#الزوج الهارب 1
أنا بسمة
فتاة فقيرة أعيش مع خالتي بعد أن توفيت عائلتي تحت أنقاض منزلنا
لقد كنت أنا في الخارج وقتها أعمل كنادلة في إحدى النوادي الرياضيه
وهذا السبب الوحيد الذي جعلني أنجو من موت محقق تحت الأنقاض كبقية أسرتي
بعدها اخذتني خالتي الكبري لأعيش معها
أنها زوجت كل أبنائها ولم يعد هناك من يعيش معها
وقد يكون هذا هو السبب الوحيد الذي أخذتني من أجله
وليس شفقة علي بالرغم انها دائما تقول أنها فعلت ذلك خوفاً من كلام الناس الذين سيعيرونهم
أنهم تركوني في الشارع بعد موت أسرتي وخصوصاً أن تخلي عن أعمامي ورفضوا أن أقيم عند أحدهم لأن كل ابنائهم من الذكور
ولأن خالتي كانت تعيش بمفردها
عرضوا عليها أن أبقى معها
فوافقت لأنها بحاجة لشخص يؤنس وحدتها ويخدمها بعد زواج كل أبنائها وسكنهم بعيداً عنها
***
كنت وقتها في الثامنة عشر من عمري
ولم يكن لي رأي فيما يحدث
مرت سنوات وأنا أعيش مع خالتي
وخلالها تعرفت على شاب في مقر عملي بالنادي
وكان هو حب حياتي ولكنه كان حلما بالنسبة لي
فهو يستحيل أن ينظر لفتاة. مثلي فقد نسيت أن أخبركم أنني أمتلك شكلا مختلفاً عن باقي الفتيات
فقد كانت لي أجمل عيون كما كان يقول لي ولكن أسناني العلوية تشبه اسنان السنجاب وكانت كبيرة وبارزة أما شعري فهو طويل ولكنه مجعد فلم أكن أعتني به
وفوق كل ذلك كنت سمينة إلى حد ما بالنسبة لأقراني فطولي 163 سم بينما وزني 90 كيلو
كل هذا جعلني أفقد الأمل أن ينظر لي الشاب الذي أحبه واسمه نادر بالمناسبة
والآن سأقص عليكم قصته الغريبة معي فهي أغرب من الخيال
فهيا نبدأ
كان نادر دائما يأتي بمفرده للنادي الذي أعمل فيه ثم يأتي للبوفيه ويطلب كوبا من الشاي الاخضر وهذا لا يحدث في العادة مع باقي الزبائن فهم يجلسون على طاولات النادي ويطلبون من النادل إحضار مايردون فكنت انتظره في نفس الموعد كل يوم حتى أعطيه الكوب بنفسي ويأخذه مني ويجلس بالقرب من البوفيه وحيدا
كنت أراقبه من بعيد لأنني معجبة به كثيرا فلقد كان وسيما جداً طويل القامة وشعر ناعم يسرحه بشكل ملفت مثل نجوم السينما
وكأنه جاء من فلم رومانسي
كان هادئا جدا
ونادراً ماأراه يتحدث لأحد في النادي
و ليس له أصدقاء تقريباً
بصراحة أعجبت به جداً
وكنت غارقة في حبه حتى النخاع حتى أنني كنت أحلم به عند نومي وأراه كفارس أحلامي
الذي يمسك بيدي لعش الزوجية
ولكني استفيق من حلمي عندما أنظر في المرآة وأري أسناني المثيرة للسخرية
كنت أعلم أن أرتباطي به شيء مستحيل ولم أتوقع منه أن يبادلني الاعجاب يوماً
ولا حتى أن ينظر لي كفتاة
فالجميع يسخر مني
ويخبرونني أن عيوني الجميلة لا تتناسب مع باقي وجهي أبدا
وبسبب هذه النظرة ممن حولي
لم أكن أهتم بمظهري كباقي الفتيات
فكنت ألبس ألواناً لا تناسب بعضها ولبسا يظهرني اكثر ضخامة من حجمي حتى شعري الطويل كنت اربطه على شكل كعكة دائما
وكان شكلي مضحك بالنسبة لجميع من تعاملت معهم وبعضهم يعتبرني قبيحة
حتى خالتي التى تربيت في بيتها
فقد كانت دائما تناديني بالبومة
مع علمها أن هذه الكلمة تحزنني
ولكن ربما كان معها حق
فلقد فقدت كل عائلتي تحت الأنقاض ولم يتبق غيري
فعندما أنظر لشكلي في المرآة لا أرى سوى
أسناني الأمامية البارزة
لقد كانت كبيرة لدرجة أنها تظهر حتى عندما أغلق شفتي
****
المهم نعود مرة أخرى لقصتي مع نادر
في احدى الايام كنت قد أنهيت دوامي في النادي وعائدة للمنزل كالعادة بعد العصر
وبعد خروجي من بوابة النادي الكبيرة
مشيت نحو موقف الباصات القريب من النادي فهو على الجهة المقابلة تماما وبعد أن وصلت إلى هناك وقفت لانتظر الباص
فوجدت سيارة تقف أمامي فجأة
وبدأ صاحبها ينزل زجاج السيارة ثم نظر نحوي من الشباك قائلاً
تفضلي أنسة بسمة سأوصلك في طريقي
وقفت وأنا مصدومة
إنه هو
أتذكرون الشاب الوسيم الذي كنت أحدثكم عنه
هو من كان يطل علي من نافذة السيارة
فقلت لنفسي
كيف عرف أسمي وأنا لم أتحدث معه أبدا
لقد كنت أعمل في البوفيه
وكان عملي مقتصراً على إعداد المشروبات وغسل الاكواب ولم أكن أذهب لتقديم المشروبات لرواد النادي كباقي النادلات
هل يعقل أنه أنتبه لي وأنا أعطيه كوب الشاي الأخضر
ولكن كيف عرف اسمي؟
طبعاً وقفت أنظر إليه دون حراك كأنني تجمدت في مكاني
ويبدو أنه لاحظ صدمتي
فصفق بيديه أم عيني
وأعاد العرض مرة أخرى
فانتبهت وقلت له
شكرا سأركب الباص فالبيت قد لا يكون في طريقك
فرد علي
أعرف أين تسكنين
أنت تقيمن في عمارة العمدة ناجي
بسمة
آسفة ولكن كيف عرفت مكان بيتي
فأجابني
تفضلي سأوصلك واشرح لك كل شيء
في الطريق
طبعاً ركبت معه
ليس لأني كنت أريد أن أعرف منه كيف عرف اسمي وعنواني فقط
بل كانت فرصة لأكون قريبة منه وأتحدث إليه لبعض الوقت وأسمع صوته العذب
ففتحت باب السيارة الخلفي لأجلس
ولكنه طلب مني الجلوس على الكرسي المجاور له
فأغلقت باب السيارة
وانتقلت إلى الأمام لأجلس بجواره وقلبي يكاد يطير من الفرح
حتى أنني كنت أسمع دقاته
وعندما جلست وأغلقت باب السيارة
سألته على الفور
كيف عرفت أسمي وعنواني؟
فقال لي بهدوء وهو يبتسم
قبل أن أخبرك كيف عرفت اسمك وعنوانك
أعرفك على نفسي
اسمي نادر عبد الله فؤاد
وأنا أسكن في نفس الشارع الذي تسكنين فيه
علي بعد عمارتين تقريباً
ولقد شاهدتك أكثر من مرة وأنا أجلس في الشرفة وأنت تدخلين تلك العمارة
فعرفت أنك تسكنين هناك فغالباً ما أجلس في الشرفة وقت العصر لأقرأ قليلاً
بسمة بحماس
وكيف عرفت أسمي؟
نادر
سمعت النادلة تنادي عليك منذ أيام وأنا أحفظ الأسماء بسرعة فذاكرتي قوية
بسمة
لم أعتقد أبدا أن أحدا سيلاحظ وجودي في الحياة أساساً
لذلك أنا شاكرة منك
نادر
أنت فتاة محترمة آنسة بسمة
والجميع يقولون أنك تهتمين بخالتك العجوز
بل تساعدين
كل كبار السن في المنطقة في حمل أغراضهم حتى توصليهم لمنازلهم والبعض يقول أنك تحضرين لهم كل طلباتهم دون مقابل
وهذا شيء نادر الحدوث هذه الأيام
فمعظم فتيات هذا الجيل لا يهتمون إلا بأنفسهم فقط ويرفضون خدمة كبار السن
***
كان نادر يتحدث
وأنا أنظر إليه وأتأمل وجهه كأنني في حلم جميل
وفجأة
وجدته يطرقع أصابعه أمام عيوني لأستفيق من شرودي
فأطرقت في الأرض وأنا أشعر بالخجل وقلت
له شكرا لك على التوصيل
نادر
لا شكر على واجب
ثم نظرت من الشباك فوجدتني أمام عمارة خالتي
فتوقف بسيارته
وقبل أن أنزل
سألني هل ستذهبين غداً لعملك
فأجبته طبعاً
فأنا لا أتغيب أبدا حتى في يوم الجمعة
واحيانا يعطوني يوم الإثنين إجازة إذا كان العمل خفيف
نادر
ومتي تذهبين
بسمة
حوالي الثامنة صباحاً
فوجئت أنه يعرض علي أن أذهب معه كل يوم
لأن عمله بالقرب من النادي
وأنه سيكون سعيدا لو وافقت على أن يصطحبني معه
ووجدتني أوافق دون تردد
ثم نزلت من السيارة مسرعة
فنادي على
آنسة بسمة لقد نسيت حقيبتك
فعدت كالبلهاء وأخذتها منه وأنا لا أصدق ما يحدث
واخذت أجري نحو باب العمارة
وأنا في منتهى السعادة
هل يمكن أن يحدث هذا في الواقع؟
أم أنني أحلم
وهل يمكن لهذا الشاب الوسيم أن ينظر لفتاة قبيحة مثلي
لا بسمة لا تبني قصورا من الهواء
حتى لا تقعي وتنكسر رقبتك
فربما الشاب أشفق عليك فقط وأراد مساعدتك
شعرت بالحزن مرة أخرى
وعدت لوعي وأخذت نفساً عميقاً
ثم فتحت باب الشقه ودخلت
فوجدت خالتي واقعة على الأرض
فجريت نحوها وأخذت أهزها لتستيقظ فلم تستجب لي
ثم اتصلت بأبنائها حتى يأتوا ويساعدوني ولكن لم يرد منهم أحد
فجريت في الشارع لأحضر لها الطبيب الذي في العمارة المجاورة
وعندما حضر الطبيب وفحصها
أخبرني أنها قد فارقت الحياة
شعرت بالصدمة حرفياً
وشعرت بأن الدنيا تدور بي فقد اختفى الشخص الوحيد الذي آنس به في حياتي
وبعد أن أفقت من الصدمة
ذهبت لمنزل واحد من أبناء خالتي وأخبرته فقام هو بدروه بأخبار باقي أخوته
وحضروا للمنزل وأخرجوا المرحومة لتدفن
****
ومضت أيام العزاء
وفي اليوم الثالث وبعد أن غادر جميع من جاءوا ليقدموا التعازي
وجدت أبناء المرحومة
يخبرونني أنه يجب علي أن أترك الشقة لأنها ميراثهم من أمهم وأنهم سوف يبعونها ويقسمون ثمنها
وأنهم سيتركون لي فرصة للبحث عن سكن حتى يتم بيع الشقة
غادروا بينما كانت الدنيا تلف بي حرفياً
أين سأذهب ؟
أبعد كل هذه السنوات من خدمتب لخالتي وتخلي أبنائها عنها يكون مصيري النوم في الشارع
فأخذت أبكي حتى تورمت عيناي
***
ومرت ثلاثة أسابيع
حاولت أن أجد أي سكنا خلال هذه المدة
حتى لو غرفة فوق السطوح
ولكن لم أجد ما يناسب راتبي الضئيل
وجاء المالك الجديد الذي أشتري الشقة
فقد باع أبناء خالتي الشقة
حتى دون أن يخبروني
وطلب مني المالك إخلاء الشقة لأنه اشتراها بالاثاث
وستنتقل فيها غداً صباحاً
فحضّرت حقيبتي
ونزلت من العمارة وأنا اجر قدمايا جرا
وأنا لا أعرف أين سأذهب
وعندما أصبحت عند باب العمارة وجدتني أسقط على الأرض وقد أغشي علي
يتبع
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
بقلمي
#سوزان_محمد_عبدالغني
أنت تقرأ
#الزوج_الهارب
Fantasyكنت قبيحة الشكل ماعدا عيوني فقد كانت زرقاء جميلة فتزوجني ولم أكن أعلم هدفه الحقيقي حتى هرب وتركني مع أمه العقيدة وانا حامل منه قررت أن أغير مظهري من أجل أن يعود لي ولكني عرفت أنه قد توفي وبعد خمس سنوات أراه بالصدفة يمر بجانبي مع امرأة أخرى كيف تصر...