امتدت القاعة بجموع الجنود الصاخبة، وبما لذَّ وطاب من المأكولات الشهيّة. ولأنّ الفرحة غالبًا ما تزول، تم اقتحام البهو بضجيج أبواقٍ طويلةٍ ذهبية، توسطتها هيئةٌ لفتاةٍ زرقاء الشعر، ترتدي تاجًا ثقيلًا والفرو الكثيف يحجب وجهها.
لكنَّ هويتها اتضحت حينما هندمت هيئتها، ونظر الجنود للصعوبات التي واجهتها في تثبيت التاج والتعثر المتكرر بالفرو، حتى أصبحت فريسة لسخريتهم.
قالت أوريس بين قهقاتها: «مرحبًا، لويس الرابع عشر!» قابلتها المعنية بالتجاهل ساحبةً ذيل عبائتها.
أشاحت بنظرها عن أوريس ورفعت رأسها بتكبّر: «أصدقائي وصديقاتي الجنود الأعزّاء، أريد إبلاغكم بأنّه تم اختياري وتشريفي بنقل القوانين الجديدة لرعيّتنا الأقزام، ونظرًا لما يستدعيه الأمر من جديّةٍ مُفرِطة؛ قرّرتُ أن أقوم ببروفة أمامكم».
«أليس من الأولى أن تقومي بالتدريب ثم البروفة؟» تساءلت مارين لترد عليها الأخرى: «هذا ما فعلتُه، لقد تدرّبتُ لدقيقتين!» ثم أعطت إشارة لألفا ڤلاد كي تبدأ التصوير.
ابتسمت موجِّهةً نظرها للجمهور أمامها، وحاول البعض كسر وقارها مثل دالي فانغمست في تقمّصها غريب الأطوار بقفزاتٍ بهلوانية وتعابير وجهٍ كالقرود.
«مرحبًا بأقزامنا الكرام، أردنا أن نُطلِعكم على آخر التحديثات بخصوص قوانين استمارة الطلب؛ ألا وهي: اثنين من صفار البيض، كوب طحين، نصف كوب حل...» قرأت مسرعة ثم خبّأت الورقة مستبدلةً إيّاها بورقةٍ أخرى.
تنحنحت ثم أكملت ما كانت تقوله:
-عدم استقبال طلبات الروايات التي تشجّع على الأذى النفسي والاِنتحار.
-عدم استقبال طلبات الروايات ذات المحتوى الجنسي البحت؛ يشمل ذلك الروايات المثلية التي تتناول المثلية -كقصة حب- سواء فكرة أصلية أو فرعية.
-عدم استقبال الروايات التي تنتقص أو تشجع على الانتقاص من القيم الإنسانية مثل: التعذيب، العبودية والاغتصاب.
«لم أفهم!» صرخت آسكا من آخر القاعة.
تأففت جيجي ثم أجابت: «يعني أننا سنقبل بالروايات التي تتحدث عن هذه المواضيع بشكل هادف، لكن الروايات التي تبرز هذه السلوكيات كسلوكيات طبيعية ومبرّرة سنقوم برفضها»
«نعم أوقفوا روايات دادي السادي المقزّزة» صرخت آلي لتلحقها أصوات الموافقة من بقية الجنود.
أسكتتهم ڤلاد ثم تابعت الأخرى الحديث: « لن يتم قبول أي تفاصيل إضافية في الغلاف، فقد تم وضع خانة لذلك، لذا لا تزعجوا سام في الخاص أو الحائط كي لا يكون الجنود طعامًا لمزاجها السيّء»
وبعد قولها لهذا تملّكت هيستيا قشعريرة جعلت ديريل تقرأ عليها المعوذات.
«يحق للأقزام طلب تعديل بعد 48 ساعة، وستتم الموافقة عليه بعد البحث مع مصمم الغلاف»
وعند ذكر كلمة تعديل، أمسكت هيجين بسكاكينها تحدّها ببعضها.
«انتهيت» صرخت جيجي وهي ترمي بالورقة وتصفّق لنفسها قبل أن يفعل الجميع، ثم أغلقت ڤلاد الكاميرا وأعطت التسجيل لسام.
«انتظروا!» صاحت ليلاك بنبرة عالية جذبت انتباه الجنود وأفزعت صاحبة الشعر الأزرق.
«ماذا دهاك؟ كدت تصيبينني بنوبة قلبية!!»
«لنأجلها حاليا هناك أمر أهم! وصلني مستجد قبل قليل عبر قمرة التواصل عن بعد يفيد أن مكتب بريد ليريا سينقل خدماته السريعة لساحة منصة الإنستغرام الموقرة؛ وذلك بعد أن قررت إدارة التطبيق البرتقالي أن تغلق جميع مكاتب التواصل في القلعة لأغراض تخصهم، وعليه نعلم أقزامنا الأعزاء أن مكتب بريد ليريا سيجدد خدماته عبر حسابنا @asdesignsoldiers للاستفسار عن كل ما يخص طلباتكم وهذا يشمل رسائل التوصية والرفض فتأكدوا من متابعتنا هناك.»
أنت تقرأ
دليلنا
Randomللارتقاء بكتبكم عاليا، أنعشوا أغلفتكم أولا! ملاحظة: الكتاب ليس لطلبات الأغلفة
