نحنُ الحكام!

57 11 0
                                    

كان هناك فتاة يتيمة تمشي في الأرجاء تحت المطر وفجأة تصطدم برجل غريب، كان غريبًا لكنها شعرت بأنهما قد التقيا سابقًا، إعتذر الرجل عما حصل وقام بأخذها الى منزله الذي كان قريبًا، فجأة تبين أنه قاتل، أدركت اليزا هذا بعد أن عاينت الجثث الموجودة في القبو لم تبدِ أي ردة فعل غريبة بل تماسكت وسيطرت على مشاعرها وأحاسيسها، خرج القاتل من منزله فحاولت إليزا الهرب لكن دون جدوى، عندما عاد حاولت الإختباء لكنها لم تستطع فرماها في القبو، بعد ذلك سمعتْ صوتًا من النافذة وإذا به توماس صديقها القديم الذي كان يراقبها من بعيد إستطاع توماس تحرير إليزا والهروب نحو الشرق حيث يوجد بعض أقارب إليزا هناك ولعل أبرزهم عمها فرانك قصّت إليزا القصة على عمها وما مرَّ عليها من أسى وحزن وغيرهما أخذ عمها يهون عليها قائلًا:- يا صغيرتي، لا تهتمي فهناك ما ينتظرك

تسائلت إليزا ماذا ينتظرني؟

أخبرها عمها إن والدها ترك لها بعض الأمور أبرزها مفتاح بيتهم القديم

بعد أخذ المعلومات الكافية ذهبت إليزا لذلك البيت مع توماس وإذا بها تدخل البيت وتراه كالقصر من الداخل وعند بحثها في أرجاء المنزل وجدت ظرف يحوي رسالة
كانت رسالة من والدها

كان فحوى الرسالة:-
عزيزتي إليزا، مجيئكِ هنا ليس محض صدفة وإنما هو القدر
لقد تركتُ لكِ هذا المنزل الذي رأيتِه كما سأخبركِ ببعض الأمور المهمة

لقد كنا من عائلة ثرية في بريطانيا حتى قام الإنقلاب وقدناه لكننا وللأسف لم ننتصر في الحرب، لإننا خسرنا الكثير من الأرواح لعل أبرزها الشباب لكن وصولكِ هنا يعني أنّ تضحياتنا لم تذهب سدى فأنتم الجيل الجديد وأنتم الحكام لا تخضعوا للطغاة بل حاربوهم
كنت أتمنى أن ألقاكِ لكنني ضحيت بحياتي لأجلك لأنني أحبكِ جداً

والدكِ العزيز ثيودور

بعد ذلك بدأت دموع إليزا تتساقط، قامت بطيّ الرسالة ووضعتها في حقيبتها حتى تحافظ عليها وقامت بأخذ عهد على نفسها بأنها ستكمل الحرب لأجل والدها وكل من ضحى بحياته، خرجت من المنزل واذ بها ترى توماس وعمها فرانك اخبرتهم بمحتوى الرسالة وماهي مقبلة عليه
كان توماس عازمًا على المضي قُدمًا لأجلها ولأجل إرضاء مطالبها فقد كان مُتيمًا بها وكان يريد الزواج منها وهذه الأسباب جعلت توماس يقارع الجميع ويحاربهم، لأجلها فقط

أما عمها فرانك فقد كان معارضًا بشدة، لشدة خوفه على الولدين وكونه لا يريد خسارة ابنة أخيه فقد أوصاه ثيودور بالحفاظ على إليزا وحمايتها من المخاطر
مما أدى لنشوب خلاف بينهم فذهب فرانك منزعجًا وهو يردد (أفعلوا ما تشاؤون ولكن لا تعودوا الي باكين عندما يموت أحدكم)

هذه الكلمات لم تكن عابرة بل كان صداها يتردد في مسامع توماس وإليزا والى من يتنصت ويسترق السمع نعم انه شارلوك لقد كان يتفق مع مبدأ فرانك لكنه مع اليزا وتوماس

لهذا أخبرهم أنه يجب عليهم وضع خطة فالذهاب للحرب دون خطة هو بمثابة إنتحار لا غير فقد كان شارلوك العقل المدبر لهم… 
بعد الإتفاق فيما بينهم، إتخذ كل واحد منهم دوره فإليزا وتوماس كانا بمثابة الرأس واليد فهما من يصدر الأوامر وينفذها. أما شارلوك فكان العقل فهو المسؤول عن التخطيط والإستراتيجية ووضع الخطط المحكمة. أما فرانك فكان المُعزز لهم فقد كان يأتي بالمؤيدين لخطتهم والمقربين لثيودور وأتباعه القدامى، بعد إكتمال العدد وحَشد ما يقارب مئتي شخص ثقاة قام شارلوك ليشرح الخطة!
كانت كالآتي:-
أولًا:- عدم إستخدام الأسماء الصريحة بالقرب من العدو أو تحت أي ظرف مشابه

ثانيًا:- الخطة تبدأ في السابع عشر من شهر سبتمبر في مدينة (ستاجنانت) حيث يقام الإجتماع هناك مع إستعراض للقوات

ثالثًا:- الذهاب بدون أي أسلحة أو ما شابه ذلك

قال فرانك:- ويحك أيها الصغير هل تريد هلاكنا؟ من يذهب لمعقل العدو بدون إستعداد هكذا سنهلك لا محالة!
توماس أيّد فرانك أما إليزا فكانت في حيرة من أمرها
رغم إعتراضهم على خطة شارلوك وإتهامه أنه يريد الكيد بهم إلا أنه وضح ذلك فيما بعد...

شارلوك:- عزيزتي قائدة الجيش وعزيزيَّ توماس وفرانك ان خطتي هذه ليست خطة حربية، إنما هي خطة إستطلاعية ليتعرف حلفائنا على خصمهم عن كثب ولنرى ماذا لديهم في جعبتهم فلو أخذنا الأسلحة وبدأنا الحرب فهنيئًا لكم الموت. نحن بحاجة إلى معرفة الخصم بكل نقاطه لكي نستطيع وضع خطة ملائمة للنصر في الحرب والثورة فنحن لسنا صغارًا نلعب لعبة طفولية، أنها حرب

إليزا التي كانت مشتتة وافقت على مقترح شارلوك فهم سيذهبون في السابع عشر من سبتمبر الى مدينة ستاجنانت للإحصاء لكن شارلوك أضاف قاعدة أخرى

القاعدة الرابعة:- من يشعر أنه في خطر، ليهرب دون تردد فالأولوية سلامة الحلفاء وليس معرفة العدو

وافق الجميع على هذه الخطة حتى جاء اليوم الموعود للتنفيذ

نحنُ الحكام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن