1_الفصل الاول

43 7 9
                                    

في إحدى أيام شهر يناير البادرة الممطره
تتساقط قطرات المطر في جميع انحاء مدينة القاهره
وفي إحدى المناطق الراقيه بالقاهره في "فيلا" ذات تصميم فخمًا وجذاب
بالتحديد في الطابق العلوي وفي غرفتها تساقطت قطرات المطر البارده على الباب الزجاجي الذي يفصل بين الغرفه والشرفة الخاصة بها فا أصدرت صوتًا
وفي هذه الأثناء على سريرها كانت نائمة بعمق لكن من عادتها وطبيعتها أن أي صوتًا مهما كان بسيطًا يمكنه ان يوقظها من نومها 
فا فتحت عيناها ببطئ وارهاق وفركتها بنعاس لكنها استجمعت نشاطها واعتدلت من وضعية النوم التي كانت عليها وجلست على طرف سريرها أخدت هاتفها الذي كان بجانبها وفتحته ونظرت في الساعة فا وجدتها لا تزال السادسة والنصف صباحًا
تنهدت بأرهاق فا هي متأكدة انها لن تستطيع النوم مجددًا أبدًا
لفتت انتباها قطرات المطر على الباب الزجاجي فا شعرت بالحماس فا هي تحب المطر بشده كانت سوف تذهب للشرفه لكنها لاحظت ملابسها كانت ترتدي ملابسًا خفيفة لا تناسب هذا البرد فا سرعان ما اخدت شالاً كان موضوعًا بإهمال على السرير فا دثرت نفسها به بسرعه
ثم جريت بسرعه ناحيه الباب وفتحته ووقفت أمام السور الخاص بالشرفه التي تطل على الحديقه الخلفيه للفيلا
سارت رعشه بسيطه في جسدها بسبب بروده الجو لكنها لم تهتم ومدت يداها لتلمس قطرات المطر فا هذه الحركه دائما تشعرها بالسعاده اغمضت عيناها وقامت بشم رائحة المطر التي تحبها كثيرا
ظلت على هذا الحال إلى أن إنتهى تساقط المطر لاحظت انتهاء سقوط الأمطار فا خرجت من الشرفه واقفلت بابها جيدا وأسدَلَت عليه الستائر
ثم تحركت ناحيه سريرها واخذت هاتفها ونظرت في الساعه فا وجدتها 7:15 فا تنهدت بنعاس
وفتحت خِزانتها واخرجت منها طقمًا رسميًا فا هي لا ترتدي غير الملابس الرسمية تقريبًا بسبب طبيعة عملها اخذت بدلةً رسمية انثويه باللون الاسود لونها المفضل كالعاده ثم فتحت درجًا في الخزانه يوجد بيه العديد من احذيه الكعب العالي و وقع ايضا اختيارها على كعبٍ عالٍ باللون الاسود
إنتهت من تجهيز ملابسها فا دخلت لحمام غرفتها لتاخد حمامًا بارداً رغم برودة الطقس فا هذا عادة لها كل صباح
وبعد مدة من الوقت:
انهت "عهد" حمامها وارتدت ملابسها ثم وقفت أمام المرآة و وضعت بعض مساحيق التجميل و وضعت أحمر شفاه بلون احمر جريئ يعكس قوة وجرأة شخصيتها
نظرت  لإنعكاسها بالمرآة وقالت :
_ عشره على عشره كالعاده
ابتسمت بثقه وبدأت في وضع اللمسات الاخيره على مظهرها لكن قاطعها صوت دقات على الباب وصوت يقول :
_ : صباح الخير ، الأنسه دارين في انتظار حضرتك تحت
فا ردت عهد قائلة :
عهد : صباح النور ، بلغيها اني نازله ليها حالا
_ : تمام هبلغها
وانصرفت سريعا لتخبرها
أما عهد فا أخذت حقيبتها و فتحت باب غرفتها نزلت للطابق السفلي
~~~~~~~~~~~~~~
في نفس التوقيت لكن في مكان آخر في قصر "أمجد الشناوي"
بالتحديد في الطابق العلوي في غرفة الأبن الأوسط ل " أمجد الشناويريان»
~~~
تسلل من النافذه المفتوحه بجانب السرير  ضوء الشمس فا شعر بالإنزعاج تَقلَب عدة مرات لكنه لم يستطيع إكمال نومه فا فتح عيناه ببطئ  فتحها و أغمضها عدة مرات ليعتاد على ضوء الغرفه
فتحها بنعاس لكنه شعر ببعض الدوار وصداعٍ قوي في رأسه لا يستطيع تحمله لكنه فجأ لاحظ شيئًا أمامه فا بلع ريقه بتوتر وقال بهمس : شكله يوم مش معدي 
و الشيئ الذي وتره  كان والده الذي يجلس على كرسي أمام السرير وهو يهز ساقيه ونظراته لا تبشر بالخير أبدًا
فقال ريان :
_: صباح الخير يا بابا
امجد بنبره جامدة : اخيرا البيه صحى
ريان : هو في حاجه يا بابا ولا ايه...
امجد : لا مافيش اي حاجه ابدا غير انك امبارح راجع القصر بعد الفجر وانتَ سكران ومش شايف قدامك وكنت هتجيبلينا مصيبه
ريان بغضب : ما انت يا بابا لو مكنتش اخدت مفتاح الشقه كان زماني قاعد هناك بس طبعا لازم امجد بيه يتحكم فيا ويمشيني على مزاجه
أمجد : يا ريان لحد امتى هتفضل كدا يابني حرام الي انتَ بتعمله افهم بقى ان دا ماضي و عدى
ريان بعصبيه : لو سمحت يا بابا متجيبش سيرتها قدامي تاني و دي حياتي وانا حر فيها انا مبقتش طفل عشان تتحكم فيا
أمجد: خليك فاكر كويس يا ريان انك هتندم على كل الي كنت بتعمله دا بعدين
نظر له بخيبة امل ثم خرج ودفع الباب بقوة وراءه
أما ريان فا جلس على حافة السرير و وضع رأسه بين يديه فا قد كان يشعر بصداعٍ يكاد يفجر رأسه من الألم
لكن رنت كلمات والده في عقله مجددا لوهله كان سوف يتأثر لكن بالطبع منعه شيطانه فا قال بصوتٍ غاضب :
_لا لا دي حياتي وهعيشها زي ما انا عايز و هنتقم منِك قريب اوي وهشفي غليلي منك
تنهد تنهيده حارة لو كانت نيرانًا لأحرقته  استجمع قواه ونهض بتعب لكن دق الباب فأذَنَ للطارق بالدخول
ريان : ادخل يا عمار
" عمار الاخ الاصغر لريان"
دخل عمار واقفل الباب وراءه وقال :
عمار : صباحو ياخويا يا حبيبي
ريان : ماعيش فلوس كاش دلوقتي هسحب من البنك وهديك لما ارجع من الشركه
عمار : سبحان الله من الحب بتفهمني من قبل ما اتكلم يا غالي
ريان : ولا بقولك ايه بلاش صداع على الصبح وغور عشان البس عندي شغل مش فاضي لك
عمار : اشطا يا برو
و رمى له قبلة في الهواء وانصرف سريعًا
ابتسم ريان لأفعال أخاه المجنونه ثم ذهب ليأخذ حمامًا سريعًا
وبعد مدة قصيره من الوقت
كان ريان يضع اللمسات الاخيرا على مظهره ثم وضع من عطره المفضل فا كم يحب رائحة "العود" و "العنبر"
كان على وشك الذهاب لكن رن هاتفه فا اخده و قرأ اسم المتصل فا إبتسم بخبث و رد على المكالمة
~~~~~~~
وفي ال"فيلا" الخاصة بعهد
في غرفة الجلوس كانت تجلس فتاه بشعرٍ اسود قصير لنصف رقبتها وعيون عسلية واسعة ملامحها جميلة وهادئة
كانت تعبث في هاتفها بملل إلى أن دخلت عهد وقالت :
_ بذمتك يا شيخه حد ييجي لحد الساعه تمانيه الصبح
تركت هاتفها وقالت :
دارين : جرى ايه يا عهودة بقى دا استقبال يليق بيا الحق عليا إني جيبالك اخبار مولعه و طازة كدا
عهد : ايه عرفتي مين الي اخد الصفقه من منصور الهلالي
دارين : صفقة ايه بس هو دا بس تفكيرك عن الاخبار المولعه
عهد : اومال ايه ياختي ابهريني
دارين : فاكرة يا بت جهاد الي كانت معانا في تالتة اعدادي
