١

174 19 11
                                    


---

" هل ستخبرني مع من تواطئت لتخّرب مجرى سير الصفقة مع الأمريكيين أم تودع رأسك أيها العاهر؟ "

يقول ذاك الزعيم المتغطرس وهو جالسٌ على الكرسي واضعاً قدماه على طاولةٍ صغيرةٍ أمامه ممسكاً بكأس نبيذٍ أحمر ويدور بإصبعه على حوافه، يرتشف منه بكل برود ويرجع بصره نحو ذلك الذي قد أوشك جلده ولحمه على الانسلاخ بوجهه المملوء بالدماء وإحدى عينيه تم غرز سكين بها وإحدى يديه تلوح في الهواء دليل على كسرها

" لم أفعل شيء أرجوك صدقني سيدي.. لم أخبر الاستخبارات عن الصفقة.. ما الذي سأجنيه أصلا" يقول راجياً بصوته المبحوح والذي يستعمره الخوف والرهبة

ليشخر الآخر بسخرية ولا يزال يحدق به ببرود " كنت سأصدقك لولا كاميرات المراقبة التي أوضحت وقوفك خلف ذاك الشرطي المدعو بـ ماركوس ولكني أعرف أن هناك من أكبر منه وراء ذلك ، هل تستغبيني أيها الأحمق؟ ألم تعرفني طوال تلك المدة التي عملت بها معي تعلم كيف أتعامل مع الخائنين أمثالك و كيف أتوق لكسر رقابهم بيدي العاريتين.. قال وخرجت ابتسامة خبيثة مريضة على وجهه بعينين تحمل لمحة مريض نفسي.. ألن تخبرني ؟ قال بجمود ممتعضاً وقد بان عليه الغضب ونفاد الصبر

" لن أخبرك" كان آخر ما ينطق به قبل أن ينهض الزعيم تجاهه ويكسر رقبته دون أن يرمش حتى.. " قذر عاهر" همس وخرج من تلك الغرفة المطلية بالأسود المملوءة بأدوات التعذيب بشتّى أنواعها..

استقل سيارته من نوع Mercedes Benz وراح منطلقاً بأحياء روما العتيقة حتى وصل لمنتصف المدينة يدندن بألحان هادئة وكأنه ليس نفسه ذلك الذي أنهى حياة أحدهم قبل دقائق قليلة ليصل وجهته وكانت مطعماً عادياً يقدم كافة أنواع الاسباغيتي لينزل من سيارته متجهاً ناحية الباب يدفعه بخفة ليصدح رنين الجرس الذي يعلن عن وصول زائر جديد

طلت تلك الشقراء من خلف الطاولة لتهرع إليه محتضنةً إياه ليلتقط شفتيها ببعض القسوة مما جعلها تأنّ بألم " اشتقت لك حبيبي" قالت بلكنتها الإيطالية لتتلقى ابتسامة زائفة من الزعيم " إيزابيل ألن تتوقفي عن الادعاء أننا أحباء؟" قال وهو يحاول إبعادها عنه بخفة ولكنها لا تزال متشبثة به

" إذا ما نحن دنڤر؟ نحن نمارس الحب منذ أربع سنوات وتعلم بمشاعري جيداً نحوك" قالت وترقرقت الدموع بعينيها الخضراء... " نحن نمارس الجنس لا الحب إيزابيل.. أرجوكِ كفي عن فتح هذا الموضوع في كل مرة آتي لهنا .." قال لتبتعد هي زافرةً أنفاسها بحنق وضيق

" أريد أفضل نوع باستا سيدتي الجميلة " قال ممازحاً إياها لإبعاد هذا الجو المشحون..

كانت إيزابيل صديقة منفعته بعد أن كان يتردد على مطعمها لمدة طويلة وانتهى الأمر بهم هكذا.. هي وقعت بحبه عميقاً متناسيةً كل بشاعة أعماله ولم تسمح لرجل آخر بلمسها.. ولكنه لم يعتبرها إلا آلة جنس وقت شهوته بجانب العديد من الأشخاص الذي يعتبرهم آلات أيضاً

𝗧𝗵𝗲 𝗚𝗮𝗻𝗴𝘀𝘁𝗲𝗿 𝗖𝗵𝗼𝗶 ʷˢحيث تعيش القصص. اكتشف الآن