تَـضْـحِـيَـةٌ

7.6K 185 56
                                    

فِي عَالَمِ اللَّيْلِ وَالشُّرَابِ، حَيْثُ تَهْتَزُّ الأَرْوَاحُ ،تَدُورُ الأَجْسَادُ،فِي رَقْصَةٍ مُجْنُونَةٍ
كُلُّ زَاوِيَةٍ تَخْتَبِئُ فِيهَا الْخَطَايَا ، وَالسِّحْرُ فِي الأَنْوَارِ يَفْضَحُ الْهَمْسَ ، الْقُلُوبُ تَتَهَاوَى، تَذُوبُ فِي الحَنَاتِ تَمْتَزِجُ الحِكَايَاتُ بِالْمُجُونِ وَالشَّهَوَاتِ وَفِي كُلِّ رُكْنٍ، تَجِدُ نَفْسَكَ تَتَلَاشَى فِي عَتْمَةِ اللَّيْلِ، حَيْثُ لَا مَكَانَ لِلْأَخْلَاقِ

" الْلَّعْنَةُ"

تَمْتَمْتُ بِنَبْرَةٍ خَافِتَةٍ، بَيْنَمَا تَسَلَّلَتْ الفُودْكَا المَلْعُونَةُ عَبْرَ نَسِيجِ مَلَابِسِي كَسُمٍّ لَاذِعٍ يَمْتَصُّ الحَيَاةَ مِنْ لَحْظَتِي العَابِرَةِ. الشَّخْصُ الَّذِي اِنْسَكَبَ مِنهُ المَشْرُوبُ أَمَامِي، كَانَ يَتَرَنَّحُ كَأَنَّهُ شَبَحٌ تَائِهٌ فِي مَهَبِّ الرِّيحِ، غَيْرَ مُدْرِكٍ لِمَا حَوْلَهُ. وَكَمْ كَانَ ذَلِكَ غَيْرَ مُفَاجِئٍ؛ فَأَنَا غَارِقَةٌ فِي ظِلَالِ هَذَا المَكَانِ، حَيْثُ يَخْتَلِطُ العَدَمُ بِالجُنُونِ.

"أَلَا تُبْصِرُ؟"

"لَقَدْ دَمَّرْتَ مَلَابِسِي... مَلَابِسِي الَّتِي تَكَادُ تَفُوقُ قِيمَتُهَا رُوحَكَ المُبَعْثَرَةَ."

تَلَقَّيْتُ رَدَّهُ الوقِحَ أَثْنَاءُ مُحَاوَلاتَهُ لإِمْسَاكِ يَدِي

"أَلَا تُرِيدِينَ أَنْ نَحْظَى بِبَعْضِ الوَقْتِ مَعًا أَيَّتُهَا المُثِيرَةُ؟"

سَحَبْتُ يَدِي بِإشْمِئْزَازٍ قائلة

"بَعْضُ الوَقْتِ، وَتَحْدِيدًا مَعَكَ؟"

اضفت

"هَذَا أَشْبَهُ بِلَعِبِ النُّجُومِ مَعَ الرَّمَادِ."

قُلْتُ ذَلِكَ أُوَجِهُ لَهُ صَفْعَةً قَوِيَّةً.

لَوْ لَمْ تَكُنْ أَنْغَامُ المَوسِيقَى تَدُوِّي، لَكَانَ انْغَامُ كَفِّي المُرْتَطِمِ بِفَكِّهِ تَتَرَدَّدُ فِي الأَرْجَاء.

أَمَّا أَنَا، فَقَدْ مَضَيْتُ قُدُمًا، أَتْرُكُ خَلْفِي تِلْكَ الحِكَايَةَ الَّتِي لَا طَعْمَ لَهَا وَلَا لَوْنَ، كَأَنَّنِي أَفِرُّ مِنْ أَسْرَابِ أَرْوَاحٍ تَائِهَةٍ فِي لَيْلَةٍ لَا تَنْتَهِي.

.

.

.

نادَيْتُ عَلَى صَدِيقَتِي بِصَوْتٍ عَالٍ قَائِلَةً

"رِينَا!"

𝐀𝐋𝐈𝐄𝐃𝐀 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن