المرآب و الفطائر

23 3 0
                                    

                               ___

مشيت بخطوات سريعة أضع يدي في  جيب هودي خاصتي بسبب البرودة التي حلت في المساء بعدما ودّعت ماثيو.

أخرجت المفتاح من جيبي أدخله في المقبض الباب افتحها و أدخل ، قابلتني قطتي البيضاء تستدير بين أقدامي أنحنيت أربتُ على رأسها بلطف، يليها  نزعي حذائي بسرعة أزفر الهواء "اه، لماذا لم أخذ معي سترة، اللعنة لم أفكر ان الجو سيصبح بارد هكذا".

توجهت بخطواتي نحو غرفتي أغير ملابسي لشيئ أكثر دفئا ثم نزلت للمطبخ أعد شيئا أكله.

لم أرد أن أطبخ لذالك اكتفيت بفتح علبة نودلز ووضع ماء الساخن عليها ثم غلقها مجددا و انتظر لمدة عشر دقائق.

حملت هاتفي اعتمد على منضدة المطبخ و اتجهت مباشرة أراسل دانيال لم أظهر طوال اليوم و أعلم انها ستقلق .

[ مرحبا]

نظرت لرسالتي لمدة، لم يتم قرائتها بعد، يبدو أنها مشغولة.

وضعت هاتفي و اتجهت نحو علبة النودلز، لكن رنين هاتفي اوقفني، أسرعت إليه لظني انها دانيال، لكن سقطت ملامحي حينما رأيت إسم المسجل على شاشة هاتفي.

نظرت له لمدة قبل أن تضغط أناملي على الزر الأخضر و رفعت الهاتف لأذني" مرحبا، أمي".

"أين كنتي؟ لماذا كل هذا تأخير لرد على مكالمة؟" قابلني صوتها الحازم من جانب أخر.

رائع، لا يوجد حتى كيف حالك إبنتي، هل أنتي بخير، تنهدت أجيبها "أسفة أمي، كنت أعدّ العشاء"

"لا يهم، اتصلت بك لأُخبركي أننا سنعود الأسبوع القادم، والدك أنهى أعماله هنا"  جائني صوتها مجددا خالي من مشاعر و بارد .

شعرت بتقلب معدتي و توتر الذي يمشي في عروقي فجأة، عودة والداي و إخوتي، تعني عودة الجحيم.

"أتمنى أن أجد البيت نظيف ، إهتمي
بالمنزل"  تكلمت مجددا و أخر ماسمعته هو إغلاق الخط.

وضعت هاتفي فوق منضدة جانبي و جلست على كرسي، أسندت مرفقي فوق فخدي ووضعت رأسي بين يداي أغرس أصابعي في شعري.

ما العيب إذا قالت إعتني بنفسك إبنتي؟، ما الخطأ الذي أرتكبته لأحصل على أُم هكذا؟، لماذا لا أملك والدين عاديين.؟ 

شعرت بوخزة في قلبي و عيوني تحرقني تنذر بتشكل الدموع ، أغلقت عيناي أمنعها من نزول و ذاكرتي تعود لترجعني إلى غرفة  الماضي،التي غلقت الباب في وجهي تمنعني من الخروج.

كلا ،كلا. لا أريد العودة إلى هناك، لا أريد ان أتذكر، لكن ماقاطعني هو ومض تلك ذكرة يين عيناي مجددا ، كسَهم يخترق الرياح. 

عندما كان الجميع أطفال يذهبون مع أمهاتهم إلى مدرسة إبتدائية، كنت في سابعة من عمري، أسير و خالاتي تمسك بيدي أنظر حولي لتلاميذ مثلي و لكن الإختلاف هو جميعهم مع والديهم، إلا أنا.

Blue & Red حيث تعيش القصص. اكتشف الآن