𝐉𝐀𝐂𝐊𝐀𝐋𝐎𝐁𝐄||جٍاڪالُِوُبَ

𝐂𝐡𝐚𝐩𝐭𝐞𝐫 𝟏

تُحكى أن "الجاكالوب" هو لقب قديم يعود إلى أسطورة حيوان خرافي يملك قرون الظبي وأذني الأرنب، رمز للذكاء والشراسة. يُقال إنه لا يُمكن اصطياده بسهولة، فهو يتجنب الأضواء ويختبئ في الظلال، ينتظر الفرصة المناسبة للهجوم.وأنه من نوع الأرانب التي تميل إلى العدوانية وعلى استعداد تام لاستخدام قرونه في القتال تقول الاسطورة ان ارنب الجاكالوب يمتلك قدرات خارقة في تقليد أصوات البشر والحيوانات في الغرب القديم، فحينما يكون هناك قطيع من الأبقار أو الأغنام يكون هذا الأرنب مختبئ بينها ويقوم بتقليد أصوات تلك الحيوانات كي يحمي نفسه ويبعد الشبهات عنه،  كما يعتبر في الأساطير

....

في لحظة هدوءٍ عميق، يجلس ذلك الغرابي في مكتبه الفسيح، ينظر خارج النافذة إلى أضواء مدينة سيول المتلألئة في الليل. بحركة ناعمة، يمسك بكأس الويسكي المثلج، الثلج يلامس جسده وينصهر مع السائل الذهبي النقي. يرفع الكأس إلى شفتيه، يتذوق كل قطرة ببطء، كأنه يستشعر كل تفاصيل الطعم والرائحة. ثم يترك الكأس على المكتب بينما يشعل سيجارته بحركة بارعة، تشتعل اللهب في طرف السيجارة، يمسك بها بين أصابعه بأناقة. وبينما يستنشق الدخان الدسم، تمتلئ رائحة الغرفة بمزيج من عطره الرجولي الذي لا مثيل له وبرائحة السيجارة المتعطرة. لحظة من الصمت تعم الغرفة، يشرد جونغكوك لوهلة إلى الخارج، يتذكر ماضيه بكل تفاصيله القاسية والمؤلمة.كانت أيام طفولته مليئة بالوحدة بعد أن تخلت عنه والدته في السادسة من عمره دون أي تفسير، فاختفت عن الأنظار دون أن يعرف أي شيء عن سبب رحيلها. لم يكلف جونغكوك نفسه حتى بالبحث عنها لانها هجرته بدون سبب. والده، رجل الأعمال الشهير، كان غائبًا غالبًا، مشغولًا بأعماله ومتأثرًا بالكحول عندما كان في المنزل، حتى جاء اليوم الذي اغتال فيه بوحشية على يد زعيم المافيا، تاركًا خلفه إرثًا ثقيلًا من الشركات في سيول وبوسان ولوس أنجلوس وفينيس، بالإضافة إلى ثروة ضخمة. بعد وفاة والده، تولت السيدة كيم أماي، التي رعته منذ صغره، إدارة قصره ورعاية أموره اليومية. كانت لها دور كبير في حياته، إذ تعاملت معه بحنان الأم والحكمة، عينها مسؤولة عن القصر وأعطها جزءًا من الميراث الذي تركه، له والده كما أصبحت رمزًا للأمان والاستقرار الذي طالما توق إليه جونغكوك بعد طفولة مضطربة.في تلك اللحظة، ومع كل نفحة من دخان السيجارة، استرجع جونغكوك تلك الذكريات الصعبة، محاولًا فهم ماضيه ومن كانوا حوله، مع اليقين أن حياته كانت دائمًا مليئة بالأسرار والتحديات التي شكلته كما هو اليوم.