في لحظة تتلاقى فيها أنفاس الحب وسموم العداوة، ينسج القدر خيوطا رقيقة بين قلبي متنازعين، حيث يتجلى الصراع في كل نظرة ويغلف الشغف الأعمى الحوارات بصمت قاتل.
__________________
في ليلة من ليالي الصيف الحالمة، كانت مدينة روما تعج بالحياة. أضاءت الأنوار الساطعة سماء المدينة القديمة، منعكسة على جدرانها العريقة التي تحمل في طياتها أسرار التاريخ وجلاله. كانت الليلة موعد حفل فاخر تنظمه إحدى أكبر الشركات العالمية أين تعمل بطلتنا، حيث اجتمع في هذا الحفل نخبة من رجال الأعمال والشخصيات البارزة من مختلف أنحاء العالم.
كان الجميع يرتدون أبهى ملابسهم، ويتبادلون الأحاديث والابتسامات المصطنعة، فيما يعكس الجو العام شعوراً بالبذخ والترف.
وسط هذا الحفل البهيج، كانت ألاينا، المافيوزية الشهيرة بلقب "كامورا"، تجلس في زاوية منعزلة بعيداً عن الأعين الفضولية. كانت ترتدي فستاناً أسود طويلاً يعكس بريق الأنوار الخافتة، وتدخن سيجارة ببطء، مستمتعة بلحظة نادرة من الهدوء في عالمها الصاخب والمعقد.
كانت تلك اللحظات هي الفرصة الوحيدة لها للتفكير والتأمل بعيداً عن ضغوط حياتها اليومية.
جلست ألاينا في المدخل الخارجي للحفل، مكان بعيد عن أنظار الجميع، حيث يمكنها الاستمتاع بالهدوء والسكينة التي تحل على المكان و في نفس الوقت كانت تستطيع مراقبة أجواء الحفل من الخارج. كانت روما في تلك اللحظة تبدو كلوحة فنية تفيض بالحياة.
أصوات الموسيقى الكلاسيكية تنساب برقة من داخل القاعة، مختلطة بأصوات الضحكات والمحادثات اللائقة و غير اللائقة.
كانت تتأمل المشهد أمامها بعينيها الزمرديتين الحادتين، مستغرقة جل وقتها في أفكارها.
بينما كانت تنفث الدخان ببطء، تراقب حركة الحفل من بعيد، سمعت فجأة ضوضاء عالية عند مدخل القاعة.
