9/10/2024
الساعة السادسة مساءا،السماء فاقدة لونها اللامع ،تتجمع فيها الغيوم المتلبدة،منذرة بإسقاط جواهرها في أية لحظة،أما الشارع فهو خال من أي روح بشرية كأن عاصفة هؤلاء مرت من هنا مخلفة ورائها إلا أكياس البلاستيك الممزقة والصناديق المرمية .
Tea pov:
أسير في هذا الجو الكئيب على الأرضية الرثة ،فهذا مايميز حينا الفقير المليئ بالمجرمين والسارقين ،إذ في هذه الساعة بالضبط لاأرى أي أحد يتجول في الطريق إلا هذه الفئة من الناس،أما أنا فلا أريد العودة لبيتي لملاقاة ذلك الرجل الذي يقبع هناك لكن ماباليد حيلة،فها أنا
أسحب قدماي متجها إلى البيت فلا أود التأخر مع الوحش الذي بالداخل أكثر من ذلك،وصلت إلى وجهتي ففتحت الباب وسرت صاعدا إلى غرفتي وإذا بي أغدو ساقطا على الأرضية الباردة (بما أن فصل الشتاء قد حل )بسبب صفعة ممن يسمى بوالدي،فنهضت وهاهو يمسكني مجددا من ياقة قميصي رافعا إياي حتى أوازي طوله فلم تعد قدماي تلامس الأرض بسبب قامتي القصيرة وهذه أحد أسباب كره والدي لي فهو يظن أنني أشبه الفتيات
لاسيما أن شعري أشقر اللون ويصل إلى عنقي بالإضافة إلى عيناي الواسعتين الزرقاوتين قائلا :'أيها الولد أتراني أمزح معك بشأن تأخرك هذا مررتها لك كثيرا لكن المرة القادمة سأحرص على أن ألون كل بقعة من جسمك بلون عيناك باستعمال حزامي...لحظة هههههههه هل قلت المرة القادمة،للأسف لاتوجد مرة قادمة لأنك سترحل من هنا ،لأنني سجلتك للتدرب في معسكر جيون ،فلتذهب هناك ولتصبح رجلا قليلا مع أني أشك في ذلك'
وقع ذلك الكلام المفاجئ على مسامعي ..لالا إنه ليس مفاجئ إنه مفاجع، أنا أذهب إلى معسكر جيون!!هذا غير معقول إطلاقا ،ببنيتي هذه أذهب للتدرب في معسكر وليس أي معسكر إنه معسكر جيون فالبتأكيد الجنرال جيون سيكون هناك وهو من سيدربنا، في الحقيقة أنا لا أعرفه لكن تنتشر عليه إشاعات أنه قاس ولا يرحم فرددت على والدي بذات نبرته:
'هل تمزح معي ،أنا لا يمكنني الذهاب هناك ،إنه مكان مخيف ،هم كالوحوش ،لا أستطيع العيش بينهم'
أنهيت كلامي ليدفعني والدي ،على الجدار صافعا إياي مردفا بنبرة تشبه فحيح الأفعى:
'آخر مرة ترفع صوتك علي ،ستذهب للمعسكر أي ستذهب أيها الجرذ،فما هي فائدتك إلا أن تزيد المصاريف علي،أنت علة وأتمنى عندما تذهب هناك أن تتلقى تدريبا قاسيا جدا،غبي أحمق'
بعد كلامه هذا أحسست بسخونة على وجنتي ،فهاهي دموعي تتساقط على وجنتي الحمراوتين ،فأنا خائف لا بل مرعوب لا أريد الذهاب هناك لذلك قلت بسرعة:
'أ أبي أ أرجوك لا أريد الذهاب هناك إرحمني أرجوك'صفعة
رد على أبي:
'أصمت ستذهب يعني ستذهب،وتوقف عن البكاء كالفتيات'
بعد أن ألقى علي كلماته رحل وأنا حملت نفسي لغرفتي كي أكمل بكائي هناك،لاأعرف أكل الآباء هكذا أم أبي فقط من يعاملني هكذا.
