part 2

40 12 57
                                    


أرجع رأسه للوراء وهو يتأمل المدينه من نافذة الطائره
البيوت المتراصه بجانب بعضها بانتظام ، اضواء الأعمدة التي تعطى مشهدا خلابا وسط ظلام الليل ، الماره يسيرون في الشوراع منفردين او مع احد يؤنسهم
تأمل إيان كل شبر في ضواحي المدينة أثناء ماكانت الطائرة ترتفع اكثر فأكثر حتى اختفت عن عينيه
تنهيدة قوية خرجت من بين طيات صدره
سيرحل الان عن مسقط راسه ، هل سيعود من جديد
ام سيلقى حتفه جراء المرض..
هل سيموت ؟! هل ستكون اخر مره يرى فيها مدينته

توقف يا فتى ، اطرد هذه الخزعبلات من راسك
ستكون بخير بكل تأكيد ، كن على يقين وثق بقدرة الله

وگأن هناك شخصين في عقله واحد يحطمه والاخر يعيد بنائه ، اغمض عينيه وزم شفتيه بالم مسح برفق على منقطة ما في بطنه ، شعوره بالغسيان طغى عليه
الم معدته يكاد يفتك به .

" مؤلم "

همس في نفسه محاولا عدم لفت انتباه اخيه
وضع يديه على فمه بحركة عفويه محاولا منع نفسه
من الاستفراغ ..
نهض بسرعه متجها للمرحاض ، فزع الاكبر وهرول خلف اخيه وقف امام الباب بقلق..

" صغيري أكل شيء بخير ؟! "

لا رد ، وهذا ما آثار جنونه نظر حوله بتلهف يبحث عن شيء ما يفتح به الباب ..
التفت بسرعه عندما سمع صوته الخافت

" ا.انا بخير ، لا تقلق "

اومئ وهو يعض على شفتيه بتوتر ظل واقفا لخمس دقائق ينتظر من صغيره الخروج ..
وبالفعل هاهو يغلق الباب خلفه ماكاد يخطو الا وانقض عليه ريان بوابل من الاسئله ونظرات القلق
تنبعث منه ..

" ماذا حدث ؟! هل هناك شيء يؤلمك ؟! هل انت بخير ؟! "

هتف بها دفعة واحده وهو يتفحص الاصغر ابتسم الاخر بتعب واردف

" شعرت ببعض الدوران ، لا باس اظن انه بسبب انني لم اركب طائره من قبل "

" حسنا ، استند علي لنعود للمقعد "

.
.

رفع نظره من المجلة التي يقراها لينظر لشقيقه
الذي كان شاردا وهو يناظر السحاب من خلف زجاج الطائره ، ترك مافي يده جانبا ليهتف

" ما به صغيري شارد ؟! "

التفت الاصغر ليناظر أخيه لاح شبح ابتسامة على ثغره
ليجيبه وهو يسند رأسه على كتف أخيه

" خائف "

" من ماذا ؟! "

اردف وهو يمرر يده في شعر الاصغر يداعبه بلطف

عَـقَـباتٌ وسَـنتَـخـطَّـاهـاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن