الفصل التاسع 🖤 : ميعاد الرجوع رفقة مفاجئات .

238 16 6
                                    

عام 1945 ، ألمانيا _ برلين

دلفت ييجي المكتب الذي خصص لها في هذا القصر العتيق و الفخم وسط العاصمة بينما تحمل إحدى رواياتها المفضلة لها حديثا تفرك أعينها نتيجة إستيقاظها للتو .

تصادف و أن وقعت أعينها على إنعكاسها بالمرآة على الجدار وسط الحجرة .

لقد طال شعرها كثيرا حتى أنه تجاوز ما كان عليه طولا قبل أن تقصه و أصبح لونه الاحمر الناري أكثر إشراقا .

إختفت جميع آثار الإجهاد من جسدها و إكتسبت بعض الوزن الذي خسرته خلال سنوات الأكادمية العسكرية بل و صار جسدها أكثر فتنا .

ملامحها الحادة أضحت أكثر بروزا و نضجا ، و هكذا عادت هوانغ ييجي إلى ذاتها الحقيقية ...

بعد جلوسها على الكنبة المطلة على الشارع الهادئ عبر الجدار الزجاجي أين توضح لها منظر تساقط الأمطار بسفور ، كان الجو مناسبا للغوص بالروايات البوليسية .

لاحظت وجود شيء على مكتبها الذي رتبته قبل خلودها للنوم و لم يكن ما رأته متواجدا هنالك البارحة مما أثار تساؤلاتها .

كانت عبارة عن برقية لم يتضح مصدرها حتى حملتها ، و كانت المفاجأة أنها وصلتها من كوريا !

كانت الرسالة الأولى بعد إنقضاء عام و نصف من رحيلها و الذي كان وقتا كفيلا بتغير الكثير أيضا ...

اتضح أنها من طرف الجنرال هوانغ فختمه العسكري واضح أسفل الورقة ، كما كان محتوى البرقية صادما بعض الشيء لها .

فهو يطالبها بالعودة إلى كوريا في غضون أسبوع ...

توجهت في عجالة للحجرة الرئيسية للطابق الأرضي الكلاسيكي ، حقيقة كل ركن من هذا القصر يستحق التأمل للساعات .

و بالفعل وجدت السيد الألماني يجلس بوقار و يهز بكرسيه المريح و على طانبه طاولة صغيرة بها بعض الحلويات و كوب شاي .

كان المنظر الإعتيادي للسيد أودلف آلبرت ... والدها الروحي .

" من إبتسامتك الواسعة لابد أنك قرأت محتوى البرقية بالفعل !"

" هل علمت بالفعل ؟"

حدق بها و أومئ ، كان داخليا يتمنى دائما ألا تصل هذه البرقية يوما خاصة بعد أن إعتاد وجودها فهو لطالما تمنى إنجاب ابنة .

" أرى أنك لا تريد منها الرحيل ... "

لم يكن صاحب الصوت غريبا عن ييجي فلم تكن بحاجة للإستدارة حتى بل اقتربت للجلوس محاذاة السيد أودلف .

الترسانة العسكرية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن