..
"مينهو ياصديقي..هل تستمع لي؟"سألت جدته
"اجل."اجاب بعد ان قامت بتمرير يدها امام نظره
"لم يشعر والديك بالالم إطلاقاً..لقد اخبرتنا الشرطة ان الحادث كان سريعاً و هما توفيا في لحظتها."قال الجد
نهض مينهو من مكانه و تجاوز الجميع بما فيهم شقيقه البالغ من العمر ثمانية سنوات.
"مينهو..الى اين ستذهب؟"سأل الجد بقلق بالغ
"لا اعرف...احتاج للعودة لعملي."همس مينهو وهو يأخذ معطفه ثم يغادر المكان
لحظة ان صعد بسيارته هو بدأ بالبكاء.
كان يقود و يبكي بشكل هستيري.
عند وصوله لمنزله كان جميع اصدقائه امام الباب بأنتظاره.
"كلا من فضلكم.."همس مينهو
"نحن هنا لدعمك."قالت صديقته
"اخر ما احتاجه هو مقابلة العديد من الاشخاص امام منزلي."قال مينهو وهو يتوجه للداخل
لحظة دخوله هو اقفل الباب و حاول تجاهل الجرو الذي بدأ يقفز ليقوم بتقبيله و استقباله.
توجه مينهو للسرير.
الجنازة بعد يومين كما اخبرته جدته و لكنه لم يكن مستعداً اطلاقاً.
بالكاد تمكن من النوم لساعتين قبل ان يستيقظ بحلم شنيع و يغادر السرير.
قام بالسير خارجا برفقة الجرو و على الرغم من ان الساعة كانت الثالثة صباحاً الا انه اراد قضاء الوقت خارجا.
في التاسعة صباحاً ، مدير عمله قدم لمنزله و طرق الباب لعدة مرات و لكن مينهو لم يتحدث معه.
اختبئ بغرفة نومه بعيداً عن النوافذ حتى لا تتم رؤيته و تظاهر انه لم يكن بالمنزل.
لم يكن مينهو راغبا بالحديث مع اي شخص وهو لم يفهم لما لا يدعه الجميع لوحده؟
لما يظنون انهم قادرون على مواساته من المأساة التي حدثت بحياته؟
في اليوم التالي ، تلقى اتصالا من جدته ثم بالمساء اتصالا من جده..يحاولون تأكيد قدومه للجنازة غدا.
كان مينهو يستلقي في السرير و يقرأ مجلة محاولا ابعاد عقله عن التفكير بواقعه.
توقف مينهو عن القراءة عند مقال "احجز رحلتك لجزيرة ناميسوم."
كان هذا الاعلان هو كل ما يحتاجه مينهو.
ان غادر الان و ذهب لجزيرة ناميسوم فأنه سيقضي وقته بعيدا عن الجميع.
سيتوقف عن التهرب من مقابلتهم و لن يكون مضطراً للحضور لجنازة والديه..الاهم من ذلك ان غادر الان للرحلة فأنه سيتمكن من اقناع عقله من التعامل مع وفاة والديه و التظاهر كأنه امر لم يحدث قط.
