أينَ تغِيبُ الحَقِيقة ورَاء سُدُف الغمُوض، تبدَأ قِصة لم تُروَ مِن قَبل
فِي رِحلة عَبر الزمَن الى عصُور الصِين القدِيمة، حَيث تتعَانق الأسَاطِير مَع الوَاقِع، وتَنسُج الأقدَار خيُوطهَا فِي نسِيج الزمَن، تتَشابَك القدرَات مَع الرُوح، والعزِيمة بقُوة الإيمَان.
نَكتشِف بينَ فصُول هذِه الروَاية عالمًا كُدِست فِيه الأسرَار والتَحديات، والبطُولات والتَضحيَات المَلحمية، أينَ تتلاقَى العزيمة مع القدَر، والشَجاعة مع الخرَافات، وهَل حقًا هيَ بخُرافات؟.
فِي سرَادِيب الزمَن العتِيق، أينَ يَتدَفق الضَوء مِن شقُوق الأسَاطِير، تترَاقَص الأروَاح القدِيمة بينَ طيّات الغمُوض، هي الحِكايَات التِي تلمَع كنجُوم بَعِيدة، تروِي قِصصاً مَغمُورة بالسِحر والقِوى غَير المَرئية فَالأساطِير ليست بكَلمات مُجرَدة، بل نوَافِذ إلى عوَالم تُبقِي أسرَارهَا بعيداً عن الأعيُن القَطيع.
تتكشف هَذه الأسَاطير كضبَابٍ كثِيف يُحِيط بالوَاقع، أينَ يُمكن للفَرد أن يرتقِي إلى آفاق غير مَألوفَة، ويواجِه قِوَى تتجَاوز حدود الإنسان المُتعَارف عَليهَا.
فِي كل خُرافة، يَنبضُ قلبٌ من الحِكمة الغَابِرة، ويرتفِع صدى التسَاؤلات التِي تبحَث عَن إجابَاتها فِي مساحَات مجهُولة، هِي مرايَا زجَاجية تنعكِس فِيها أروَاح الأزمَان السَالِفة، وتغمرُنا بأسرَار تستفِز الخيَال وتثِير تأمُلاتنَا.
___________________
تَرحِيب
بَعد سنوَات مِن الصَمت الأدَبِي، حَيث ارتَاحت خيَالاتِي فِي خزَانة الذكريَات، وانشغَالاً بالمُقتضيَات الحيَاتية وَجدتُ نفسِي مَسحوبَة لعَالم طَبيعي روتِينِي مُمل تَحكمهُ الضغُوط الاعتيَادية مَانعَة عنِي شَغفِي القدِيم بالكَلمات، ومَا أدعُوه بالاختِلاف.
ولكِن، كمَا يَعُود النَهر إلى مجرَاه، أعُودُ إلى السُطور التي دومًا مَا كَانت المَلاذ لِي.
أيّها القارِىء العَزيز، إن كنتَ تظُن أنكَ ستَعرجُ عَلى صفحَاتٍ تَحمل ذَات الطَابع الذِي يطغَى عَلى المَكتوبات الحَالية فظَنكَ هذَا سيَخيب، وإن كنتَ تَضعُ آمَالاً عَالية لمُقابلة مَا اعتَاد بصرُكَ عليهِ فعُذرًا منِي كسرُ توَقعاتكَ فإنّي بنَفسي أدرِي أنَّ ما سأكتبهُ كإعلانٍ للعَودة لَن يرقَى للأسلوب الذِي اعتَدته، ولا بَأس بذَلك معِي.
غَير أن في ذَلك يصِير بأسًا وضِيرًا إن قَادتكَ الحمَاسة الى التَعليق بشَتيمة أو لفظٍ بذِيء لأي شَخصية لَم تعجبك أو حدَثٍ مَا -ربمَا الرواية بأكملهَا- أو حتّى لِي، ولا أرجُو أن نصلَ لذَا الموصَل وبمجرَد الشعور بالضَجر انسحِب بهدُوء أيهَا الصديق وكلنَا يغدُو سَليم XD.
كما قلتُ، روَايتي قَد لا تعجبُ فئةً وأتفهَم ذلكَ فقَد لا تُعجبنِي كذَلك، فلكلٍ ذَوقه وقَد لا تتقبَل الشَخصية الرَئيسية فلا هيَ من ذوقكَ ولَا هيَ تناسبنِي، إنمَّا تناسبُ عَصرهَا بلَيلهَا وأثامهَا فلا مَعصومَ عن الخَطأ وما مِن كامِل غَير الله.
_____________________
مَعلومة
تَستنِد أحدَاث هَذه الرِواية إلى خَلفية تاريخِية وثقَافية غنيَة كمَا تستعرِض جوانِب مختَلفة مِن أساطِير وفنُون قتَالية في الصِين القديمَة، وقَد تتضمَن بعض الإشارَات الى ديَانات ومُعتقدَات دينيَة كانَت سائدة في ذَلك الوَقت والتي قَد لا تعكِس بالضرورَة الأديَان والمُعتقدات المُعاصرة.
وقَد تمَت مُراعاة دقَة المَعلومات التاريخية واحتِرامها فِي تقدِيم الشخصيَات والأحداث، لكِن الرواية تعتَمدُ أيضًا عَلى عناصِر من الخَيال والأساطِير لخَلق أجوَاء ممتعَة ومُشوّقة أثناء القرَاءة وإني أذكُر هذَا حتّى لا أتَصادمَ مع من يحلّل الطريق دُون خَريطة.
معَ آمالي أن تجِدوا في قصتِي مُغامرَة مُمتعَة وتَغذية فِكرية وأن تستمتِعوا برِحلتكُم عَبر فصُول هَذا العَالم الفرِيد، وتَقبُلي لأي انتقَاد شريطَة أن يكُون بألفاظٍ مَوزونة دُون الهجُوم سواءً علي او على القرّاء الآخرينَ.
مُناي أن تجِدوا في سطُور الرواية مَا يلهمكُم ويبهجكُم 🤍🤍.
-ميسَا.
