part .11.

101 3 0
                                    

ابعد فيرو يد اليس من ذراعه ليذهب فاوقفته قائلة:الى اين ساقطع الكعكة الآن
لم يهتم فيرو لكلامها بل ابتعد عنها وصعد للطابق الثاني اين توجد تلك الخزانة ، فبدأ يطرق بابها بقوة
_بيلا، هل انت بالداخل اجيبي
سمعت بيلا صوت فيرو فقالت بصوت ضعيف
_فيرو انا هنا ساعدني ارجوك
كان فيرو يضرب الباب بقوة يحاول خلعه وبعد عدة محاولات كسر الباب فوجد بيلا جالسة على الارض والدموع تنهمر من عينيها
ما ان رأت بيلا فيرو حتى نهضت من مكانها وارتمت في احضانه بيننا كانت تبكي بصوت عالي
_لماذا تأخرت يا فيرو لقد انتظرتك كثيرا، كنت خائفة جدا
عند سماع فيرو لكلمات بيلا ، امسك بوجهها بين يديه ثم قال: انا هنا لا تخافي ، لن اتركك ابدا

نزع فيرو معطفه ووضعه على جسد بيلا ، ثم امسك بيدها ونزل بها من الطابق الثاني ، كانت اليس بانتظاره ما ان نزل حتى قالت:
فيرو مالذي تفعله؟
_انت بالتحديد اليس لا اريد رؤيتك اتظنين انني لا اعرف انك الفاعلة ، كيف تفعلين اشياء سخيفة وطفولية كهذه؟
_لقد افسدت حفلي ، وخربت مزاجي ، كيف كان يجب علي ان اتعامل معها
_لم يكن عليك دعوتها اذن
ثم امسك بيد بيلا وخرجا معا ، ذهب فيرو لسيارته وفتح باب السيارة لبيلا، ركبت بيلا ، ثم تبعها فيرو
كانت بيلا لا تزال ترتجف من الخوف ، فهذا شيء طبيعي لانها تعاني من فوبيا الظلام
ركب فيرو مكانه ثم قال لبيلا:
لا يجب عليك ان تخافي بعد الآن
_كان المكان مظلم للغاية ، لم اتمكن حتى من رؤية يدي
_انا آسف لما حصل لك بيلا اعدك الا يتكرر هذا مجددا

اقترب فيرو من بيلا الى ان كاد وجهه يلتصق بوجهها ثم قال لها مرة اخرى
_ساحميك ولن اتركك ابدا مهما كلف الامر وحتى وان رفضت هذا
ثم مد يده ليسحب الحزام ويضعه فوق بيلا
شغل سيارته لينطلق بها
_الى اين ستأخذني
_الى مكان ينسيك ما حدث اليوم ، الى مكان لن تسمعي فيه الا صوت الرياح يداعب اوراق الاشجار

انطلق فيرو بسيارته وكان كل لحظة يوجه عينيه لبيلا ليطمئن عليها ، كان يقود لحوالي نصف ساعة ثم وصلوا لمكان جبلي به منزل خشبي في الاعلى