End tea pov.
بقي تايهيونغ يكمل بكائه بين طيات فراشه محتضنا وسادته ،يفكر في كيف سينجو إن ذهب
للمعسكر التدريبي،هو لايريد أن يكون جنديا،كل مايهمه هو العيش بسلام لكن ليس كل شيء بيدنا نحن.J
ungkook pov:
تسللت أشعة الشمس ككل صباح من نافذتي لتوقضني ،ففتحت عيني ببطئ لأعتاد على الضوء،متنهدا بخفة ،لأنهض وأذهب لغسل وجهي والاستحمام بالإضافة إلى غسل أسناني فالنظافة أقدسها كثيرا ،بعد مدة متوسطة الطول أنهيت كل ماذكرته سابقا،فشرعت أرتدي ملابسي مفكرا في معسكري الخاص الذي سأبدأ فيه تدريب الجنود الجدد بعد يومين،فتنهدت مجددا للمرة المائة لهذا اليوم فكيف لا أتنهد وأنا على أبواب مشوار طوييل جدا وبالطبع تدريبهم لن يكون سهلا أبدا ، فتقريبا سيأتون كسولين معتادين على الدلال بالإضافة إلى الدهون التي تملؤهم، كم هذا محبط جداا،
قاطع تفكيري دقات خفيفة على الباب لذلك أذنت للطارق بالدخول فإذا بها الخادمة قد جاءت لتخبرني أن الفطور جاهز،فأمرتها بالخروج، ثم بعد لحظات قصيرة نزلت للأسفل لأجد أمي وأبي يتناولان الفطور فتقدمت إليهما ملقيا تحية الصباح على مسامعي ليرداها لي بإبتسامتهما البشوشة،آه كم أحبهما،أدعو الله أن يحفضهما لي بصحتهما وعافيتهما ،أنهيت إفطاري ونموت متوجها بسيارتي الخاصة إلى شركة والدي فبالإضافة إلى كوني جنرالا أعمل في الشركة أيضا رئيسا ،لأساعد والدي الذي أسس سلسلة شركات جيون أما التي أذهب إليها فهي الشركة الأساسية الواقعة في سيؤول أين نعيش.
End jungkook pov.إنتهى اليوم على أبطالنا ببكاء أحدهما ونوم الآخر بكل برود.
ليمر اليوم بكل هدوء وهاهو الصباح يحل من جديد،لتوقط أشعة الشمس الذهبية بطلانا
Tea pov:
يوم جديد حل علي ومابقي لي سوى يوم واحد كي أفقد حريتي التي فقدتها أساسا ،على كل على الأقل هنا أستطيع التجول كما يحلو لي ،أوف كم هذا متعب ،التفكير متعب،كل شيء أصبح من ناحيتي متعب،فالحياة متعبة،على كل ها أنا أسمع صوت والدي يناديني،فذهبت إليه وهناك قال لي تم تغيير موعد دخول المعسكر ،فتأملت أن يكون بعد شهر أو أكثر،حتى حطم آمالي بقوله ، الموعد غدا ، ماهذا ،لماذا الحظ دائما يقف في وجهي،لماذا لا يقف معي ولو للحظة،قاطع كلامي مع نفسي نبرة والدي وهي تقول:
'أيها الفتاة ،عند ذهابك إلى هناك إياك أن تفسد شيئا ، فلا أريد أن أتحمل نفقات التعويض'
أأه ،لماذا لايتفهمني قليلا،أعني أنا لا أريد الذهاب إلى هناك،فإن لم أذهب لن أفسد شيئا،هههه،كم وددت أن أقول هذا الكلام له،لكن غيرت رأيي ،لا أريد أن تتحطم عظام أنفي،فأجبته قائلا:
'حسنا ،لاتخف لن أفعل شيئا'End tea pov .