حيث يبدأ الربيع

645 58 22
                                    

تتساقط الامطار في رذاذ بارد بينما تمتلؤ شوارع مدينة يوكاهاما الساحلية بالسيارات بابواقها الصارخة و صوت المارة الكثيف.

كانت السماء باكية بالغيوم التي تحجب بياض القمر لمثل هذه الليلة الشتوية، شهر كانون الثاني يضهر نفسه بنفحات من البرد القارص

كان هناك بضع متاجر تغلق ابوابها و تنطفؤ شموعها حتى يحل الغد بينما اخرى تستقبل الزوار بكثافة.

تصنع المطريات السوداء سماء اخرى بينما تحمي اصحابها من الرذاذ الذي ينزل من السماء

بالمختصر كانت ليلة صاخبة

ينزلق الجسد الرشيق بين المارة، تاخذ اقدامه خطوات طويلة بينما يصنع وجها جديا، الامطار تبلل التلال البنية الملتصقة بجبينه كي تنزل في شكل مثير للشفقة ككلب متشرب، بينما يغمق لون المعطف البني صانعا لونا اسود تحت اضواء الشوارع الكثيفة

كانت اصوات البرك التي يدوس عليها تتناهى الى سمعه ممتزجة باصوات بشرية كثيرة، رغم حبه للتظاهر لكن هذه الاعداد من البشر تجعل جلده يتحسس كالحمى القوية

سيكون متأكدا بانه سيتعرض لتوبيخ عندما يصل الى المنزل، لقد نسي كما العادة مظلته رغم ان زوجه قد تعده بالفعل مسبقا

تصادمة عينيه مع ساعة احدى المتاجر، كان العقرب الاصغر يغازل الرقم تسعة بينما العقرب الطويل يمر في تحية مقتظبة على الرقم ستة، انها التاسعة و النصف مساءا، لقد تاخر في المكتب بسبب كثر القضايا، والا لم يكن ليضيع الوقت في حفنة من التقارير المملة بينما رجل حازم اشقر الشعر يقف فوق راسه

"اليس لديك عائلة" تذمر دزاي "الا تشاق اليهم دعني وشأني"

"في الثانية التي سؤدير ضهري ساجدك تقفز من النافذة هربا" رفع مونيكيدا نظراته "لا شكرا للعمل الاضافي... انجز مهامتك و ساكون مرتاحا"

نفخ دزاي خدوده و تنهد، انه يعرف زميله القديم في العمل، لن يفلت ذلك ابدا، و لهذا السبب هو متاخر جدا عن المنزل، رغم انه ترك رسالة كي لا يقلق احد

يتسلل البرد الى عضامه مع كل خطوة يتبعها، كانت الرياح لا تمزح وهي تجلد وجهه، عانق نفسه بينما يستمر في الركض نحو المنزل

الشوارع كانت مزدحمة بشدة لو اخذ تاكسي للبيت فلن يصل الا فجرا، اليوم هو يوم الجمعة، والحميع يعلم ان ايام الجمعة و الاثنين هي ايام مزدحة بالناس و السيارات، لان احداها نهاية الاسبوع و الاخرى بداية الاسبوع، والنهايات و البدايات تعني العمل و الكثير من الناس

حيث يبدأ الربيعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن