part~1

1 0 0
                                    

تَنْزِلُ مِنْ سَيَّارَةٍ سَوْدَاءَ مُظَلَّلَةٍ يَبْدُو عَلَيْها الثَّرَاءُ ، تَدْخُلُ مَنْزِلَهَا الَّذِي طَالَما مَقَتَتْهُ ، تَرَى والِدَيْهَا جَالِسَيْنِ أَمَامَ التِّلْفَازِ عَلَى أَرِيكَةٍ سَوْداءَ ، الأَرِيكَةِ الَّتِي لَطَالَما جَلَسَتْ عَلَيْهَا فِي مُنْتَصَفِ اللَّيْلِ شَارِدَةً فِي الفَرَاغِ دُونَ أَنْ يُلَاحِظَهَا أَحَدٌ...

ثَوَانٍ عِدَّةٌ حَتَّى صَدَحَ صَوْتُ طِفْلٍ يَبْدُو فِي الخَامِسَةِ مِنْ عُمُرِهِ ، لِأَوَّلِ وَهْلَةٍ لَمْ تَسْتَطِعْ التَّعَرُّفَ عَلَيْهِ لكِنْ سُرْعَانَ مَا...

-أُمِّي مَنْ هذِهِ الآنِسَةُ؟
نَطَقَ الصَّغيرُ أَمَامَها...أَجَلْ إِنَّهُ أَخُوها!

-مَارِي!
نَطَقَتِ الأُمُّ مُتَعَجِّبَةً يَلِيهَا إِلْتِفَاتُ زَوْجِهَا لِمَكَانِ وُقُوفِ مَاري.

نَهَضَتْ أُمُّهَا تَحْتَضِنُهَا غَيْرَ مُبَالِيَةٍ بِأَنَّهَا لَمْ تُبَادِلْهَا الإِحْتِضَانَ!

-إِشْتَقْنَا إِلَيْكِ عَزِيزَتِي..!
قَالَ والِدُهَا وَهُوَ يَهُمُّ واقِفًا تِجاهَها.

-مَ مَارِي..أُخْتِي!
صَرَخَ الصَّغِيرُ بِجانِبِهَا وَقَبْلَ أَنْ يَتَقَدَّمَ بِإِتِّجَاهِهَا جَثَتْ عَلَى رُكْبَتَيْهَا مُحْتَضِنَةً إِيَّاهُ.

وَقَبْلَ أَنْ يَسْتَوْعِبَ الصَّغِيرُ ذلِكَ نَهَضَتْ مُبْتَعِدَةً بِإِتِّجَاهِ غُرْفَتِهَا مُغْلِقَةً البابَ.

لَطَالَمَا أَخْبَرَهُ وَالِدَاهُ أَنَّ لَهُ أُخْتًا مُسَافِرَةً بَعِيدًا وَلَمْ يَعْلَمْ عَنْهَا شَيْئًا سِوَى أَنَّ إِسْمَهَا مَارِيَّا!

تَنَهَّدَتْ مُتْعَبَةً مُتَّجِهَةً إِلَى كُرْسِيِّ مَكْتَبِهَا المُهْتَرِئِ.

-أَظُنُّ بِأَنَّهُ حانَ الوَقْتُ لِتَغْييرِهِ.

هِيَ لَمْ تَكُنْ تَنْوِي بِأَنْ تُطِيلَ بَقائَهَا فِي هذَا المَنْزِلِ، رُبَّمَا لِأَنِّ أَعْمَالَهَا لا تَتَناسَبُ مَعَ هذَا المَكانِ الَّذِي جَسَّدَ نَقَائَهَا سابِقٍا!

أَثْنَاءَ شُرُودِهَا صَدَحَ صَوْتُ رَنِينِ هَاتِفِهَا.

-مَارِي لَقَدْ إِخْتَرَقَتْ الشُّحْنَةُ حُدُودَ ال(إسم العشيرة المعادية الها) بِالفِعْلِ.

-جَيِّدْ تَابِعُوا حَتَّى تَصِلَ هَدِيَّتِي إِلَيْهِمُ.

-أَأَنْتِ بِخَيْرٍ مَارِيَّا؟

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 14 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

فَرَاغٌحيث تعيش القصص. اكتشف الآن