هزت عهد رأسها بمعنى "نعم"
دارين : طب و فاكرة ياسر بتاع تانيه ثانوي الي كان في ادبي دا الي كان بيحبك وبيقعد يبعتلك جوابات وبتاع
عهد : اه اه فكراه للأسف
دارين : الاتنين اتخطبوا لبعض شفتي الزمن بقى ما جمع إلا ما وفق الاتنين اصفر من بعض اصل شفتها يا بنتي منزله post على الinstagram  و كاتبه انهم اتخطبوا بس وربنا يا بنتي لسه معفنه زي ما كانت
اخذت عهد وسادة كانت بجانبها على الكرسي و رمتها على دارين وقالت :
عهد :_ بقى انتِ جيالي من تمانيه الصبح وقاعده بتقوليلي اسمعي الاخبار في الاخر تقوليلي ياسر و جهاد اتخطبوا لبعض والله انتِ فاضيه يا دارين غوري
دارين : ايه يا عهودة مالك قافشة كدا ليه اصبري بس اقولك الباقي مش هتندمي والله
عهد : هو انتِ اصلا بييجي من وراكي حاجه عدله قولي اما نشوف
دارين : سمر جارتي في الحارة القديمة  دي الي كانت حماتها مطلعه عينيها اتطلقت من مرسي جوزها امبارح الفجر
عهد : لا بقى انتِ زودتيها اوي
وقفت عهد وكانت سوف تهجم عليها لكنها تذكرت شيء
عهد : خلي العلقة بعدين انا عندي شغل
دارين : هو الشغل دا الي مضيعك يا اخت عهد والله بس مش هتفطري  انا ام محمود عملت معايا احلى شغل وفطرتني احلى فطار
عهد : لا مش هفطر هشرب قهوه في الشركة معاكِ عربيتك ولا اوصلك  العياده معايا
دارين : لا  مش كنتي عايزه تضربيني مش هاجي معاكِ
تحركت عهد خطوتين وقالت :
_  عهد :طيب براحتك ابقي اركبي اي حاجه  بقى
دارين : ايه يا بنتي انتِ صدقتي ولا ايه انا جايه وراكي اهو
ابتسمت عهد وخرجت وخرجت وراءها دارين
~~~~~~~~~
وفي غرفة ريان :
فتح المكالمة و وضع الهاتف على اذنه فا سمع صوت انثوي ناعم يقول بدلال و رقة :
_ : وحشتني  اوي يا روحي فينك كدا
ابتسم بمكر ورد قائلًا :
ريان : وانتِ كمان وحشتيني جداا بس الشغل بقى يا حبيبتي
هايدي : الشغل اهم مني يا بيبي
ريان : لا طبعا هو الشغل ييجي حاجه جمبك يا جميل انتَ
ضحكت هايدي  بدلال فا قال ريان :
ريان : اموت انا في الضحكه دي
هايدي : ما انتَ بس لو تيجي تقضي معايا ليلة من بتوع زمان هسمعك منها طول الوقت يا روحي
ريان : لو كدا بقى فا أستنيني بليل الساعه 12 في ال night club بتاع كل مرة
هايدي : 12 بالدقيقه هبقى عندك يا بيبي
ريان : اقفلي بقى عشان عندي شغل هخلص وافضالك يا جميل
هايدي : تمام يا قلب الجميل
وانهت المكالمه
رمى ريان الهاتف وقال بإحتقار :
_أشكال زباله
لكنه ضحك بشر وقال مجددا :
_ بس اهي حاجه تطلع الواحد من الي هو فيه
تنهد واخذ مفاتيحه و هاتفه وقام بالنزول للطابق السفلي
...........
وفي الاسفل على مائدة الطعام
اقترب ريان من مائدة الطعام الطويله وسحب كرسيه وجلس عليه تحت انظار امه واباه واخاه عمار
و أكل طعامه بدون اهتمام
فا تكلمت "صفيه" والدته : ريان تعالى بدري من الشغل عشان خالتك وجوزها وبناتها جايين
ريان بسخريه فا هو يعرف جيدا الهدف من هذه الزياره : المطلوب مني ايه يعني اجي اعملهم الغدا ولا ايه؟
صفيه : اتكلم معايا بأسلوب احسن من كدا بعدين دول ضيوف عندنا لازم تقعد معاهم
وقف ريان وعَدَل من هيئته وملابسه وقال ببرود: هخلص شغلي وهشوف مع السلامه يا أمي
________
خرج من بوابة القصر ثم قام بتشغيل سيارته وركب فيها وبدأ في القياده وهو يفكر بضيق
ريان : هو اصلا يوم باين من اوله انا لو مسبتش القصر دا و رجعت شقتي هيجرالي حاجه منهم
ثم تذكر سهرته الليلة مع هايدي وقال :
_ بس ختام اليوم دا شكله هيبقى ايه عسل
ضحك بخبث
ثم التفت للطريق واستكمل القياده للوجهة المقصوده
~~~~~
"وفي مكان آخر بعيد في بلد اخرى لا بل في قارة آخرى
في أوروبا بالتحديد في لندن العاصمه الإنجليزيه "
في "قصر "  يطغى عليه الرقي والذوق الرفيع
بالتحديد في غرفة أحدهم:
كان يتأمل حائطًا مليئًا بصورًا لفتاه ذات شعر كستنائي وعيون زرقاء يوجد لها العديد من الصور في مختلف المناسبات فا يوجد لها صورًا بملابس رسميه وصورًا بفستاتين للسهره والكثير غيرها
وبجانبهم نقشه كبيره على الحائط ب حرف الA اول حروف أسمها باللغه الإنجليزية
كان شاردًا في واحده من صورها لكنها كانت بها لا تزال طفله في عمر 4 سنوات
كان شاردًا في بحرًا من ذكرياته معها
عاد بذاكرته قبل 20 عام تقريبا من الأن :
_______
في الحديقة الخلفيه للقصر:
كانت تجري الطفله صاحبة الاربع سنوات بكل نشاط وحيويه وتقول:
_ مش هتعيف تمثكني خالث يا كيفين
وبعد لحظات كان كيفين يمسكها من ياقة فستانها الوردي تحت نظاراتها المتضايقة من خسارتها كالعاده
كيفين هو يحاول التحدث باللغه العربيه بصعوبه : مسكتك اهو انتِ كل مرة هتفضلي تخسري كدا
حررت نفسها من مسكته بصعوبه وقالت ببكاء مصطنع :
_ على فكية انا هقول لبابا انك مثكتني كدا
اخرج كيفين قالب من الشوكولاته المفضله لديها وقال
كيفين بتلعثم " فا هو بالكاد يستطيع التحدث بالعربيه وفهمها : طب وكدا
_ : لا لو كدا بقى مش هقول لحد خااالث
~~~~~~
خرج من ذكرياته التي تقريبا هو حيًا بسببها  فا هو يحرقه الشوق لرؤيتها لكن ما باليد حيلة
الذي اخرجه من ذكرياته كان صوت دقات ع الباب فا اذن للطارق وقال بالانجليزيه  :
_you can enter
"يمكنك الدخول "
فُتِح الباب ودخلت إمرأة تبدو كبيرة قليلا في العمر شقراء لكن تتناثر بعض الخصلات البيضاء في شعرها وتمتلك عيون خضراء مسحوبه يبدوا عليها انها ليست عربيه
قالت بالانجليزيه ايضا :
what are you doing Kevin?
" ماذا تفعل كيفين؟"
كيفين : Nothing i don't do anything
" لا شيء لا افعل أي شيء"
_ : Do you think about her ?, right?
