استعدادًا لفتح الأبواب( وصية تُكلفها حياتها )

38 5 21
                                    

كُتب عليهما ألا يفترقا، كُتب عليها أن تعود إلى موطنها و ألاّ تتجرع مرارة الغربة .. عادت الأبنة إلى والدتها بعد زواج دام أربعة أعوام.. جلبت زوجها معها بعدما فشلت بجدارة في التأقلم على الوضع الجديد بالنسبة لها 

قُرعت الطبول في منزل " غالية" فرحًا لرجوع ابنتها الغائبة، وقفت على أعتاب منزلها تستقبل التهاني من جيرانها تنتظر وصول ابنتها و زوجها و ولدها صاحب العامين.. و أول ما رأتها بعينيها احتضنتها بقلبها قبل عينيها..أمّا الأبنة فـبمجرد وقوع بصرها على والدتها تنهدت براحة و أخيرًا تودع مأساتها و تستقبل قبلات والدتها بدموعها.. 

"اوعدك إني مش هسمحلك تروحي بعيد عني أبدًا، مكانك هنا جمبي ومش مسموح لحد إنه يبعدك عني" 
هتفت بها "غالية" وهي تستقبل أبنتها.. فـردّت ابنتها " انتصار":

" تعبت أوي هناك يا أمي، مش عايزة ابعد عنكم، ومكنتش عايزة من الأول..بس هنعيش فين هنا؟ "

جلست "غالية" و جلست بجانبها "انتصار" بعدما دلفوا إلى المنزل برفقة زوج انتصار و ابنها الصغير، لتتحدث "غالية" حينها:

" في شقة في عمارة على أول الشارع، اشتريتهالك تقعدي فيها انتِ و جوزك "

وقفت "انتصار" معترضة على حديث والدتها :

" لا طبعًا يا أمي، تشتري شقة لي ما احنا ممكن نأجر عادي"

نفت "غالية" برأسها تردف:

" و أنا مش عيزاكِ تقعدي بـ ايجار ياجي صاحب الشقة كل أول شهر يقف على بابك، و المحروس جوزك مش قد دفع ايجار بانتظام كل شهر" 

صمتت قليلاً تستشعر هدوء ابنتها، لتتحدث الأخرى بحل وسط :

" طيب بصي، هتفضل بإسمك و انا أول ما عيد يبدأ شغل هنا هعمل جمعيات و اسددلك تمنها و بعدين ننقل اسمها ليا، اتفقنا؟"

اومأت "غالية" بيأس من ابنتها المحببة إلى قلبها تهتف:

" زي ما تحبي، بس المهم متبعديش عني تاني " 

"يا مدام مينفعش القاعدة هنا اكتر من كده" 

رجعت "انتصار" إلى عالمها العصيب على صوت الممرضة تحثها على الخروج، فـ ردت عليها بنبرة باكية:

" سيبيني شوية قاعدة مع أمي، أنا مش مضايقة حد والله حتى قاعدة ساكتة ولو هتكلم بتكلم بصوت واطي" 

اقتربت منها الممرضة تضع يديها أعلى كتفها هاتفة بأسى على حالها:

" معلش يابنتي قعادك هنا مش هيعملها حاجة، وهي دلوقتي نايمة تحت تأثير الدوا.. صدقيني لما تصحى هبلغها إنك كنتي هنا" 

اومأت لها " انتصار" تخرج من غرفة والدتها، هبطت إلى أسفل المشفى تجلس على عتبة بوابتها بالرغم من البرد القارص التي تشعر به..ولكن كيف لها أن تترك والدتها وهي على فراش المرض؟ 

وصية على عاتقيها ( مكتملة!!! )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن