بياض الثلج: 09

869 101 20
                                    

تنزل قطرات الماء لتروي الارض، تزيل الشوائب و تتخصب، يزال الغبار القديم بينما تسيل بسلاسة بين الاقدام و الكفوف الصغيرة

تتلون الشوارع بالضوء الليلي الهاديء مع هدير الرياح و اصوات الغيوم الغاضبة

هذه الاحاسيس الطبيعية كمشاعر البشر و الكائنات الحية، انت لا تحتاج لصيف كي تذرف دموعك، او الى غيوم واضحة كي تزأر بغضب، انها المواسم الخاصة بالارض، لكن مواسم البشر متقلبة في يوم واحد، بل حتى في ساعة واحدة

لم يبدو ان ثور بعيد عن ذلك، ازال مطر البعد عن قلبه كل الشوائب السابقة و الغبار القديم لكل شيء بينما بقي فقط الاحساس الفضيع بغياب شقيقه الصغير، كان من الواضح تقلب المزاج الحاد، كم لم يبدو سعيدا طوال اليوم، مطرقته تكاد تتهور و تحطم وجه شخص ما

يفتقد بلاط قصر ايسغارد العظيم الى ضجيج اقدام لوكي و كذلك مقالبه الكثيرة و القاسية، لقد كان يصنع جوا بينما يهين و يتنمر على من هب ودب كما لو كان طفلا غبيا ساذجا صغيرا

هذه الكلمات كانت تخجل ثور كل مرة، لذلك يفضل ان يسمك اخاه و يوبخه قبل ان يفع والده ذلك، ثم كل ما يحصل عليه ثور هو ابتسامة ساخرة من الشفتين الطريتين

مايزال فريدا من نوعه، لوكي، بدا دوما خاصا، و ايضا ربما وحيدا، و لكن تلك كانت مشكلته الخاصة، هو من ترك دوما حواجز مع العالم الخارجي، هو من صنع جدرانا مع ثور ايضا، كان دوما ثور هناك من اجله

كان دوما يحاول ارشاده و صنع طريق سلس من اجله، لكن ربما كما قال اودين "حتى لو صبغته بالذهبي ففب جوهره هو عملاق" لا يمكن تغيير هذه الحقيقة في النهاية

رغم ان ثور ليس متفائلا لفكرة مقابلة شقيقه الصغير كعدو في اي مرة قادمة

توقفت اقدام ثور عند باب غرفة لوكي، نفس الغرفة دوما، لم يغيرها، لقد اعتز دوما ثور بتلك الملكية الصغيرة، لقد كانت خاصة به و مساحته الوحيدة، لو لم يكن عنيدا

في فترة ما، كان لو طلب لوكي من ثور العوالم كلها سيتركها اله البرق بين يديه بعيون مغمضة، لكن لوكي اختار طريقه الخاص

دفع باب الغرفة بخفة ليفتح، لعبة الغميضة البسيطة كانت معقدة، اعتاد لوكي دوما ان يجد مكانا لا يخطر على البال ليختبيء فيه، و لن يمكنك ان تجده حتى تنتهي المهلة و يعلن عن نفسه كفائز، و حتى هذه المرة لقد فعل، لكن ربما هذه المرة ايضا لا يوجد وقت محدد لتنتهي المهلة

امتل- المكان برائحة و كل شيء عن لوكي، فقط بالدخول كان ليتخيل عقل ثور ببساطة شكل اخيه الصغير الشقي جالسا فوق المكتبة ليدون شيئا ما بينما هناك خمس كتب مفتوحة و مخطوطات عند قدميه

«Şήόώ ώħίţέ» حيث تعيش القصص. اكتشف الآن