" هل تفكر بها؟ ، صحيح ؟"
تنهد تنهيده حاره وقال : ...right
"صحيح "
فردت بإنفعال : ?till when Kevin
"حتى متى كيفين؟"
كيفين بهدوء : ..Till I see her again
"حتى اراها مجددا"
~~~~~~~~
"وفي مصر مرة اخرى "
في مكتب كبير  رائع التصميم
وعلى الكرسي وراء المكتب تجلس عهد  وتتابع عملها بتركيز وأمامها جهاز الlaptop الخاص بها
واخيرا ضغظت على زر ايقاف تشغيل laptop
تنهدت بإرهاق و وضعت يدها على رقبتها بألم فا هي ظلت اكثر من ثلاث ساعات تباشر عملها على الجهاز
اسندت رأسها على ظهر الكرسي واغمضت عيناها بتعب فا هي تريد قسطًا من الراحه
لكن قطع كل هذا رنين الهاتف الخاص بالمكتب فتحت المكالمه فا سمعت سكرتيرتها تقول :
_ شركة الجوهري في اوضه الاجتماعات مستنيين حضرتك عشان نبدأ الاجتماع
برقت عهد عيناها فا لقد ذهب عن بالها هذا الاجتماع تماما لكنها ردت قائلة :
عهد : تمام جايه حالا
السكرتيرة: في انتظار حضرتك
انهت المكالمه ثم عدلت من ملابسها وشعرها و توجهت لغرفة الاجتماعات
~~~~~~
وفي غرفة الاجتماعات :
بعد الترحيب وبعض الكلام قال رئيس مجلس إدارة شركة الجوهري
_ : يؤسفنا نقول لحضارتكوا ان مجلس إدارة الشركة والمدير التنفيذي فكرنا في موضوع التعاقد معاكوا تاني وتناقشنا في الموضوع و برأي الاغلبيه يؤسفنا اننا نبلغكوا رفضنا قبل امضاء اي عقود
ردت عهد بعمليه : نقدر نعرف الاسباب ؟
_: احنا كا شركة طبعا بندور على زيادة الارباح و توسيع شهرتنا اكتر وفي الفتره الي فاتت اتقدم لنا عرض من واحده من الشركات يفيد شركتنا اكتر اتمنى طبعا ان حضارتكوا تتفهموا دا
كتمت عهد غيظها ثم ابتسمت إبتسامة مصطنعه وقالت :
_تمام مافيش اي مشاكل كانت فرصه سعيده يا حسن بيه
_: انا أسعد
~~~~~~
"وبعد مدة ليست طويله في المكتب الخاص بها: "
ضربت على مكتبها بكل ضيقها وعصبيتها
وقالت بغضب :
_ :ازاي ازاي!
هدأت قليلا وفكرت واتضح انها فهمت شيئًا ما فا احتدت ملامحها اكثر واكثر :
عهد : هو ...هو مافيش غيرهم امجد الشناوي وابنه .. انا ازاي اديتهم فرصه زي دي.. عمومًا هما الي بدأوا الحرب
بدأت تشعر بضيق في التنفس وصداع خفيف فا هذه مؤشرات ارتفاع  الضغط لديها
تحركت بسرعه وفتحت احد ادراج المكتب و اخذت شريط دواء معين لمرضى الضغط وتناولت الدواء بسرعه وشربت وراءه كمية كبيره من الماء
تنفست بقوه عدة مرات كأنها كانت تجري في سباق لمسافة طويله
فا أخيرًا استطاعت التنفس بشكل منتظم وأنقذت نفسها من حالة اغماء كانت سوف تصيبها
~~~~~~~~~~
"وفي شركة الشناوي للهندسه المعامريه"
في مكتب رئيس مجلس إدارة الشركه " ريان الشناوي "
يجلس على كرسيه واضعًا ساقًا على الاخرى و ينفخ دخان سِجاره في الهواء لكن كان يبدو عليه انه ينتظر شيئًا
فقد كان ينظر لهاتفه بترقب
حتى سمع رنينه بمكالمة هاتفيه برقم مسجل بِ اسم "حسن الجوهري"
فا ضحك بإنتصار وقام بفتح المكالمه:
ريان : مساء الخير يا حسن بيه
حسن : مساء النور
ريان : انا في الشغل مبحبش المقدمات الكتير فا هل حضرتك فكرت في العرض بتاع شركتنا؟
حسن : ايوا حضرتك ، فكرت وإن شاء لله نمضي العقود المرة الجايه