لم يكن المكان مخيفا بل كان الطريق مليء بالاضواء وكان شخص ما يهتم لامر هذا المكان
اوقف فيرو سيارته بعيدا عن البيت كون ان الطريق ضيق وليس املس بل كان يتسم بارضية جبلية
هذا منطقي لانهم في الجبل الآن
_هيا بنا لقد وصلنا
نزلت بيلا من السيارة وتبعت فيرو الى البيت في الاعلى
لاحظ فيرو ان بيلا تواجه صعوبة في المشي بسبب كعبها العالي
_هل يكنني مساعدتك في الصعود الى هناك
_اجل بالطبع ، شكرا
مدت بيلا يدها لفيرو لتمسك به ، لكن كان لديه خطط اخرى ، اقترب من بيلا ثم حملها
_هاي ماذا تفعل؟؟
_انا اساعدك للصعود للبيت
_ظننت انني ساستند عليك فقط لما حملتني، كما انك ستتعب
_لا لن اتعب انا قوي جدا كما تعرفين ، هل نسيت اخر مرة حملتك فيها انت وحقيبتك معا
ضحكت بيلا بخفة ثم قالت:
حسنا لكن لا تشتكي بالالم لاحقا ، ثم اكملت ضحكتها
_ابتسامتك جميلة جدا
_عفوا؟!
_لقد قلت ان ابتسامتك جميلة جدا ، يجب ان تبتسمي وتضحكي دائما ، وجهك لا يليق يه الحزن
ساحرص على ان لا تنزل دموع من عينيك مرة اخرى
وبهذه الاثناء وصل فيرو للمنزل وضع بيلا ارضا ثم قال:
ها قد وصلنا ، انتظري لافتح لك الباب
فتح فيرو الباب دخلت بيلا وهو ورائها ارشدها لمكان لتجلس فيه ثم قال لها :
ساحضر لك بعض الملابس المريحة لتلبسيها
وافقت بيلا ثم جلست تنتظره الى ان رجع مرة اخرى ومعه قميص وشورت
_تفضلي غيري ملابسك
_هل سارتدي ملابسك لكن...
_اه لا تخافي انها نظيفة لم ارتديها ابدا
_لا لم اقصد هذا قصدت ان...امممم.... لا عليك سألبسها فقط
_ابتسم غيرو ثم قال: اذهبي الى الباب المقابل انه حمام ، غيري ملابسك هناك ، وانا ساغير ملابسي هنا بسرعة
ذهب بيلا للحمام واغلقت الباب ، نزعت معطف فيرو من على كتفيها ثم قربته لوجهها واستنشقت رائحة عطره
_انها رائعة جدا وجذابة ثم ابتسمت وقالت : مثله
اقتربت بيلا من معطفه لتشمه من جديد لكنها ادركت فعلتها ثم قالت:
_ يا الهي ماذا افعل لقد جننت ،هل يعقل انني وقعت بحبه
ابتسمت مرة اخرى من تفكيرها ثم قالت بجدية
_لا هذا غير ممكن ، هو يملك خطيبته
امسكت بيلا بسحاب فستانها الخلفي وحاولت فتحه لكنه كان عالق، حاولت عدة مرات لكنها لم تستطع فتحه
_هذا ليس وقتك ايها الغبي، سابقي في الحمام بسببك للأبد
اكملت بيلا محاولتها في فتح الفستان لكنها فشلت فاستسلمت لما خطر في بالها "ان تطلب المساعدة من فيرو"
خرجت بيلا من الحمام ثم اتجهت نحو فيرو، سمع فيرو صوت الباب ينفتح ادار رأسه لينظر لبيلا فوجدها لا تزال بفستانها
_لما لم تغيري ملابسك للآن الم تعجبك
_لا ليس كذلك انا فقط لم استطع فتح الفستان، هل يمكنك مساعدتي
_أ أجل بالطبع
ادارت بيلا بظهرها لفيرو بينما اقترب منها هو الآخر
وضع يده على السحاب وحاول فتح الفستان لكنه لم يفتح
_يبدو انه عالق ..
_اجل لقد حاولت عدة مرات لكنه لم يفتح
_انتظري ساحاول مرة اخرى
واصل فيرو محاولاته في فتح الفستان الى ان نجح
فانسدل شعر بيلا على ظهرها وصولا لخصرها ، اقترب منها فيرو اكثر وحمل خصلات من شعرها وبدأ يداعبها دون ان تحس به بيلا
ثم اقترب منها وبدأ بشمها ، لم يعي فيرو لفعلته حتى نطقت بيلا
_افتح الفستان ام لا؟؟
اجابها فيرو بتوتر:
_ن نعم...لقد فتح
_اه شكرا لك ساذهب الآن لتغييره .
دخلت بيلا للحمام وفيرو يتبعها بنظراته الى ان اغلقت الباب ثم اغلق عينيه مطولا وابتسم ابتسامة عريضة ثم خلع قميصه وارتدى الملابس التي اتى بها من الخزانة
بعد لحظات خرجت بيلا ثم توجهت نحو فيرو وجلست على الاريكة بجانبه
_هل تريدين بعض الشاي؟؟
_اه لا شكرا
كانت بيلا لا تزال غاضبة قليلا من فيرو لذلك لم تنطق ببنت شفه
بعد صمت دام للحظات نطق كلاهما معا
انا ا.....
قال فيرو : قولي انت اولا ما لديك
_حسنا. انا لا ازال غاضبة من فعلتك آخر مرة لكنني اود القول انني آسفة، لم اكن اعلم بشأن حساسيتك تجاه موضوع والدتك، لم تكن نيتي السخرية منك بل كنت اريد المزاح فقط، لم افهم لما انفعلت وقمت ب...
_لا بيلا ، انا من يجب ان يعتذر منك ، انت لم تخطئي ابدا ، كما قلت انت لا تعلمين شيئا بشأن والدتي، انا من انفعلت قليلا وخنقتك لقد كنت مخطئا انا آسف جدا
_حسنا، لا بأس المهم انك لم تقتلني بقبضتك تلك
_انا اشعر بالسوء من فعلتي حقا انا آسف جدا يا بيلا
_حسنا لقد سامحتك فيرو
_توفت والدتي عندما كان في عمري 8 سنوات لقد كبرت كل هذا الوقت وحيدا في بيت فارغ مع اب يعيش في مكتبه طوال الوقت ، لقد كنت انا واليس اصدقاء منذ الطفولة ، كما كان والدينا ايضا
كان والد دانييل كثيرا ما يأتي لبيتنا لقد كان صديق عائلتنا ، حتى في يوم قرر والدي ووالد اليس ان يأخذونا في مغامرة صغيرة ، اين قمنا بالبحث عن اللؤلؤ الذي رايته معي ، لكن في نفس اليوم ذهب والد دانييل لمنزلنا ،لم يكن احد هناك سوى امي وبعض الخدم لقد استقبلته امي كالعادة ورحبت به
لكن اثناء صعوده للدرج حاول ان يتحرش بها حاولت امي الدفاع عن نفسها بكل الطرق بكنه كان اقوى منها وعندما حاولت امي الهرب منه ضربها يقبضته حتى تسبب بوقوعها ، حضر الخدم متأخرين ورأوه عندما هرب من المنزل ، لم تصمد امي طويلا بل توفيت في سيارة الاسعاف
_الهذا تكره دانييل جدا
_لم اكره دانييل بسبب فعلة والده بل كرهته لانه كان يواصل اخباري بانه كان سيفعل نفس الشيء ان كان في محل ابيه.
لهذا انا اكرهه لحد الآن
_انا آسفة بشأن ما مررت به منذ صغرك ، لا بد وانه كان صعبا جدا
_اجل لقد كان صعبا جدا،لهذا لا احب ان يتكلم احد عن امي حتى وان كان ابي ،لانه اكمل صفقاته المتبقية مع والد دانييل وتقاسموا الارباح واحتفلوا بالانتصارات حتى بعد معرفته بانه السبب في موت امي، واصبح الآن يقحمني في مشاكل لا اريد خوضها
_اذن قلت ان اليس صديقتك منذ الطفولة لما تركت حفلة عيد ميلادك ان كنت تحبها،كما انها خطيبتك
_متى قلت انني احبها، صحيح انها خطيبتي لكنني لا احبها
_ماذا؟؟
_نعم مثلما سمعت، لقد عقد ابي صفقة كبيرة مع والد اليس وهذه الصفقة مربحة جدا ،وكان لكل منهما شروط قبل والد اليس بكل شروط ابي، لكن شروطه كانت تتضمن زواجي باليس ، قبل ابي بهذا الشرط دون اخباري واجبرني على خطبتها
_اذن انت لا تحبها؟
_اجل ، انا احب شخصا واحدا لكنها ليست اليس انها......، لا يهم
وفي الحقيقة اعمال والدي جميعها غير قانونية
نظرت اليه بيلا في دهشة فاكمل حديثه قائلا:
يريدني ان اساعده في اعماله لكنني لا اريد ، كما انه يجبرني على القيام باعمال اخرى غير قانونية ، يامرنني احيانا بان اسرق دفعات من المخدرات او السلع المهربة من العصابات الاخرى،واحيانا يأمرني بان اقتل اشخاصا ايضا
_وهل فعلت هذا من قبل
_اجل لمرتين فقط
اجابت بيلا بدهشة:
_كيف امكنك فعل هذا ، كيف اخذت ارواح من اصحابها بكل سهولة
_صدقيني لم يكن بيدي حيلة، فالمرة الاولى كان سيطلق علي النار بمسدسه فلم اجد نفسي الا وانا اول من يطلق.....وفي المرة الثانية ضربته بقوة ففقد وعيه وسقط على رأسه بقوة
_اذن هل كانت دفاعا عن النفس
_اجل كانت كذلك، هناك العديد من الاشخاص الذين يريدني والدني بان اقتلهم لكنني لم افعل لهذا كلف مساعده بهذه المهام ، اما انا فاتولى تجارة السيارات الرياضية الفاخرة
_هذا يفسر سبب امتلاكك لكل تلك السيارات
_او السيارات التي رأيتني بها
_نعم
_انها ليست قانونية
توسعت عينا بيلا من الدهشة ، لكنها لم تنطق بكلمة ففعلته هذه كانت الاقل خطورة في جرائمه وجرائم والده
سكت فيرو لبرهة ثم قال لبيلا:
_هل تشعرين بتحسن الآن
_اجل افضل بكثير ، لقد عانيت كثيرا لاتخلص من فوبيا الظلام لكنني لم استطع
_لا بأس بهذا، ان كان سبب هلعك هو الظلام فسأحرص على انارة كل متر تضعين خطواتك عليه
ضحكت بيلا بلطف ثم قالت:
_ليس الظلام سبب هلعي الوحيد، بل الصدمة التي تعرضت لها في طفولتي ، هاجمتني في تلك الخزانة دون رحمة
كان فيرو ينظر لبيلا ويستمع لها بتركيز كبير ، كما لو انه يريد معرفة كل ما يشكل عامل قلق وخوف ليخلصه منها
_في الحقيقة ، كنت اعيش مع والداي في منزل صغير، كانت كل اركانه تحتضن لحظات مرعبة لي ولوالدتي....كان ابي سكيرا ، كان مدمن كحول ومخدرات وكل ما يذهب عقل الانسان ، كان يقامر بكل الاموال التي تجنيها امي من تعبها....لكن دون فائدة، كان يخسر جولاته في كل مرة ويفرغ غضبه على امي عند عودته....كانت امي تخبئني في الخزانة مع لعبتي الصغيرة...كانت دبدوب صغير بني، كانت تضعها لتخفف من خوفي من الظلام.....كان ابي يدخل بعدها ويضرب امي ضربا مبرحا، كنت اسمع صوت صراخ امي يمزق حنجرتها ، كان صوت امي ينخفض شيئا فشيئا احيانا من التعب واحيانا من فقدان الوعي

