I

35 6 17
                                    

فُرِضَ عليّ الزواج قسراً..
فقد انتهت جميع حجج الانتظار..
تحججت أمي بعمرها..
و تحجج ابي بالاطمئنان عليّ..
غضب مني الجميع لانتظاري للمجهول..
كيف ينعتونه بالمجهول حتى؟!
ألا يعلمون أن هذا 'المجهول' هو ما يحييني؟
ماذا عن قلبي؟
كيف تقبلون عليه هذا الألم؟
كيف لي أن استيقظ بجانب رجل غيره؟
كيف لأنفي أن يشتم عبق غير عبقه؟
كيف لجسدي أن يقبل لمسات مصدرها ليس جسده؟
كيف لعقلي أن يهدأ وانا لا أنظر لمحياه؟

قلبي يا سادة ، مُلجم بسلاسل الحب المغلقة بقفل العشق..أتظنون أن الرجل الذي تأتونني به هذا ، قد يستطيع لمسها أو حتى الاقتراب منها ؟
القفل محكم ، و المفتاح الوحيد ، هو قلبه.

أشعر بالخيانة..
خيانة لمن اتواجد معه بوجداني ، و خيانة لمن يملك وجداني و يهواه قلبي..
كلما رأيت نظرات عينيه لي ، يعتصر قلبي عليه..
آسفة يا صاحب الزمردتين ، لكن قلبي ليس لك ، ولا حتى لي..
قلبي قد ملكه من لا يدري عني ولا عنه..

لسبب ما ، أصبح النظر إليه يثير غضبي..
أراني به بشكل مثير لاعصابي..
تلك النظرات ، ذلك الاهتمام و الحب اللامتناهي ، هذا الاعتناء و الحنان ، التفهم الدائم ، و الإصرار رغم صدي له..
كل هذه اشياء كنت سأفعلها انا ، لكن ليس معه..
مع مُنبِضُ قلبي.

ألا يمكنه أن يتوقف عن النظر لي بهذه الطريقة؟!!
ألا يمكنه أن يتوقف عن كونه مراعي هكذا؟؟؟
يا صاحب الزمردتين ، لماذا تهتم لأمري و أنت على علم بأنني لم و لن اكون لك؟!

______________________________

نظرت له ببهوت ، مرضي شديد ولا استطيع مغادرة الفراش..
و ها هو هنا ، يجلس أمامي ، و يضع لي كمادات باردة على جبهتي و وجهي ، بأكثر اللمسات رفقاً..
رغم رفضي لمساعدته العديد من المرات ، لكنه جعلني اصمت قائلا

" توقفي عن المقاومة ، لا استطيع ان اقف و اشاهدكِ تتألمين دون أن احرك ساكناً! اعلم أن قلبكِ ليس من نصيبي ، لكن قلبي لكِ ، لهذا رفقاً بقلبي المُحب ، اتركيني اعتني بكِ و اسمحي للسكينة بزيارة قلبي.."

يا صاحب الزمردتين ، ألم قلبي أشد..و مداويه غير موجود.. أيمكنك أن تأتي لي به؟ عناق واحد سيكفيني ، سيصبح كل شيء بخير اقسم..أهذا صعب؟!

آسفة لك يا صاحب الزمردتين ، انت تعالج زوجتك ، بينما عقلها يفكر برجل آخر..
لكن ما باليد حيلة..
لقد أخبرتك بكل شيء لكنك من أصر!

" لماذا؟"
خرج صوتي خافت ، متعب..
لا اتذكر متى كانت آخر مرة وجهت له بها حديث..
استقرت زمردتيه على محياي ، و قال بهدوء بينما يديه لا تتوقف عن مداواتي بأكثر الطرق ليناً و حناناً :
" لماذا ماذا؟"

صاحِـب الـزُمردتَيـنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن