عتاب العصفورة

5 0 0
                                    

السلام عليكم.... أنا الكاتبة شهد عمار من غزة بفلسطين؛ كتبت عدّة مقالات عن القدس المحتلة و عن صراع غزة بهدف طلب المساعدة من باقي بلدان العرب الإسلامي لكنني لم أصل إلى هدفي، ولهذا أمسكت قلمي اليوم كي أكتب حكايتي... كي أكتب حكاية حياتي قبل أن أصل لعمر الستون وقبل أن يغزو الشيب شعري و تضعف قواي و تسقط أسناني... ربما ستكون ذكريات طفولتي وشبابي مؤلمة؛ وربما سأبكي وتبكون كثيرًا حين أعيد فتح تلك الجروح وأسردها عليكم بإتقان... لكن قبل أن أبدأ أريد أن أقول بأنني لم أكن أتمنى أن يصل بي الحال إلى ما وصل لكنني سأفترض بأن هذه الطريقة ستحرك مشاعر العرب فيعلنون نهضتهم و يغيثون الأقصى.

كنت في الربيع الخامس من عمري حيث كانت أمي "إيثار" تضفر شعري الأسود الطويل تحت شجرة الزيتون وهي تغني لي أغنيتي المفضلة :

سألت ماما ما الخبر ؟

اين اختفى كل البشر ؟

ترى سأبقى دون رفقة ؟

ردت ينسانا الشر

ردت ينسانا الشر

ردت ينسانا الشر

 

لن ينسانا الله

سيؤتينا من الغيب أحلاه

فينسينا ما قاسيناه

لن ينسانا الله

 

لن ينسانا الله

سيؤتينا من الغيب أحلاه

فينسينا ما قاسيناه

لن ينسانا الله

(إن لم تسمعوها من قبل إسمعوها بالإيقاع أحسن)

 

كان تلحنها بصوتٍ جميلٍ يحسسني بالراحة النفسية التي توقظ إتكالية عمياء في داخلي تلقائيًا؛ تطلب مني أن أقف على ركبتي كي تصل ضفيرتها إلى أطراف شعري الطويل فتتفتح طيات فستاني ذو الورود الحمراء الذي أحاكته لي بنفسها بمناسبة عيد ميلادي، أذكر أن أكتافه العارية أثارت إعجابي أول مرة، فجأة... تتوقف أمي عن الغناء لسماعها دقات متتالية للباب، ارتبكت وقد بدى خوفها من عينيها الخضراء الداكنة لكنها أبت أن تظهر لي ذلك قائلة:

سأذهب لأرى من الطارق.. حسنًا؟

قبّلتني على وجنتيّ الوردية بود ثم أدارت ظهرها... أدارت ظهرها ليشتعل وجداني نارًا من الخوف عليها فقبضت أصبعها الرقيق متلعثمة:

ماما... ماذا إن كانوا هم الطّارقون؟ أنا خائفة! أرجوك ابقي معي..

تلألأت مقلتيها بتأثّر لكنها سرعان ما رسمت ابتسامتها المميزة التي غالبا ما تكون مصطنعة لبث الأمل في قلبي، انحنت لتصل إلى طولي ثم أمسكت يدي وقالت بدفئ:

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Aug 16, 2024 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

عتاب العصفورةWhere stories live. Discover now