" هل من الضروري لي أن أذهب يا أمي ؟ "
" أجل يا عزيزي فل تستمتع بوقتك "
" و ماذا عنكي ؟ "
" لا تكثر من الأسئلة هيا اذهب يا بني "
ركب في السيارة وهو متردد من الذهاب , لأنه بالنسبة له وجود امه معه اهم من الإستمتاع بوقته , و هذا ما يجعله طفل مختلف .
بصوت خافت بينه و بين نفسه " لم يكن علي الذهاب و ترك أمي , لماذا أنا حتى مع هؤلاء الحمقى ؟ "
" هل تريد شيءً يا صغير ؟ "
" لا يا خالة "
" تبدو مرتبك !! "
"..."
" لا تخف سيكون كل شيء على ما يرام , ستلعب و تحظى بوقت لطيف , حسناً ؟ "
بتعابير وجه مرتبك : " حسناً "
وصلوا الى منزل كبير و فخم يطل على شاطئ البحر, لم يكن إلا بيت صغير بجانبه , كان كل من ربيعة و جمال سعداء بوجود ابراهيم الصغير معهم , لكن الشعور لم يكن متبادل فإبراهيم لم يبتسم قط منذ مغادرته , حاولت ربيعة اسعاده , أمسكته من يده ورافقته الى غرفته : " هذه هي الغرفة التي ستتواجد فيها طوال هذه الفترة , في الحقيقة هي غرفتك " قبلته على خده " هل أعجبتك ؟ "
" ربما سأحبها اذا تواجدت أمي معي ! "
" فقط استمتع بوقتك "
توجه الى السرير و استلقى بدون اي كلمة , نظرت اليه بصمت و حيرة في كيفية التعامل معه , لكن لم يكن لردة فعله سوى الصمت , " نم يا ابراهيم فالوقت تأخر , تصبح على خير يا صغير " , اغلقت الباب و خرجت , " فقط اخرجي و سأصبح بخير "
عجز كُلياً عن النوم لذا قرر تغيير تصميم غرفته , غير مكان السرير و نزع الصور المعلقة على الحائط ... .
فُتح باب الغرفة : " ابراهيم هيا انهض يا بني لقد حل الصباح " , واصل صمته , نهض , غسل وجهه و اسنانه وتوجه لتناول الفطور , شرب فقط كأساً من الحليب و استدار نحو الباب الزجاجي الذي يطل على شاطئ البحر , " هل اتصلت أمي ؟ "
(جمال ) : " ليس بعد "
(ربيعة ) : " الى اين يا ابراهيم لم تتناول طعامك بعد "
(ابراهيم ) : " لا اريد ان آكل "
(ربيعة ) : " لكن لما... "
قاطعها (جمال) قائلا :
"حسنا يمكنك الذهاب , لكن توخى الحذر!"
ثم خرج و اختلس السمع .., بعدها قال(جمال) باسما :
- " اتركيه فقط .. أرى أنه عنيد! "