نشأة البِدايـه .

25 4 0
                                    


تتُجول بين هّذه الأزقّـه العديدةِ المتُواجدةِ فِي لندن ..
نظرت للمبانِي الشاهّقةِ وللعرابّـات المتواجّـدةِ ؛ فنعم ليس في كل مكان تّجد فِيه عربـة فّهيَا نادره ..

على رغُم أضواء مدينـة لندن وصخبّ الباعّه المُنتشرين والنسّاء اللاواتِي حّصلن عّلىٰ مُوعِد فِي هذه الأُمسيـة الفاتّنة لٰكن لازلت مُظلمـة .. مُظلمة فِي داخلّها ..

هّي ليس لديهَا ملجّئ للعُودةِ .. وإذ عادت فّمن يعّيد لهَـا روحهَـا ؟

رأت حديقّـة متناثرين فِيها البشّر كّبتلات الرمَـان المّنثُور ..
ظلت تنظـر لباب الحديّقة الحديدي الأسود المكتوب عّليه إسـم الحديقة " النجُوم المُتناثره " أنـهُ إسم غريب لكنُه نالَ أستحسانَها فلُو نظرنَا للأسم فالنجوم تعني البشر ، المُتناثره تعني الكلمات والأفعال ، فيعني الإسم بِالمجمل أن كلمَات وأفعال البشر المُتناثره متواجّدة فِي هذه الحديقّـة ..

فّهل هذه الحديّقة ستنَال بعضّاً مِن خوالجّها ؟
والقليل مِن أفعالهَـا ؟

إبتسمت بوهّن مكسُور باهّت ودخلتّ تنظُر للبّشر المتواجِدين فداخل ..
فكلٌ أما متواجدٌ مع عائلته .. أم أخلائـه .. أم أحبائه ..
أما أنا ؟؟ مع إنكساراتِي المتجاوزة للحّد المطلُوب فِي السيناريُو .. فأنا مُجرد بدِيل باهتٌ عديِم القيمّةِ ..

جالتّ أنظارها إلى أطفال يلعبون بألعاب مع بعضهّم البعض .. عائله مُتجمعه على قطعّة مِن القُماش وعليها بعض المأكولات العائلية ويتضاحكون على حفيدهم الذي ينظر لنفسه من عند البحيره كأنه قامَ بأنجاز .. أما أصدقاء الدراسه متواجدين لكِي يدرسوا ولا يبدوا أنهم يفعلونَ ذلكَ .. أما الأحباء الذين يتبادلُون المواقّف الحمِيمِيةِ فيمَا بينهم .. أو عجوزيّن قد نَال مُنهم الزمن ولكّن لا يزَال الحب في تزايد وكأنهُ موعدهُمَا الأول .
جالتّ أكثر بـ أنظارها لعلها ترىٰ مكانًا يُقاسِي ألم وحّدتهَا .
ورأت كهلٌ قد نال مِنـهُ كسّر الزمـن وولعّة الفُراقِ جالسٌ علىٰ كُرسِي من الجهه الأُخره مِن البُحيرةِ وخلف الكُرسِي عامود أناره بلون الأسود وأمامهُ مسافّة لا بأس بِهَـا ، بعد المسافه متواجدة بحيرة متُوسطة الحجم هو مِن الجهةِ الأخرة هو مقابل كل شئ ولا يوجد أنسٌ هُناك بسبب أن المكان هُناك مُوحش أما فِي الجهه هذه هي الأجواء المناسبه للأنسان الطبيعي ... قّد جذبنِي وسارعّت بِخطواتِي إِليه .. بعد مَا مرت بعد دقائق قد وصّلت وترددتُ بِجُلُوسِ بِجانبّه أخذت زفِيراً وشهّيقاً ومُشيتُ بُخُطى لا تكّاد تُسمع .. وجّلستُ ..

بعد مَا نظّمتُ تنُورتِي الحرِيريه السوداء قد ارتفعت إلى ما بعد رُكبتِي بِقليل ..
كان يُطعِم الحمام فِي الجهةِ القليلةِ قبل مَا تأتي البُحيرةِ رفعّتُ أنظاري لأرى كّم النَاسُ فرحِينَ والألوان الزَّاهِيةِ التِي تُشع مِنهم نّظرتُ للشمِس التِي وصلت لأخر سوّيعات .. ظللتُ أنظر للُغروب ونسيتُ القابع بجانبِي ..
بعد مُده تذكرتهُ ونظرتُ إليه ونبسّت بصوت باهّت ؛ قد نالَت مِنه وحشة الأيام : لونّ هذه الحمامةِ الرماديةِ ليس بجذَاب .. وكأنّهـا تقُوُل مع أنِي رماديّة لِيس هُناك شّئ ممُيز بلونِي ولكننِي ممُيزة بِعزة نفسِي .
نبسّتُ وأنا أنّظر للحّمامةِ الرمادِيةِ الباهتّةِ هي عاديه ولكّن عدم أكلّها للطعامّ وكأنها تنّفر مَا يفعّله باقِي أقرانّها .. وتتميز بعزة نفسهَا ..
التِي ستقتلها لا مُحاله ..

مره مُده لا بأس بّها مِن الهدوء المُحبب وليس الموتّر بسبب أنّهُ لم يّرد علىٰ كلامِي .. فبلعكّس وجدتُ نفِسي مُستجّمـة ..
نظرتُ للأوراقِ المتناثرةِ وَ بعضُ البشر الذِين كانُوا فِي الجهةِ المُقابِله بدأوا فِي التناثر والمُغادره وكانّت الشَمس فِي الثلث الأخير مِن النهَار ..
نارتّ الإنارةِ التِي بجانبي فنعّم نحّنُ فِي عصرِ الأستكشَاف ونارت الإنارةِ تلقائِياً كم هذا جمِيل يَا ليتَها نارت بدواخلِي تلقائياً .. هل سيحصل يوماً وستضئ الخوالج المُظلمه ..
..
قُطع حَبل أفكاري الُمتداخِلةِ على صُوت الكّهل الذِي بجانبِي ..
: قد نالَ الزمان بأقداري وَ رضيتُ بِمَا قُسم لِي بعد وقت متأخر مِن الألم والنفُور .. ولكّن .. عيناكِ تنبس بألام الدهّر والسنواتِ على الرغُم الجذب المُتَمحور لكّن لا أجـد سوى أنكسارات هدمّها الدهّر والنصيبَ والقدر والأنجذاب المتواجد قد دخل في ثنايَا لُب خوالجكِ وعلى الرغم مِن كونكِ بيّضاء ولكن لم يجذبني سوىٰ طياتِ الأنكساراتِ السوداء المتواجده فِي خوالجكِ يَا بُنَيَتِي ..
إبتسمّت بألم كسر داخلِي ونبسّتُ بهدوء : لِكوني بدِيل .. ألن نذهّب عمي أرنست قد تقّلق عليكّ آنيسَا
نظر لّي بهدوء : لنذهب رِيڤينَا قد مللتُ علىٰ أي حال .
نهّضتُ علّى أملِ أن أتناهّض مِن هذه الخالج المُعيق في داخِلي لعلّه يُطفئ ولّعة نيرانِي نظرت له بإبتسامه هادئه متودده : لنذهب عمِي إرنست ..

————————————————
وأنَا مُمسكه بِيد عمِي إرنست قد داهمّي روحِي شعوراً منطفئ .. شُعور لم أُخالج به مُنذ مُده .. وأنا كُنت قد أخذت عربّة بِخيلهَا لأنه عمِي إرنست يحب الذهاب بهَا ..
قد وصلنّا لوجهتنَا أخيراً ..
قصّر ديلاسون أو ما يمسى قصر الغّرابِيب .. لشدة ظلمتّه فِي الليل .. وما لا يعلمهُ الأخرُون قد سُمي بإسمِ غرابيب بسبب ظلام الأرواح القابعةِ بداخل هذه القصر ..
كان قصر بسيط كلاسيكِي ونمطي هكّذا يتميزونَ عائلة " دِيڤَّارُوّ " بِنمطيةِ والرُقي من الخارج .. والألهةِ وحّدهَا تَعلم ما يوجد بداخل هذه القصر كان مُتكون من ثلاث طوابقّ وهو قصر العائله المُبجل كان بسيط من الخارج ولكّنه مُعقد من الداخل .. إبتسمتُ بوهن ونظرتُ لجدي وعمِي وسببِي في العيش " أرنست " تنهدتُ وأمسّكتُ بيده فهُو دّخل لحالته المُعتاده مرةً أُخرى ..
————————————————
مُقدّمة بّسيطه :)

إديلاسُونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن