p1

11 2 0
                                    


                                                        {لقائنا} 

في مساء يوم 23 من شهر آيار ذهب ايثان كالعادة الى متجر آني لإكمال المشروع الخاص به جلس في مكانه المعتاد تلك الزاوية المطلة على النافذة الواسعة اخرج عدة أقلام، مسطرة طويلة، ممحاة، ورقة العمل. ثم نادى آني لطلب القهوة.
  آني: تبدو سعيدا يا ايثان هل من اخبار سارّه؟
صعد على الكرسي ونظر اليها بتفاخر ثم قال: اجل أوشك عملي على الانتهاء وأنت تعلمين يا عزيزتي آني أهمية هذه المسابقة بالنسبة لقسمنا اريد الفوز فيها لكي انسب الى النخبة.
ـ رفع ورقة العمل ـ همممم اشعر بوجود نقص في التصميم اليس كذلك آني؟
لا اعلم حقا ستعرف هذا بعد احتسائك قهوتك اشعر بالسعادة حقا لرؤية ابتسامتك أتمنى ان تتخلص من ذلك الوجه التغيير شيء جميل.
ماذا تقصدين بكلامك هذا؟
ـ رفعت يدها ونظرت الى الساعة ـ اوه كدت أنسى ستأتي قريبتي من القرية يجب ان أسرع.
هرولت آني وهي تتمتم بكلمات سمعها ايثان "اين ماثيو وعدني ان يأتي في هذه الساعة ".
ايثان سأخرج الآن راقب المكان قليلا سيأتي ماثيو لاحقا.
ـ احتسى رشفة من القهوة ـ: نعم لا بأس بذلك.  
ابتسم ايثان وقال بصوت خافت: من المؤكد ان جدولها مزدحم اليوم تبدو على عجلة من امرها.
ذهب ايثان الى طاولة الاستقبال المطلة على الباب الأساسية للمتجر وجلس على الكرسي ثم التفت للخلف وجد بعض الرفوف تحتوي على كتب ظهرت عراقتها ، اعتنت بها آني جيدا لا شك انها كتب والدها الذي كان شغوفا في قراءة الكتب بشتى أنواعها بدى على مظهره الرزانة و الحكمة رجل في الستينيات من عمره مثقف يهوى الكتب اجتماعي مع أولئك الذين يفهمون فكره و وجهات نظره، القى ايثيان نظرة خاطفة على الكتب لفت انباهه عنوان كتاب تاريخي " بناء هندسي فريد" اخذ يقلب صفحاته برويّ إلى أن سمع رنين الجرس المعلق على الباب ...ها هو ماثيو وصل وهو يعتذر الى ايثيان قبل اعتذاره و عاد إلى تلك الزاوية ليكمل الكتاب مرت الساعات كالدقائق لا بل كالثواني بالنسبة الى ايثيان وهو غارق في بحور العلم يجول بين بحر إلى آخر بينما يتوافدون الزبائن من جميع المدن لكي يلقون التحية على آني و يشترون اشهى المخبوزات من متجرها لكن لسوء الحظ لم تكن آني في المتجر ف اكتفوا بالشراء ثم انصرفوا  .
الساعة السادسة مساء ..."صوت الجرس " ها قد أتت آني وبجوارها فتاة حسناء تضع وشاح يبدو لإيثيان غريب بعض الشيء لكنه يزيدها جمالا.
فتاة في عمر الزهور ترتدي قميص ابيض وتنورة حمراء داكنة تبدو عليها الجدية تضع معطف طويل وتمشي بخطوات رزينة ويوجد وشاحا على رأسها يزيدها جمالا كما وصف لنا يثيان.
: سأمكث في منزلي يا آني لذلك أحتاج إلى مساعدتك (قالت الفتاة بهدوء).
: حسنا سأرسل لك بعض الخدم بالمناسبة هل تريدين شرب شيء؟
  : نعم لا بأس بالشاي اه انتظري افضله بالورد.   
: اوه لديك ذوق جيد سأذهب لإعداده.
جلست الفتاة على الطاولة وأخرجت من حقيبتها بعض الأوراق وقلم حبر مميز وبدأت في الكتابة، لم يبعد ايثيان نظره عن تلك الفتاة ظل يحدق فيها وعندما لاحظت الفتاة بذلك الرجل قالت: "استغفر الله " ثم غيرت من طاولتها إلى الطاولة المغلقة.
تفاجئ ايثيان قليلا ثم حدث نفسه قائلا: انتظر لكن هل قامت بشتمي الان! (بتعجرف)كيف تجرؤ؟
: أين ذهب؟ ايثيان هل رأيت قريبتي في أي طريق سلكت!
: ما اسمها؟
: لم انت مهتم كثيرا بها يا ايثيان؟
أشار إيثيان الى طاولة رجال الأعمال.
: حسنا سأذهب اعلم أنك لا تريد القول لي، أحمق.
توجهت آني إلى جنى وقدمت لها فنجان الشاي ثم جلست في الكرسي المقابل لها.
ابتسمت آني: لماذا يا جنى جلست هنا؟
تنهدت: أزعجني شخص ما يحدق لفترة طويلة قليل الأدب لماذا لا يغض بصره.
: تقصدين ايثيان، صديقي طالب هندسة معمارية ذكي ويبدع في الرسم كثيرا أيضا لديه أصول عربية ويتحدث بها لكن ديانته المسيحية لذلك لا يعلم معنى غض البصر.
: امممم سيئ وانت أيضا لماذا تحدثين ذكر؟
تقصدين انه ليس من ام واب عربيين؟
: نعم، ألم تركزي على ملامحه، انه صديقي يا جنى الا تحدثين الذكور ابدا؟
: لا، تعلمين انني لست مهتمة بالتعرف على ذكور لأنني ملتزمة بديني.
: حسنا بما أنك ضيفة عزيزة على قلبي سأقول لإيثيان ان لا يتحدث معك ابدا وأيضا لبقية أصدقائي.
: شكرا لك آني.
: على الرحب والسعة.
: جنى، هل لديك عمل هنا؟
: نعم سأعمل على بناء متجر كتب وطباعتها.
: مذهل، هذا يعني أنك ستمكثين في منزل والدك للأبد.
: إن شاء الله.
: يبدو أن جنى ملتزمة كثيرا بدينها.
: نعم وهذا الواجب على جميع الديانات.
: لا أعلم يا عزيزتي لست ملتزمة كثيرا بالدين نادرا ما أذهب للكنسية.
بصوت منخفض: الله يهديك يا آني.
: ماذا؟
: لا لا شيء، سأذهب الآن لتنظيف المنزل.
: حسنا، لكن هل ستذهبين إلى منزل والدك وحدك؟
: لا قال لي بالأمس أنك تعلمين مكان تواجده.
: اجل هيا لنذهب، ماثيو احضر العربة سأذهب مع جنى للسوق.
: حسنا.
ارتدت جنى معطفها الطويل ثم جلست على كرسي العربة الفاخر وقد تقدمت آني لقيادة العربة.
تحدثت بإستغراب: لماذا السوق يا آني.
: سنشتري طعام لإعداد العشاء وسنشتري أقمشة جديدة لك.
: انتظري لقد احضرت حقيبتي لا احتاج إلى ملابس أخرى.
: لا يجب على عائلة مارتيرز ان ترتدي ملابس مختلفة خلال الشهر هذا تقليد العائلة، أيضا أحببت تصميم ملابسك من صممها لك؟
: في الحقيقة أحب تصميم ملابسي بمفردي، تعلمت الرسم منذ الصغر والدتي مصممة بارعة.
: حقا، في قصر مارتيرز يأتي المصممون إلينا مع نموذج التصميم ثم نختار الفستان الذي يليق بجمالنا.
: هذا جيد أيضا، لا هذا ليس جيد يبدو ان عائلة والدي ثرية جدا لماذا لم يخبرني بهذا (صوت داخلي).
قاطع حبل تفكيرها نداء آني: لقد وصلنا يا اختي هياا بسرعة انزلي.
نزلت جنى من العربة وقد ارتسمت على ملامحها الدهشة والذهول من ذلك السوق الواسع (لماذا تشعر آني بالحماس كثيرا يبدو انها تحب هذا السوق كثيرا ~ الصوت صوت الناس مزعج) وهي تمر بين حشد من البشر ينظرون إلى عربة لديها تصميم مختلف قليلا عن عربة آني لكن هناك شبه بينهما.
: آني لماذا يوجد ازدحام عند هذه العربة؟
: إنها عربة عائلة آلموندز، لديها علاقة وثيقة ب عائلتنا (همست آني في اذن جنى) إنها العائلة الملكية يا جنى من العار إن لم تتعرفي عليهم.
: وما ادراني ب مدينتكم هذه اول زيارة لي.
: أعلم لذلك يجب ان تدرسي تاريخ العوائل النبيلة جيدا تعالي ل قصر مارتريز اليوم، هيا سنبدأ من قسم الخضار والفواكه أولا.
: لا لا بأس سأنام في منزلي الليلة.
: لما العجلة هذا مستحيل يا عزيزتي لقد ترك والدك القصر من 15 عام ذلك يعني ان التنظيف في ليلة مستحيل سأرسل الخدم اليوم لبدء العمل.
تنهدت جنى: حسنا (يا إلهي ماذا سأفعل لقد منعني والدي من الذهاب للقصر).
: ما الفواكه التي تفضليها لكي أخبر الخدم لاحقا.
: الفراولة والاناناس أيضا الكرز والمانجو.
: تم الشراء سأضيف لك العنب والتفاح وأيضا البرتقال.
: لدي حساسية من العنب.
: حقا؟ حسنا انتهينا ممن قسم الخضار سنذهب الآن لشراء اللحوم.
: لا اريد.
: لماذا؟
: لا أعلم كيف اشرح لك ااا (كيف أخبرها ان طريقة تقطيع اللحوم لديهم حرام) نعم
أحب اللحوم التي تقطع بطريقة خاصة .
: طريقة خاصة، وهل هناك طريقة أخرى لتقطيع اللحوم؟
: بالتأكيد.
: أيضا الدجاج يجب تقطيعه بطريقة خاصة ولدي حساسية من لحم الخنزير والعنب.
: لقد سجلت جميع الأطمعه التي تؤذيك، لا تقلقي سأخبر جزار القصر عن حالتك.
: شكرا لك آني.
: لا تشكريني هذا واجبي ف أنتي ابنة عمي، والآن سنشتري الأقمشة.
: أشعر بالتعب يا آني ما رأيك ان آتي غدا.
: حسنا.
وفي طريقهم للعربة كان قد حل الظلام على مدينة لآريك الشمالية التقت آني صدفة ب اصدقائها شعرت جنى بغرابة كونها عالقة وسط شابين وارادت الانسحاب همست في اذن آني (سأذهب إلى العربة يا آني) هزت رأسها موافقة على رحيلها.
صوت من الخلف: يا آنسة إلى أين تذهبين؟
آني: تشعر بالتعب قليلا ستعرف عن نفسها لاحقا في الحقيقة انها قريبتي أتت من مدينة اخرى......انخفض صوتها إلى ان اختفى صوت آني نهائيا.
تقدمت جنى خطوة بعد خطوة إلى ان رأت عربة آني ثم دخلت لإنتظار قدومها وضعت يدها على خدها تتأمل الماره في هدوء تام إلى ان شعرت ب سيف محاط على عنقها شعرت بتجمد الدم في جسدها وقد تصببت عرقا.
بصوت خشن: من أنتي؟ هل تريدين الموت، أنزلي رأسك.
تلعثمت لسانها: ان اا انا.
تساقطت دموعها وبدأت في البكاء بشدة: لا تقت...ل (شهقت ثم صرخت) لا تقتلني ارجوك.
تقدم الأمير بخطوات هادئة ثم تحدث إلى حارسه بأن يتركها، بعد أن أفلت الحارس يده ودفعها أرضا.
صرخ الأمير ثم دفعه: من امرك بدفعها! انحني لها الآن.
انحنى لها الحارس ثم جثى على ركبتيه ووضع السيف على رقبته : اغفري لي سيدي اعلم انه خطأ لا يغتفر ، التفت الأمير إلى جنى التي ارتعش جسدها من الخوف و قد خارت قواها على الوقوف : لقد سامحتك أيها الحارس أنت مطرود.
: شكرا لك سيدي لن أنسى فضلك .
نظر الأمير إلى جنى وهي ترتعش إلى الآن اقترب منها لكنها تبتعد للخلف إلى أن ارتطمت بالجدار ، مد يده لكي يرفعها لكنها رفضت .
: الا تريدين المساعدة ؟
رفعت جنى رأسها لترى شاب قد غطى وجهه ب وشاح ليخفي ملامحه ، بصوت مرتجف : لا اريد مساعدتك استطيع الوقوف بمفردي انا لا اصافح الرجال .
وقفت ثم نفضت الغبار عن ملابسها وقد بان على وجهها الخوف : سأذهب الآن .
: من الافضل لك أن تذهبي بسرعة قبل أن يتم اخطافك قد حل الليل بالفعل .
تجمدت جنى في مكانها ثم اكملت طريقها : يا إلهي إلى أين سأذهب لا أعلم أين أنا.
بعد اختفاء جنى عن ناظري الأمير الذي ظل ساكنا ينظر إليها ، صعد إلى العربة و أمر حارس آخر ب اللحاق بها كي لا تغيب .
: سيدي ارى أنك مهتم ب هذه الفتاة كثيرا .
: جون انت مجرد مساعد لي لا تحشر أنفك في أموري الشخصية و كما تعلم أنني من المستحيل أن أهتم لفتاة بائسة مثل هذه .
: حسنا سيدي لكنني أشعر بالحيره مما أراه الآن تعلم انك قاسي القلب .
: أخرس.
صوت من الخارج (سيدي....سيدي) ~ فتح الأمير ستارة النافذة .
: سيدي لقد رأيت الآنسة ضائعة في السوق ماذا يجب أن أفعل؟
*************
(يا إلهي انقذني أين ذهبت آني هل تبحث عني الآن )
تنهدت :ما هذه الرائحة الكريهه .
شعرت جنى بيد على كتفها لم تستطع أن تسيطر على رعشتها مجددا (يجب ان اتشجع )ثم ألتفت : مرحبا بالآنسة الجميلة أعطيني بعض المال و إلا ستموتين الليلة .
بدأت في الركض بكامل قوتها و الرجل الثمل يجري خلفها بخطوات مترنحة إلى أن سقط أرضا ، لم تتحمل جنى و بدأت في البكاء بشدة إلى أن سمعها شاب ثري ثم اقترب منها .
بصوت دافئ : مرحبا آنستي ، مالذي يبكيك هنا ؟
: ه..هن...هناك رجل ثمل يجري خلفي يريد المال .
: حسنا سأساعدك .
: كيف ؟ اريد العودة إلى منزلي أنا مجرد زائرة .
: لا بأس تستطيعين القدوم إلى منزلي الليلة تمكثين إلى أن تشرق الشمس غدا و سنبحث عن منزلك .
: لا لا اريد شكرا لك .
: لماذا سأساعدك فقط .
: لا قلت لك لا اريد .
: سحبها من يدها بقوة : لقد قلت لك ستمكثين في منزلي هل سمعتي ! انتي مجرد نكرة تتمشين في شوارع المدينة بالليل !!
صرخت جنى في شوارع المدينة : ارجوكم ساعدوني لينقذني أحد منكم ارجوكم .
نظر إليها مجموعة شباب بنظرات احتقار (إنها مجرد سافله فلتلقى حتفها اليوم على يد هذا المختل ) ...... لم تمر لحظة إلا و سيف مر عبر رأسهم .
: كيف تجرؤ على وضع سيفك على صاحبي أيها السافل !
صوت مرتعش :* سيف آلمونددزز *
تجمد جميعهم ثم بدأو في التوسل إليه لكي لا يقتلهم .
: جون خذهم للسجن الامبراطوري الآن .
: حسنا سيدي الأمير .
: خذ هذا الحثالة أيضا *المختل *
نزل الأمير إلى جنى ثم سألها : ما اسمك ؟
صوت مرتجف : ججج...
: لا تخافي سأرفع الوشاح لكي تري وجهي ، انظري إلي .
: ااانت.
: نعم لقد التقينا اليوم في مقهى آني ، انا ايثيان آلموند ، قلتي أنك لا تصافحي الرجال ما الذي يجب أن أفعله لكي اوقفك على قدميك .
*** نزع ايثيان القفاز الذي يضعه في يده ثم جعل جنى تمسك به ليرفعها ***
: شكرا لك يا ايثيان .
شهق جون : كيف تتجرأين على مناداة الأمير بإسمه ؟
: ماذا أمير ؟
: ألا تعلم هذه الفتاة انك امير !! سيدي تستحق الموت .
: أخرس ، هيا يجب أن نذهب للقصر ، انتي تعالي .
: لا أريد يجب أن أذهب للمنزل .
: حسنا اجلسي في الشارع .
: لااا ، حسنا سآتي .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 20 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الأمير الخفي ~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن