..و عيناهُ..تستشعر هِي تحديقهُ نحوهَا.

حدقُوا بِبعضهُم قَليلًا و إزدَادت المُدة تلحِم روحهم معًا.

مدّت يدهَا نحوهُ بترددٍ لاحظهُ هو لكنهُ لم يَعطي رَدة فِعل للأَمر، وهذَا شجعهَا أكثَر
لتمد أَصابعهَا النحِيلة و تُبعد خُصلة سوداء هَاربة أفسَدت نَقاء ناصية جبهتهُ البَيضاء.

أَسدل هُو سِتار جفُونه و تركهَا تفعلُ ما تهوىٰ
وكأنّ لمستها تُفرع هَذا الدّماغ من الأَوساخ
تُمحي كُل ذكرىٰ تحُومها القتامة
و تُنبت ذكرىٰ تجمعهَا حُبٍ و نَقاء.

"زَهرة البَنفسج"
بِصوت كسّاه الهدُّوء قالَ.

"الشّتاء الرمَادي"
إستغرقَت وقتًا في الصّمت حتّى أَجابت.

حدِيث قصير..بل أيّ حديث هَذا؟
لم يكُن تحت مُسمَّى.

أَفرج عن جفونهِ..وكانَ السرابْ أمامهُ
أين هي؟

خطى خُطوة..إثنينِ، دعسَ على حجرةْ..إثنينِ، إنغرسَت قدمهُ بداخلِ التربة الطِينيّة..وجدَ ذاتهُ بلا مأوىٰ.

أهي كَنسمة ريح و إنقَضت؟
أينَ ذهبت..
أهي الهواجسُ اللّيلة
أم هواجسُ سوداء؟
أم هواجسْ رماديّة؟

..

"أتَعلم رماد الجُثث المُحترقة؟
يُشبهني."

"أتعلمينَ الشّتاء الرمادي؟
حيثُ الكآبة و الحياة الخاليّة؟
يُشبهني."

..

هَل أنتِ مَن طَهر دنَس الأسود
أم أنا مَن لطخ نقاء الأبيض؟

ما هو الرمَادي؟
بل دعيني أسأَل
مَن هو الرمادي؟

-كانَ هو حُب الطُفولة، كَانت هي الحُب الأوّل-











- نستمع لِلحن حَزين بائِس مُثلنَا، فَنحن لا نتلقىٰ الحُب أنا وأنتَ أبِنا بِئس؟

- جيون جونغكوك

- كيم فاڤرِيـن.

- كيم فاڤرِيـن

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

رَأيكُم؟

[لا تتَحكم على الرواية مِن المقدمة، أو بدَايتها]


بِنضجٍ وَ منطق إدلفُ هذه الرّواية لا بعاطفة و رُهفة حتّى لا تخدعكَ الأفعىٰ إنّ سمها عسلْ
ولا تُسلم مُفتاح قلبك لأيّ لطِيف هُنا..
فَـ يومًا ما كان إبلِيس مُؤمن..
أليسَ كذلك؟
لذَا دَع عقلكَ يقود الطّريق
و اجعلَ قلبك يرتاحُ قليلًا..
فالرحلة طَويلة.

- يُمنع سرقة أو إقتباس أي شيء و أي نقل سَيعرضك لمُحاسبة قانُونية.

Started : 30/6/2024.

شِتاء رمَادي.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن