شَطرٌ من مُعاناة/ مُقدّمة

16 4 28
                                    

ارتدت السماءُ سوادَها، وعقاربُ الساعةِ تجاوزَت مُنتصفها
ونامتُ الأعينِ وخلد الجميعُ الى نومهِم مُتمنيّن أحلامًا سعيدة.

يسيرُ في حديقة القصرِ الملكي بضياعٍ، يقودُه قلبُه إلى محبوبتِه، يدهسُ العُشب بلا اكتراثٍ ولا يُسمع سِوى نهيمُ البومِ على الأفانينِ، خلعَ درعهُ الحديدي عن جسدِه الصلِب.

يسيرُ نحوَ قلبِ الحديقة
يسيرُ نحو البقُعة المُقدَّسة في هذه المملكة
يجرُّ أقدامهُ المُتعبة، وفؤادُه على وشكِ تمزيقِ صدرِه..

وهي تنتظرُه هناك، جالسةً على النافورة المصنوعة من الحجر الأبيض، خلفَها تمثالُ آلهة الجمال التي تحملُ حمامةً ترمُز للحُب والسلام. كانت ذات الشعر الدامِس الطويل الذي تصلُ أطرافهُ إلى مياه النافورة، مُرتديةً ثوب نومٍ أبيضٍ يلفُ جسَدها بقماشِ الحريرِ الناعم.

سمعت صوتَ دهسِ العُشبِ، فألتفَّت لتراهُ قد وصَل
بينما هو، كان يُطهِّرُ عيناهُ بتأملِها، ويتروَّى النظر فيها.. وضع درعهُ الثقيلُ أرضًا
يقتربُ قليلًا وهو غيرُ قادر على أنزالِ عينيه عنها، ليجثُو أمامها حانيًا رأسُه لجلالتِها، مُقبلًا يدَها.

"مولاتي، أنا آ.."
لم يكد يُعرب عن أسفِه من أجل كُل شيء حدَث وسيحدُث، لكِنهُ صمَت عندَ همسِها

"شش.. جوداس، لا بأس"
إنها تعرفُ مكنوناتِه، تعرفُ كيف يشعُر وكيف يُفكِّر

امسكَت وجنتهُ لترفَع رأسَه نحوَها، ليرىٰ ابتسامتَها الملائكيةَ ويُطيل النظَر فيها
كأنها حُلمٌ أبديٌ.

"مولاتي، إن كُنتي الجحيم؛ فسأحِبُ عذابكِ
وإن كُنتي خطيئتي الوحيدة؛ لن أتوبَ عنكِ
لكنكِ الفردُوس
الذي لا أستحقُ أن أرى طرفًا منهُ حتىٰ."

تلألأت عينيها الزمُرديةِ بالدموعِ، التي سقَطت على وجنتيهِ وتلسعُ قلبهُ بوجعٍ
لِما قد كُتَب القدرُ لهُما الألم؟

---

قلعةٌ علىٰ الجُرف عندَ القِفار
في أرضٍ مُنعزلةٍ ما عندها جار
تبدو وكأنها على حافةِ الهاوية
نهاياتُ اعمدتِها كنصلِ سيفٍ بتّار
دامسةٌ كليلٍ لا يعرفُ الأنوار

بداخلِ هذه القلعةِ يا أعزّائي القارئين، وعند أبعد نُقطةَ فيه يقطنُ ذلك الرجُل المُرتمي على مكتبِه الخشبي العتيق
يكتبُ بالحبرِ كلماتِه التي لا تسعُها الحروف هولًا، يكتبُ بيدٍ مُرتجفةً روايتَهُ
التي تروي تاريخًا مخفيًا وراء الستار، تاريخًا لا يعلمُ عنه أحد
يحكي الحقيقة التي تم دثرُها.


مُجنحٌ ذَهبي واقعٌ بحُب ملكةٍ، وملكٌ طاغٍ مُتجبّر، وأربعةُ محاربينَ بأجنحةٍ
ذئابٌ بشرية وممالكٌ ساقِطةٌ تنهض لتقلِب الطاولة
كُل شيءٍ يبدأُ
من هــــــيلاس







ーーー

مرحبًا جميعًا 🫂

ها أنا أُقدّم لكُم شطرًا من صغيرتي وحبيبتي "أجنحةٌ وتاريخ"

الرواية القريبة لِقلبي، التي لا تزال تستعد لكي تظهر.

أرجوكُم قدِّموا لها الحُب..

إلى ذلِك الحين، ستخرُجُ للنور بتاريخ 8/22

أُحبكم فردًا فَردًا 🩷.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 23 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

أجنحة وتاريخ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن