طال شعري قليلاً عن المُعتاد!
فــقررتُ قَصه!
مررتُ في طريق عودتي للمنزل بِـــصالون حلاقة!
إنتظرت
ساعة، نصف ساعة، حتى أتى دوري
طلبتُ مِن الحلاق أن يقص شعري بشكلٍ مُعين وقد تخيلتُ كيف سيكون شكلي!
"إنتهيت!"
قالها الحلاق وهو سعيدٌ بإنجازة!
نظرتُ لنفسي في المرآه، وإذا بي أبدو كشخصٍ رأيتهُ أمس في التلفاز!، ليس كما أردت!
كان مُجرماً، محكومٌ عليه بالسجن!
علمتُ أنه سرق ثلاثَ خُبزاتٍ لإطعامِ أطفالة!
شكرتُ العامل و أعطيته ماله وغادرتُ شارداً في فِكري
لِما!، لِما؟!
لِما لا يوفرون له ما يحتاجة بدلاً من سجنه!
ما الفائده؟
ما الذي إستفاد منه القاضي ولجنه التحكيم من حكمهم ذاك!
أليس من الأفضل توفيرُ الغذاءِ له و أسرته بدلاً من سجنه و جعلهِ و أسرتهِ مُشردين أكثر!!
أليس التفكير هكذا سيُنقذُ العالم؟
وصلتُ لنقطةٍ بين محلِ عملي ومنزلي، قريبٌ مِن متجر بيع أحذية، و مخفرِ شُرطة!
كُنتُ أمشي، لا أعلم كيف هي مشاعري الآن،أهي حزنٌ و شفقة، أم غضبٌ و رغبة!
وقفتُ أنتظرُ إشارة المرورِ تُضيء لي بالأخضرِ لأمُر.
في تلك الأثناء بالذات كُنتُ أستمعُ لصوتِ إنذارٍ غريب!
أين مصدره؟، مخفر الشرطة!!!
ماذا حدث يا تُرى! أهو مُجرمٌ آخر؟
وأنا غارقٌ في أفكاري أمسكني أحدهم، ثم، أصفاد!!!!
لا مهلاً، ماذا يحدث؟
ماذا حدث!؟
من تظنوني!!؟
أتظنوني ذاك المجرم الذي لم يُجرم!
أم تظنوني خارجاً عن قانون المرور!!؟
سألت أحد الشرطيان في هلع
"ماذا حدث؟،لماذا تقبضونَ عليّ؟،لما هذه الأصفادُ،ماذا أقترفت؟!"
لم يرد علي أحد!
لا رد، جرٌ وجرٌ خلفي واحدٌ وأمامي واحد!
أنا لا أفهم!، أحتاجُ تفسيراً!!
أهي تلك التسريحة؟، قد وصفتُ للعامل وصفاً فعل غيره!، لكنِ لم أظن أن هذا سيحدثُ بسببٍ كهذا!!!
يُمكن أني خرقتُ القانون في شيء أجهله؟
سأنتظر لأعلم ماذا حدث!!
وصلنا لِمخفرِ الشُرطة!
الجميعُ في حالةِ فوضى، هُنا أوراقٌ مُتطايرةٌ و هناكَ إجتماع، إثنين، ثلاثة!
أهرِبَ أم ماذا!!؟
أخيراً وصلنا للزنزانه، رموني بها ثم قال أحد الشرطيان
"إنتظر فقط، وستعلمَ ما جزاءُ هُروبك!"
اوه، ظنوني ذاك المُجرمِ الذي لم يُجرم!
هذا مُحبط..عندما لا يُتقنُ العاملَ عمله، يكونُ الزبونُ هو الضحية
و
عندما لا تؤدي الحكومات عملها، يكون الشعبُ، هو الضحية..
أنت تقرأ
مِصيدةُ عدم إتقانِ العمل
Short Storyلِــــنتعلم، علينا أن نندم؟ أم لِـــــنُدركَ، علينا التفكير أولاً؟