ريان : تمام عمومًا انا بضمن لحضرتك من دلوقتي أنك مش هتندم ابدا على اختيارك لشركاتنا للتعاقد معاهم
حسن : اكيد اكيد دا شرف لينا طبعا التعاقد معاكوا
______
" و بعد مدة من الحديث في امور تخص العمل والمشاريع وإلى أخِره"
اغلق ريان المكالمة براحة ثم اسند رأسه على الكرسي من الخلف و هو يدخن مرة اخرى
ريان: عمري ما كنت هسمح لحد بنت زيك تنتصر عليا مش كفايه المناقصة الي كسبتيها وفي المقابل انا خسرت مبلغ وقدره
قطع تفكيره وحديثه مع نفسه صوت السكرتيره من وراء الباب وهي تستأذن للدخول :
فأذن لها بالدخول
كانت فتاه تردي نقابا وملابس واسعه لا يظهر منها الي عيناها البنيه
فقال بخفوت : ماشي يا بابا بقى جايبلي سكرتيرة منقبه عشان معرفش المح منها اي حاجه
_: بتقول حاجه يا ريان بيه
حمحم بإحراج وقال :
ريان : لا لا ولا حاجه بس خير جايه ليه
_ : الورق دا امجد بيه اداهولي وقالي انه عايز إمضاء حضرتك
ريان : تمام سيبيه هنا وروحي كملي شغلك
_: تحت امر حضرتك
خرجت من المكتب أما هو فا تفحص الورق بتمعن فا هو معروف بدقته وأنه افضل شخصًا يستطيع مراجعة العقود والاوراق
اتضح في النهايه انها اوراق استلام مواد البناء للعمل على مشروع جديد
فا مضى على الاوراق و رمى الورق بإهمال على المكتب
اخرج هاتفه وبدأ يرد على البعض الرسائل الخاصه بالعمل لكنه فقط الان انتبه لتاريخ اليوم الثامن من يناير انه يوم بداية عقدته الابديه
فا مثل اليوم منذ ثلاث سنوات كان من المفترض ان يكون حفل زفافه عليها..على سبب عقدته و تحطيم قلبه
وضع رأسه بين يديه فا لقد بدأت الذكريات ان تتراكم في عقله الأن واحده تلو الاخرى
فا الان لقد فتحت جميع جروح الماضي
~~~~~~~~~~
وفي مكان اخر
" في عياده كبيره لعلاج الاسنان "
داخل غرفة الفحص
تجلس المجنونه "دارين" على سرير الفحص الذي من المفترض انه للمرضى لكنها قامت بتأجيل الحالات لتأخذ قسطًا من الراحة وتحتسي مشروبها قد يظن الجميع ان هذا المشروب قهوة او أي مصدر للكافيين لكن في الحقيقه كان هذا المشروب عباره عن عصير بنكهة الفراوله
كانت تشرب عصيرها وهي تتصفح تطبيق ال instagram المشهور واثناء تصفحها رأت صورةً لممثلها التركي المفضل في مصر فا قالت :
_يخراشي بقى حتة البوغاشه دي هنا في مصر وسط  رجالتنا الي تقطع الخميره من البيت
ضغطت على زر الاعجاب
ثم تخطت المنشور وظلت تشاهد المنشورات حتى رن الهاتف الارضي بالغرفه فا ردت قائلة :
دارين : ايه يا آية
آية: ادخل باقي الحالات اصل حضرتك يا دكتوره بقالك نص ساعه بتستريحي فا قولت اكلم حضرتك
دارين بملل :تمام دخليهم
انهت المكالمه وقالت :
دارين بحسره : انا كان مالي ومال الطب والهم دا ربنا يسامحك يا بابا كنت مُصِر اوي ابقى دكتوره يارتني كنت جبت خمسين في الميه ودخلت اي داهيه ...بس يلا الندب معدش هيفيد بحاجه
~~~~~~
و دا كدا كان اول فصل محبتش اطول فيه ، رأيكم يهمني فيه جدا اتمنى تسيبوا كومنت برأيكم فيه
وإلى اللقاء في فصل قادم ❤️‍🩹.

" عَاشِقًا لِقُوَتِهَا" ( غَيْرْ مُكْتَمِلَة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن