الفصل الاول

257 23 43
                                    

تجاهل الاخطاء

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
موت حاسم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تمشي على الرصيف مع مضلة تحتمي بها من الامطار
ورياح عاتيه تعكس المطر مثل اغنية تنتضر الربيع .
في نهاية الطريق وجدت بقعة ماء صغيرة
وهيونيا المرهقة جسديا وعقليا من العمل لم تعطها اهتماما
فهي مبتلة اصلا ..
وحين لامست قدمها البقعة اختفت
اتضح ان تلك البقعة عميقة جدا مثل البحر
وغرقت بدون ان يعلم احد حتى صرخاتها كانت بلا فائدة ...

تفتح عيونها بصعوبة مع خوف طفيف تنضر حولها بأندهاش
فهي وسط البحر او محيط فارغ والاغرب انها تتنفس براحة
وقبل ان تصاب بالهلع ضهر شبح قائلا
" مرحبا يا ايتها العميلة !
نضرت له قليلا و ..
" انت .. انت وسيم للغاية !!
نضر لها بعض ثواني وردف بتوتر
" احم انا حاصد الارواح
وانت هنا لأنك ميتة ..
امتعضت بعد سماع كلمات التي تبدو هراء تام بالنسبة لها
واجابت " هل انا اهلوس من الارهاق ؟
تنهد من ردة فعلها وصرخ
" هذا ليس حلما وانت ميتة بالخطأ !!
ردفت بتعجب " ما الذي تقصده ميتة بالخطأ ؟!
قال " انا حاصد ارواح ! وقتلتك بالخطأ
عوقبت بتحقيق امنياتك الملعونة ...
استغرق ربع ساعة لتستوعب وردفت
" اي شيء ؟!
هز رأسه بنعم واكملت قائلة
" اريد ان اصبح جميلة جدا !!!
وقوية جدا و ايضا المال ..
قاطعها قائلاً " خذي نفس ماذا عن دخول عالم خيالي ؟
فكرت واجابت ممتعضة " انا لا اقرأ الروايات
ضحك بحماس واضهر كتابا قائلا
" هذا هو عالمك الجديد وداعا !!
" مهلا ماذا ؟؟
فرقع اصبعه و اختفت ...

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صراخ طفل ورجل يركض وكأنه يهرب
كان ذلك قبل احد عشر سنة ...
الان طفلة جميلة تعيش مع والدها في قرية ريفية

تستيقض هيونيا في الصباح الباكر تقرأ الكتاب الغريب
وتلعن حاصد الارواح المحتال الذي خدعها

لكن ادركت انها حقا في عالم خيالي
قراصنة وبحرية لم يكن شيء موجود الى في العصور الوسطى
وايضا هي شخصية لديها مصير سيء
تتنهد وترمي الكتاب وتذهب لتأكل فطائر اليقطين مع صديقها
المسمى زورو اجل انه كذلك .
تفكر انها يجب ان تصبح مقربة منه بما انه سيصبح نائب ملك القراصنة
هي سعيدة لان لديها ورقة رابحة ...
" ايتها القبيحة لما تضحكين بغرابة ؟
حسنا مع اسلوبه الوقح قد يكون التقرب منه صعب قليلا
" انا اضحك عليك لأنك تشبه البقدونس !
امتعض الصبي وكان مستعد ليبدأ مشاجرة لكن
دخلت كوينا بأبتسامة مشرقة " هل تتعاركان بدوني ؟
ذهبت هيونيا كي تعانق كوينا " كلا لما قد نتعارك نحن اصدقاء ..
قالتها مع وجه لطيف وهي تفصل العناق وتذهب للطاولة
تضحك كوينا وتجلس بقربها تاركان البقدونس بمفرده ..
هيونيا كانت تعلم ان كوينا ستموت لذلك قررت الا تتعلق بها كثيرا

وكل يوم مع اقتراب موت كوينا تزداد توترا ..

في احد الايام عندما قررت هيونيا زيارة زورو
رأت كوينا وزورو وهم يتدربان بجد
وكالعادة تنتصر كوينا بعد ان ركلت مؤخرة الطحلب
" مرحبا ! لقد علمت انكما تتدربان لذا احضرت عصير اليمون !
قالتها هيونيا مقاطعة كلام الاثنين وتضع العصير جانبا
" بالمناسبة لما لا تتدربين معنا !
قالتها كوينا متسائلة فردفت
" لا اجيد استعمال السيف وليس لدي نية للتعلم .
نضر اليها الاثنان بتعجب
" انت تلعبين طوال الوقت انت بلهاء حقا
اجاب زورو بسخرية لكن يتلقى لكمة من كوينا العزيزة

هكذا تمر الايام والثلاثي معا يمرحون

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في الساعة تاسعة مساء

مع جو ماطر وضباب كثيف
يبكي طفل بحرقة وكأن عالمه تحطم
كان لابد من حدوث موت كوينا انه امر مقدر
وليس لديه خيار سوى البكاء بمفرده ..
بينما زورو يقف عند قبر كوينا
كانت هيونيا مصابة بالحمى لذا لم تستطع حضور الجنازة
وايضا كانت ممتنة فهي لم ترد رؤية منضر صديقها ..
مر عدة ايام وهيونيا مازالت مريضة

هي غاضبة حقا فذلك الطحلب لم يأتي لزيارتها حتى
مهما كان حزينا اليس قلق على صديقته الوحيدة ؟؟

بينما الاخر في ساحة التدريب
يلوح بسيفه كالمجنون وتتسلل دموع مداهمة خديه
كل ذلك تحت انضار معلمه كان يتحسر على حال طالبه
" مابك ؟ هل ستضل تبكي مثل الاحمق
اشاح زورو بنضره لكن اكمل المعلم قائلا
" الن تذهب وترى صديقتك
سمعت انها طريحة الفراش لأكثر من اسبوع .
توسعت عيون الصغير بأندهاش
فقبل ان ينطق المعلم ذهب زورو راكضا نحو منزل صديقته

عندما وصل لم يجد اي احد فشعر بالخوف
لكن سمع صوت من خلفه " زورو ؟
وما كانت غير هيونيا تفرك عينيها وكأنها استيقضت للتو
لم يقل اي شيء فقط عانقها بقوة " انا سأحميك !!
قالها وهو ينضر بشدة الى عينيها
هزت رأسها بنعم وتكتم الضحكة كي لا تجرح مشاعره
لكن بما ان لديه مستقبل مشرق ستوافق بكل سرور ...

لكن فراقهما حدث بسبب القدر ... يتبع


إمبراطورة القراصنة  .. ون بيسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن