عنف

26 4 0
                                    

".تمهيد للقصة:عنف الأجيال

قصة حقيقية مستوحاة من الواقع: في السادس من مايو عام 2023، أصدرت قصتنا التي تتناول تلاحم الأجيال ورحلتهم عبر الزمن. تحمل القصة في طياتها حكايات الصمود والأمل، حيث تنسجم قصص الأجداد مع قصص الأحفاد في لوحة تروي كيفية تأثير الماضي على الحاضر. فهي ليست مجرد سرد لأحداث، بل رحلة عميقة تجمع بين ماضٍ حافل بالتحديات وحاضر يسعى لبناء مستقبل مشرق بالأمل والتفاؤل.

عنف الأجيال: ً

في بادية نجد، كان فيه رجل قوي وجبار اسمه عقاب. عقاب كان معروف بين البدو بصلابته وقوته، وانه ما يخاف من احد. تزوج عقاب بنت صغيرة عمرها ١٤ سنة، اسمها نورة، بنت شابة وضعيفة، لكنها جميلة وطيبة القلب. ام نورة كانت معارضة للزواج، لكن عقاب بسط يده على البنت وما كان لأحد كلمة قدامه.

بعد ما تزوجوا، بدأت نورة تعيش حياة صعبة مع عقاب. كان يعاملها بقسوة ويضربها على اتفه الأسباب. نورة حملت بسرعة، وجابت له عشرة عيال، خمس بنات وخمس عيال. كانوا يعيشون في بيت متواضع وسط البادية، وكان عقاب يجبر عياله على الشغل من الفجر لليل مع الغنم والإبل.

كبروا العيال وهم متعودين على الشغل الشاق وقسوة ابوهم. أول ما تفتح عيونهم على الدنيا، يلاقون انفسهم وسط الحلال والعمل المتواصل. البنات كانت مهامهم ترتيب البيت وحلب الغنم، والأولاد كانوا يساعدون عقاب في رعي الإبل وسوقها للسوق.

نورة كانت تشوف عيالها يتعذبون تحت يد ابوهم، لكن ما كان بيدها حيلة. تحاول تداري عليهم وتخفف عنهم، لكن ما تقدر تسوي شيء قدام عقاب. كل يوم كانت تدعي ان الله يفرجها عليهم وينقذهم من قسوة ابوهم.

وفي يوم من الأيام، جاء رجل من البدو زائر لبيت عقاب. هذا الرجل كان كبير سن وحكيم، اسمه ابو عواد. جلس مع عقاب وبدأ يسولف معه عن أمور الحياة والبادية. لاحظ ابو عواد القسوة في وجه عقاب وكيف يعامل نورة والعيال. حاول يكلمه ويعظه عن الرحمة والعطف، لكن عقاب كان راسه يابس وما يسمع لكلام احد.

بعد ما مشى ابو عواد، اجتمع عقاب مع عياله في المساء. كان الجو بارد والرياح تعصف بالخيمة. قال لهم عقاب: "اسمعوا يا عيالي، الدنيا هذي ما فيها رحمة. لازم تكونوا اقوياء مثل الحديد، ما تبكون ولا تتشكّون. اللي يشتغل ويجتهد هو اللي بيعيش، اما اللي يضعف ويتكاسل ما له مكان هنا."

عياله كانوا ينظرون له وهم ساكتين، ما يقدرون يعارضونه ولا يقدرون يتكلمون. كل واحد منهم كان يحتفظ بحلمه داخل قلبه، ويتمنى ان يجي يوم ويتغير الحال.

مرت السنوات، وكبروا العيال وصاروا شباب وصبايا. كل واحد منهم كان عنده طموحات واحلام، لكن عقاب كان مثل السجن عليهم. البنات كانوا يحلمون بالزواج والهروب من قسوة ابوهم، والأولاد كانوا يحلمون بالحرية والعمل في المدينة.

عنف الأجيالWhere stories live. Discover now