I : !فجوة

228 16 42
                                    

__________

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

__________

إنقضت حياتي الخامسة قبل ثلاث ثواني ...

___________

حرارة عالية تكتسح قشرتي المخية ...
تنتشر سريعة عبر مسامي لعروقي وعصبوناتي فتعيق عمل العصبون الجامع ...

يرتجف هيكلي المترهل تحت تأثيرها كرفرفة أجنحة فراشة عجولة مهاجرة في مسرى الرياح الخريفية الخفيفة ...

أستنشق جزيئات الهواء فتنفذ متماسكة صلدة كسكاكين فضية لرئتي و أتساءل ...

هل قوانين الفيزياء عقيمة في عالم الأوهام ؟!

"دماغي يشتعل" ...

أتمتم ممسكة جلد وجهي بقوة ... أوبس! أخلعه أملس كورق حمام مبلل ...

"أشتعل"

"إني أحترق ... أيها الرب العظيم أني أحترق ! فهل أنت تستمع ؟!" أبصقها في السماء

الرب لا يصغي ... الرب لا يجيب... الرب لا يحب الدعاء

أبكي عارية خاوية كحاوية ذكريات مدفونة في غرب كراكو... فتتساقط عبراتي وافرة على الأرضية الرخامية البيضاء بوزن قنطار إلا ربع محدثة زلزال غاشم بشدة عشرين ريختر ...

"لا منفذ " ...

"يقال لو طارت الخنازير ... فلماذا أرى عبر النافذة جاموس مزرعة السيد ميلر صاحب الأربع و الأربعين رجلًا يحلق بجناحين ورديين ؟" ...

يتردد في عمقي صوت سخرية داعر ... و على أعقاب صداه تداهمني بصيرة موجعة ، أصفعها عرض الحائط بقوة ملاكم أمريكي ...

أحاول الإطاحة بالجسد الهين في الحوض البارد ،أتعثر كجثة ... يرتطم رأسي بحافة الحوض ، فتتهشم جمجمتي ككعة ميلاد وردية و تحتل المياه الباردة كل بقعة نابضة بالحرارة في جسدي ...

أنزف ثم أغرق ...

أسرق الأوكسجين دون دفع ... أتنفس عميقا ... الهواء أخف ... و الجوف يغدو أشد بردا ...

أتنهد محيطة بيدي الصاليب على عنقي و أدعو ... "الرب لا يحب الدعاء" أتذكر فأفلته ساخرة ...

سائل حار صدئ يتحرر من أنفي و يداعب خدي بحميمية مفرطة ...

أرعف كبقرة مصابة بالسكري ...

"آه"
اتأوه متذمرة !

يتحول الماء النقي لعصارة شديدة الحمرة والثقل ...

أنزل أعيني و أحدق بقدمي تنصهر تحت برودة الماء ...

في النهاية ... هل بحق اللعنة كنت قرص فوار ؟!

"ربي!"

أصرخ و جسدي كله يخضع لقانون الفناء !

لست بسكر ولست بملح ... لست بإثم ولست بخطيئة !

" أنا انسان!"

يسلب الألم الوعي مني بيديّ لص مخضرم و ينحل كياني تحت برودة الماء ...

أستفيق بعدها واعية خفيفة مستلقية على السطح...

كأني لم أتحول لصلصة طماطم مهروسة قبل سبع و سبعين ثانية، أرمي ببصري للنجمة التي ابتعتها الأسبوع الماضي بنصف ثمن علبة عسل محلي ...

ترسل قبلة محملة بالحب و اللمعان ابتسم لها ، تقهقه بحنو أب عاقر عقيم ...

كانت آسرة ... مثلي يوما ...

أسترخي ... أزفر الوزن من على قلبي ... و أحمد الرب

مرة آخرى ... أشعر به يلوج من منخري لخدي ... ثقيلا ... حارا كريح صيفية ...

مغرقا موبقي و مضجعي ناحرا صبري و أبصاري ...

دودة بيضاء تدرك مصرف من مقلتي و تلقي علي التحية بسلوك صفيق دون حياء ثم تليها أخواتها الست،

سبع خطايا، سبع عاهرات ... أبتسم لهن ساخرة و أرد التحية ... أستمع لثرثرة الصغرى و كيف أن حبيبها السابق هجرها و أنتقل للعيش في كبدي ثم تنفجر باكية ... الكبرى حامل و صرحت برغبتها أن تبيض في منخري الأيمن مبررة ذلك بملائمة المناخ! ...

أنفجر ضاحكة ، هازئة ، ثم تنبثق الدموع فتروي عطشهن ...

اخلولق الدجى أن يرتحل و الحياة السادسة أن تنتهي...

لكن الجرح لا يندمل ... الجرح لا يندمل يا أيها الرب العظيم! .

أتساءل للمرة الثانية ...
سؤال أشد حماقة من الدعاء ...

"هل يمكن للبشر أن يُستنسخوا نجوما ؟"

أغمض عيني بعدها .

ثم أستيقظ ... من جديد

"الحياة السابعة"

___

تم.

كرنفال! | ! Carnival حيث تعيش القصص. اكتشف الآن