الفصل الرابع

4.7K 194 3
                                    

وضعت الطعام على المائدة ودلفت تستدع زوجها المستريح قليلا بغرفته فاعتدل هازا رأسه:
-هقوم أهو.

خرجت للتوجه لغرفة حماها ونادته:
-يلا يا حاج الغدا جاهز.

تحرك مستندا على عصاه وقد انحنى ظهرة كثيرا من كثرة المشاكل التي تعرضت لها عائلته بالآونة الأخيرة.

جلس على المائدة فشعر به نجله الذي ربت على كفه المجعد يواسيه:
-وحد الله يا بابا، كلنا كنا عارفين إن مجموع الاحكام مش هيبقى قليل وفالنهاية هو اللي عمل في نفسه كده وحتى لو كان النقض اتقبل كان هيتخفف سنه ولا اتنين، وسنه السجن ب9 شهور يعني مفرقتش كتير.

تنهد زافرا بحدة وحزن:
-فرقت يا محمود، اخوك مقاطعني انا وأخواته كلهم وكأننا السبب في اللي حصل.

صاح بنهاية حديثه:
-حتى أنت مبيكلمكش مع انك اتحديت فارس ووقفت معاه في قضية شادي بس.

صمت وترقرقت عينيه بالعبرات:
-أنا ابوه، معقول يعاملني بالشكل ده؟

واساه نجله:
-معلش يا بابا، انا مش هقولك الضنا غالي عشان حضرتك عارف كده بس احمد ولاده بهدلوه ع الآخر وأديك شايف دعاء مستكبره حتى تصالح ابوها بعد ما طردها آخر مره.

رد مدافعا:
-ماهي راحتله كذا مره وهو مش قابل، دعاء مش هتروحله تاني إلا لما نأكد لها انه خلاص موافق يصالحها.

هنا تدخلت هدى بأسلوبها المستفز:
-رايحاله حامل وماسكه في ايديها الراجل اللي كان السبب في اللي حصل لابنه وعيزاه يقبلها وفي الآخر قال ايه اصله طردني ومش هروح له تاني، دي بت قليلة الادب والله.

كتم السيد حنقه وحزنه بداخله وارتشف قهوته فاعترض محمود عليه:
-كل حاجه يا بابا بلاش قهوة على الريق كده.

لم يعقب عليه وترك ما بيده ذاهبا لغرفته فنهر محمود زوجته على الفور:
-انتي مش عايزه تبطلي ابدا، ماشيه زي القطر وواخده الكل في طريقك ومحدش من العيلتين بقى طايقك ولا عايز يجتمع بيكي.

حاولت الرد عليه ولكنه ثار بوجهها بعصبية هادرة:
-محدش عارف يسلم من لسانك يا شيخه حرام عليكي حتى عيالك تعبوا من تصرفاتك وحموات ولادك كلهم واخدين منك موقف.

صر على أسنانه يحذرها ولأول مرة بهذا الشكل العنيف:
-كفايه تصرفاتك دي يا هدى عشان انا جبت أخري وساعتها لا هراعي سنك ولا العشرة ولا العيال ومنظرنا هيبقى زباله وسط العيلة لما أطلقك وأنتي في السن ده وقد أعذر من أنذر.

تركها دالفا غرفة والده يحاول مواساته ولكنه وجده يتحدث عبر هاتفه الجوال ويجاهد ليخفي ضيقه وحزنه:
-انا عارف إن الموضوع ده بالذات أنت مينفعش تتدخل فيه يا بني بس أنا معنديش غيرك يحللي مشاكلي.

أجابه فارس وهو يترجل من سيارته بعد أن فتحها له حارسه:
-تمام يا حاج هشوف الموضوع ده، بس انت عارف الاستاذ أحمد بيتعامل معايا ازاي وأنا حاولت ابعد عن الصدام معاه عشان خاطرك انت بس متقلقش وهتصرف.

لأجلك اعتزلت النساء (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن