"Loneliness and the feeling of being unwanted is the most terrible poverty."
*******
استيقظت على صوت منبهي كالعادة. و ها هي بداية يوم آخر من العمل الشاق و المتعب. نهضت لاستحم و اجهز فطوري او وجبة غذائي بالأحرى فالساعة الان تشير إلى حوالي السادسة مساءا .
"اللعنة! لقد تاخرت"
ارتديت ملابسي بسرعة و جهزت حقيبتي بملابس العمل و بعض مساحيق التجميل ، فوظيفتي كنادلة بملهى ليلي تعتمد على تزيني بالدرجة الأولى.
اتصلت باوبر و وجلست بسريري اتصفح هاتفي منتظرة وصوله ، لتقع اعيني على اشعارات طلب الصداقة التي تصلني ، كل هؤلاء الرجال الذين يريدون التحدث و حتى الخروج معي لكنني افضل التركيز على نفسي.
كما أن جانبا مني يخاف الرجال ، لقد ترك اعتداء ابي على امي أثرا كبيرا لم انسى كيفية معاملته لها فرغم مرضها كان يشتمها و يضربها و لا يترك أذى الا و اقحمه بها إلى آخر يوم من حياتها .
لقد تركتني وحيدة مع ذلك الوحش و انا لازلت فتاة في 17 من عمرها و أصبحت كيس ملاكمته الجديد ، كان يفرغ بي كل غضبه رغم كوني فتاة صالحة تبتعد عن المشاكل و تتفوق في دراستها الا ان الحيوان لم يكن يرحمني. لقد كان قرار خروجي من ذلك السجن افضل ما اتخذته في حياتي رغم تركي لدراستي و شقائي في عملي الا انه لا يقارن بما كنت اعيشه.
اتصل بي السائق معلنا وصوله لاغلق باب شقتي و انزل الدرج راكبة السيارة. دخلت الملهى الذي كان لا يزال فارغا لالتقي بماكس اللعين، مالك الملهى.
"ما هذا التأخر صوفي؟" قال بنبرة جدية .
"اسفة ماكسي انه الاوبر اللعين لقد تاخر علي ثانية" قلتها بصوتي البريء محاولة تلطيف الجو.
"ااه من حلاوة لسانك التي ستصيبني بالجنون يوما ما"
قبلته على خده و اكملت مشيي، لطالما علمت ان ماكس معجب بي فتصرفه معي يختلف كثيرا على تصرفه مع باقي الفتيات و لهذا علي استغلال هذا الوضع رغم كرهي لثقل دمه و انحرافه الا انه يسهل علي العديد من الأمور.
دخلت غرفة الفتيات لاجهز نفسي ملقية التحية على زميلاتي ، تجمعنا علاقة جميلة لكن ليس لدرجة الصداقة . بدأت بارتداء زي العمل الفاضح الذي كان عبارة عن تنورة سوداء بالكاد تغطي مؤخرتي و قميص ابيض مفتوح من ناحية الصدر و وضعت مكياج عينين جريء و حمرة حمراء قاتمة تجعل من الزبناء يتركون بقشيش جيد .
"صوفي اسرعي لقد بدء الزبناء بالمجيء" قال لي ماكس لارتدي كعبي العالي و اخرج من الغرفة. امتلء الملهى بشكل سريع رغم كونه يوم الأربعاء هذا غريب .
اتجهت للطاولة الأولى اتحدث مع الرجلين الذي اقسم بانهما بعمر جدي و مع ذلك يتحسسون جسدي باعينهم دون تردد ، لقد تعودت على أمثالهم و لم يعد يهمني الا أموالهم فبسببهم انا اقوم بدفع ايجار شقتي و اشتراء محتيجاتي حتى اليوم.
انتقلت لطاولة أخرى اتبادل أطراف الحديث مع مجموعة من الشبان ، كانت وجوههم مقززة و رائحة المخدرات تفوح منهم لكن ماكس كان دائما يحرص على استمتاع زبنائه بوقتهم و كان يحذرنا من إظهار اي تصرف يسيء لزبنائه لذلك كان علي الصبر على هذا المنظر الذي يؤدي حواسي.
إلى أن أحسست بشيء بظهري لاستدير و أجد شخصا يراقبني. رجل ثلاثيني ذو ملامح حادة و جسم ممشوق نظراته باردة و هالته تزيده هيبة يرتشف من كاسه نبيذا احمر .
قاطع احد الشبان تفقدي لذلك الوسيم عن طريق قلبه لوجهي أمرا لي بالنظر اليه لاقوم بنزع يده القذرة عن وجهي مبتعدة عن طاولتهم متجهة للمرحاض لكنه تبعني ممسكا بمؤخرتي.
"ما بك حبيبتي، كنا نتحدث بشكل جيد" قال بصوت مقزز كوجهه
"اترك مؤخرتي ايها الأحمق " قلت له مكملة طريقي لكن دون جدوى حيث لحق بي الى الحمام و أغلق الباب مقتربا مني ليلامس ظهري الحائط ، حاولت دفعه لكنه رغم جسده الهزيل كان اقوى مني.
بدا بتقبيلي و بملامسة جسدي محاولا نزع قميصي لكنني كنت اقاومه و أحاول ابعاده عني بكل قوتي الذي ازعجه كثيرا ليصفعني ، شعرت كان الوقت توقف و سقطت على الأرض مغمضة عيناي مستسلمة للتعب الذي اعتراني.