_______________
نطق بصوت خافت، بالكاد مسموع، لكنه كان مليئًا بالثقة والعزم، موجّهًا عينيه نحو الآخر بثبات لا يتزعزع: "والآن... أطلب مني ذلك بلطف."
كانت الكلمات تبدو وكأنها تلقي بظلها على المكان، ملؤها الثقة والجرأة. الآخر، الذي كان منهمكًا في هاتفه، توقف فجأة، وكأن ما سمعه لم يكن سوى وهم. نظر نحو المتحدث بعيون مليئة بالحيرة والارتباك، كما لو أن عقله يحتاج لحظة لاستيعاب الجملة. ترك هاتفه جانبًا ونظر نحوه بتردد، وكأنه يحاول التأكد: "أطلب منك ماذا؟"
تلك النظرة في عينيه، المزيج من الدهشة وعدم التصديق، كانت كل ما احتاجه المتحدث لتعزيز موقفه. فأعاد الحديث بصوت أعلى، أشد وضوحًا، وكأن الكلمات تحولت إلى سهم موجّه بدقة نحو قلب الآخر: "أطلب منك بلطف... أن تتزوجني، تايهيونغ."
صمتٌ ثقيل ساد المكان. كلمات المتحدث كانت صارمة، غير قابلة للتأويل. عينيه لم تفارقا الآخر، وكأنهما تتحديان أي رد قد يخرجه من فمه. كان ينتظر، ينتظر بفارغ الصبر جوابًا يشفي غليله بعد ثلاث سنوات من العمل تحت إدارته، ثلاث سنوات من المشاعر المكبوتة، ثلاث سنوات من الصمت، والانصياع، واليوم، بعد كل ما حدث... كان اليوم هو يوم الحقيقة.
تايهيونغ، الذي لطالما كان واثقًا ومسيطرًا، وجد نفسه الآن في موقف لم يكن يتوقعه أبدًا. نظر إلى الرجل الذي يقف أمامه، الرجل الذي لطالما كان مساعدًا مخلصًا، صامتًا، منفذًا للأوامر دون تردد. الآن، يبدو الأمر وكأن الأدوار قد انقلبت تمامًا. حاول أن يستجمع شتات نفسه، لكن الحيرة التي ملأت ملامحه كانت واضحة: "ماذا تعني بذلك؟" سأل بتردد.
لم يكن هناك مجال للتراجع الآن. الرد جاء قاسيًا، مباشرًا، ومحمّلًا بكل ما مضى من صبر: "لقد سمعتني جيدًا... اركع على ركبتيك."
لحظة صمت أخرى. كان الهواء نفسه في الغرفة مشبعًا بالتوتر. لم يكن من المتوقع أن تايهيونغ، المدير القوي والمتعالي، يجد نفسه مجبرًا على اتخاذ هذا القرار. لكنه كان يعلم، في أعماق قلبه، أنه لم يعد هناك مفر. لقد عبر الخط الفاصل بين القوة والخضوع، ولم يكن هناك عودة.
رغم كبر كبريائه ومنصبه، لم يستطع التراجع. وبدلاً من التمسك بسلطته، مد يده نحو مساعده – الآن، شريكه المحتمل – وكأن يده نفسها باتت ثقيلة بالمعنى الجديد الذي حملته. ساعده بالنزول، وفي تلك اللحظة، شعر بالانكسار. كان يعرف أن هذه اللحظة تعني التخلي عن كل شيء، عن السيطرة، عن القوة، عن الكبرياء.نظر تايهيونغ حوله بقلق، متفحصًا المكان بعينيه، متمنيًا ألا يكون هناك من شهد هذه المهزلة التي تجري. لم يكن مستعدًا للفضيحة، لكنه أيضًا لم يعد يستطيع تجاهل ما يحدث. وأخيرًا، حين استدار بنظره نحو جونغكوك، كانت عينيه مشتعلة بالغضب، بشفتين متيبستين، حاول أن يمسك كلماته."لا يمكن أن يكون هذا حقيقيًا..." تمتم لنفسه.
لكن الحقيقة كانت واضحة أمامه. جيون جونغكوك، الذي كان طوال هذه السنوات مجرد مساعد، أصبح الآن الشخص الذي يقف على قمة السلطة، حتى لو لم تكن تلك السلطة مادية. كان الموقف يتطلب التواضع، والانحناء – شيء لم يكن تايهيونغ يعتقد يومًا أنه سيضطر للقيام به.
وبصوت منخفض، مليء بالمرارة والمقاومة، قال: "عزيزي جون... هل تقبل الزواج بي... من فضلك؟"
______________________-
جيون جونغكوك وكيم تايهيونغ يبلغان من العمر 28.
______________________
وانشوت كوميدي وخفيف لتايكوك
طبعا كلكم تعرفون انه مقتبس من فيلم واول روايه لي ومره مو متحمس
وبالتوفيق.
أنت تقرأ
𝚃𝙷𝙴 𝙿𝚁𝙾𝙿𝙾𝚂𝙰𝙻 | 𝗩𝗞
Romanceكيم تايهيونغ، مدير تحرير صارم في دار نشر، يجد نفسه مهددًا بفقدان إقامته في الولايات المتحدة. الحل الوحيد هو الزواج من جيون جونغكوك، الموظف الذي كان يعمل تحت قيادته لسنوات دون أي تقدير. لكن جونغكوك يشترط شيئًا مقابل هذا الزواج: الترقية التي طال انتظا...