كانت بيلا تحكي لفيرو عن معاناتها والدموع تنهمر من عينيها
كانت هذه هي حياتنا ، كل يوم على نفس المنوال
لاتطيب جروح امي ابدا لان ابي كان حريصا على تجديدها كل ليلة.....في احد الايام اخذ ابي تلفاز بيتنا الذي تعبت امي للحصول عليه،كان ملجأي الوحيد لانسى ماسمعته من تعذيبه لامي.....قام ببيعه وفتش كل ركن من البيت لعله يجد شيئا يصلح للبيع لكنه لم يجد فسبق له وان باع كل شيء من منزلنا
كان تلفاز بيتنا اغلى شيء نملكه لكنه سلبه هو الآخر
وكعادته لم يربح في قماره فعاد الى البيت غاضبا
خبئتني امي كعادتها في الخزانة ، كانت تنوي الاختباء في المطبخ الى ان يتعب او يفقد وعيه كعادته لكنه امسك بسرعة......ضربها في وجهها كملاكم يتدرب على كيس الرمل......تسبب ضربه لها في خلع كتفها، لن انسى صراخ امي في تلك الليلة كنت خائفة جدا لم يسبق لها وان صرخت بتلك الطريقة .....ركلت الخزانة برجلي ففتح الباب ركضت نحوهم وقمت بضرب ابي بالكرسي ثم ذهبت لاساعد امي على النهوض لكنه امسكني من شعري وقام بركلي في وجهي ، كانت امي اضعف من ان تدافع عني وما هي لحظات حتى فقدت وعيها كنت اصرخ باعلى صوت طالبة للنجدة ......وضعني ابي داخل الخزانة مجددا وقام باشعالها وانا بداخلها ثم اغلق بابها، لكن في تلك اللحظة دخلت الشرطة القت القبض عليه واخرجتني من تلك الخزانة الملتهبة اصبت بحروق في ظهري.....لكنها لم تكن خطيرة جدا
حملوني ووالدتي للمستشفى للعلاج.....
وماهي الا ايام حتى اتهم ابي بتعنيف المرأة والطفل وبقضية محاولة قتل، وحكم عليه بالمؤبد
كانت دموع بيلا تسبق كلماتها، مد فيرو يده نحوها ووضعها على وجهها ومسح بابهامه دموعها ثم قال لها:
انا آسف جدا لما مررتي به لقد كنتي صغيرة على تحمل كل تلك المعاناة، صحيح لم اكن موجودا في ذلك الوقت بجانبك.....لكنني اعدك انني ساكون بجانبك من الآن فصاعدا،لن اسمح لاي خطر بأن يقترب منك...او اي مكروه يصيبك،انا اعدك بهذا
اقتربت بيلا من فيرو ثم حضنته بقوة، كان فيرو يمسح على رأسها ويربت على ظهرها
كانت بيلا ممسكة لفيرو بقوة وكان شخصا ما يحاول اخذه منها.......وبعد دقائق سألها فيرو
_بيلا هل تريدين تناول شيء، هل احضر لك بعض الطعام
لم ترد بيلا على كلماته،وعندما انحنى برأسه نحوها وجدها نائمة
_هل انت نائمة بالفعل، نعم يجب عليك ذلك لقد تعبت اليوم كثيرا
كانت بيلا نائمة في حضن فيرو ،بينما كان يلعب بخصلات شعرها ثم قال في نفسه:
لم ينتابني هذا الشعور، لما اريد حمايتها ،لما اريد رؤيتها باستمرار، لما لا اتحمل رؤيتها تبكي،لما اريد رؤيتها تضحك باستمرار مع انني لم اعرفها لمدة طويلة




هل يعقل انني .......................احبها



Destiny Where stories live. Discover now