عام 1945 ، ألمانيا _ برلين
دلفت ييجي المكتب الذي خصص لها في هذا القصر العتيق و الفخم وسط العاصمة بينما تحمل إحدى رواياتها المفضلة لها حديثا تفرك أعينها نتيجة إستيقاظها للتو .
تصادف و أن وقعت أعينها على إنعكاسها بالمرآة على الجدار وسط الحجرة .
لقد طال شعرها كثيرا حتى أنه تجاوز ما كان عليه طولا قبل أن تقصه و أصبح لونه الاحمر الناري أكثر إشراقا .
إختفت جميع آثار الإجهاد من جسدها و إكتسبت بعض الوزن الذي خسرته خلال سنوات الأكادمية العسكرية بل و صار جسدها أكثر فتنا .
ملامحها الحادة أضحت أكثر بروزا و نضجا ، و هكذا عادت هوانغ ييجي إلى ذاتها الحقيقية ...
بعد جلوسها على الكنبة المطلة على الشارع الهادئ عبر الجدار الزجاجي أين توضح لها منظر تساقط الأمطار بسفور ، كان الجو مناسبا للغوص بالروايات البوليسية .
لاحظت وجود شيء على مكتبها الذي رتبته قبل خلودها للنوم و لم يكن ما رأته متواجدا هنالك البارحة مما أثار تساؤلاتها .
كانت عبارة عن برقية لم يتضح مصدرها حتى حملتها ، و كانت المفاجأة أنها وصلتها من كوريا !
كانت الرسالة الأولى بعد إنقضاء عام و نصف من رحيلها و الذي كان وقتا كفيلا بتغير الكثير أيضا ...
اتضح أنها من طرف الجنرال هوانغ فختمه العسكري واضح أسفل الورقة ، كما كان محتوى البرقية صادما بعض الشيء لها .
فهو يطالبها بالعودة إلى كوريا في غضون أسبوع ...
توجهت في عجالة للحجرة الرئيسية للطابق الأرضي الكلاسيكي ، حقيقة كل ركن من هذا القصر يستحق التأمل للساعات .
و بالفعل وجدت السيد الألماني يجلس بوقار و يهز بكرسيه المريح و على طانبه طاولة صغيرة بها بعض الحلويات و كوب شاي .
كان المنظر الإعتيادي للسيد أودلف آلبرت ... والدها الروحي .
" من إبتسامتك الواسعة لابد أنك قرأت محتوى البرقية بالفعل !"
" هل علمت بالفعل ؟"
حدق بها و أومئ ، كان داخليا يتمنى دائما ألا تصل هذه البرقية يوما خاصة بعد أن إعتاد وجودها فهو لطالما تمنى إنجاب ابنة .
" أرى أنك لا تريد منها الرحيل ... "
لم يكن صاحب الصوت غريبا عن ييجي فلم تكن بحاجة للإستدارة حتى بل اقتربت للجلوس محاذاة السيد أودلف .
أنت تقرأ
الترسانة العسكرية
Historische Romaneفي عام 1940 ، إختفى الإبن الأكبر للعائلة العسكرية هوانغ في ظروف غامضة ، و لتوتر الأوضاع في أثناء الإستعمار الياباني قررت الآنسة الوحيدة للعائلة دخول أكاديمية الترسانة العسكرية منتحلة هوية شقيقها حفاظا على نفوذ و مكانة والدها الجنرال ، و أثناء هذا ي...