12

153 12 0
                                    

مشت بالرواق بغضب و نظرت للساعة

لقد كانت 12:37

لا بد أن جونكوك بالحديقة التي اعتادا تناول الغداء فيها

أسرعت إلى هناك و بالفعل وجدته

كان جالسا بنفس المكان التي تربت فيه نايول ليجلس عليه

و لم يكن ياكل فقط ينظر لعلبته بهدوء

لقد كان ينتظرها !

ابتسمت بحب له و اقتربت ببطئ

اما هو فما ان حس بخطوات أقدام حتى رفع راسه و رآها

ابتسمت له قائلة

" اسفة لتاخري جونكوكاه ~"

جلست بمكان بعيد قليلا عنه

و اخرجت علبة غدائها و فتحتها

و ما أن مدت الشوكة لفمها لتاكل شعرت بشيء يسيل على خدها

و سرعان ما أدركت انها دموع

اعادت الشوكة لداخل العلبة و الان

هي لم تعد تتحكم بشهقاتها

بكت بقوة غافلة عن الأخر الذي ينظر اليها بارتباك

و توتر ..ولا يدري ماذا يفعل

اقترب منها ببطئ شديد

و حين شعرت نايول بحركة قربها رفعت راسها و نظرت اليه

ليجفل و يتحرك خطوة للوراء

لكنه تشجع و اكمل اقترابه

و نايول كانت تنظر اليه بوجهها الباكي

و لا تزال تشهق بخفة

مد جونكوك يده بهدوء بعد صراع داخلي مع نفسه

و مد ابهامه و مسح دموعها

كانت لمساته حنونة و دافئة جعلت نايول تتخدر بمكانها

و تناظره باعين مندهشة

" لا..لا تبكي "

قال بتقطع و لأول مرة ابتسم و هو ينظر لعينيها

و مضت ثواني حتى وعى على نفسه

و ابتعد بسرعة

قهقهت نايول يخفة على تصرفه

لكن حقا..ما فعله ..جعلها اشعر بالأمان

و دفئ غريب اجتاح قلبها

و شعرت بالفخر ان جونكوك اقدم على هذه الخطوة وحده

دون إجبار او تشجيع  من احد

رأته يحشر الطعام بفمه  بسرعة كبيرة بينما لون احمر

غزى خديه

ابتسمت مجددا و هي تشعر بالسعادة لان جونكوك اصبح جزئا من حياتها

و تشعر انها الان ام قد تحارب العالم لاسره لحماية طفلها

>>>

في المساء ركبت دراجتها و توجهت لمحل الزهور

اشترت باقة لزهور بيضاء

و ذهبت نحو المقبرة

>>>

في تلك التلة و تحت شجرة الدرداء

كانت والدتها ترقد بسلام

جلست نايول هناك لتقول

" امي..لا اصدق انه اليوم مر على رحيلك ثلاث سنوات

تركتي لي فراغا لا يوصف..ابي كما تركتيه لا يزال على حاله

العمل ثم العمل..بالكاد يتذكر ان لديه ابنة"

انهت كلامها بسخرية لتضيف بحماس حينما تذكرت جونكوك

" امي تعرفت على شخص..انه مصاب بالتوحد لكن..اه امي

لو تعلمين..احسه انقى شخص بالعالم..هو بريء لدرجة تجعلني

ارغب حمايته و محاربة هذا العالم الفاسد لاجله "

ابتسمت لتكمل

" و حدث ما كنت اخشاه امي..لقد تعلقت به

و فكرة ان نفترق يوما ما..تدمرني..فانا يا امي

و لاول مرة ساعترف"

اخذت نفسا عميقا و قالت

" وقعت بحبه..نعم انا احبه"

>>>

انتهى البارت اتمنى ان يعجبكم ✨️

المتوحدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن