الفـــصل الــرابــع⁴
(غيبــوبة وقنــاصـة)قـراءة ممتعــة
٭٭٭٭
بعـد مـرور شهريـن
تفتح كيران باب الشقة بضعف بدا واضحا علىسيماها وطريقة مشيها المتعثرة لتدخل الشقة وتنزع حذاءها ثم تصعد السلم قاصدة غرفتها بعد أن نزعت معطفها ورمته وحقيبتها فوق الأريكة لتدلف غرفة نومها وتقفل الباب ثم تستند على المقبض في محاولة لاستجماع نفسها لكنها تفشل وتسقط على ركبتيها وقد خارت قواها كليا لتجهش بالبكاء بصوت مسموع وتشهق بصعوبة وتقطع وهي تتذكر ما حدث معها
──────────────────────────
قـبل يـوم
كانت كيران تقف عند المرآة المتواجدة قرب باب الشقة تعدل هندامها وهي تدندن ألحانا مختلفة مستعدة للذهاب لكليتها إلا أن خططها تبخرت حالما وردها اتصال من أختها لتجيب مستعدة لإلقاء نكتها المعتادة لكن صوت أختها المتعب ولكنتها الغريبة ونبرتها الباكية أوقفوها لتستمع لكل حرف يخرج من فم أخته وقد طغت شهقاتها على كلامها وهي تنبس
-كيـران أُ .. أُ .. أُمـي كيـران .
لتصعق كيران من كلامها فهي للتو قد قامت بذكر أمهما ولكنتها الغريبة زادت الأمر رعبا لتغلق الخط دون محاولة فهم المزيد فترتدي معطفها وتنتعل حذاءها ثم تركض مغلقة الباب متوجهة إلى المرآب لركوب سيارتها فتنطلق بسرعة جنونية وهي تدعي الله ألا يحدث لوالدتها وأختها مكروه، لتترجل من السيارة حال وصولها وتقفل الباب ثم تركض الى المنزل لتدفع الباب الذي كان أنذاك مفتوحا فتتحرك في كل أرجاء المنزل بحثا عن أختها وقد استطاعت ايجادها بسبب شهقاتها لتجدها جالسة على الأرض وهي تبكي بحرقة على حال من توسدت فخذها وغطت في نوم عميق لتتجه لها ناوية ايقاظها فتهزها لكن لا مجيب، وتعيد الكرة مرة فثانية فثالثة لكن لا حياة لمن تنادي فتسقط أرضا والدهشة والصدمت تشل حركتها وهي تبصر نور دربها وملجأها في حالة ركود تامة لتحاول استجماع قوتها فتحمل أمها بين يديها وتخرج واضعة اياها في السيارة وتركب بنية الذهاب لتركض أختها وتركب بجانبها وهي تحاول جمع شتات نفسها وهن في الطريق سألت كيران بأكثر لكنة بدت ثابتة لديها قائلة
-أسـردي مـاذا حـدث دون نسـيان التفاصيـل .
وبالفعل بدأت السرد بعد أن خفت شهقاتها قائلة
-كـنت فـي غـرفتي عنـدما دخـل والـدي إلـى المنـزل وهـو غاضـب ليـدخل ووالدتـنا فـي الشجـار لكـن المختلـف فـي الأمـر أنـه ضـرب أمـي وكـسر الأثـاث ليخـرج نزلـت لأجـد أمـي تتنفـس بصـعوبة سألتهـا فسـردت موضـوع النقـاش ألا وهـو أن أبـي غاضـب بـسبب ضيـاع وثائقـه المهـمة وقـد اتهـم أمـي بسـرقتها لكـنها نفـت ليـفقد أعصـابه ويضـربها وعندمـا حاولـت تهدأتهـا سقـطت أرضـا مغمضـة عينيهـا ولـم تفتحهمـا أبـدا .
أنت تقرأ
What comes after friendship?
Poetryشابـه ذات تسـع عشـرة سنـة فقـط انقـلبت حيـاتهـا بعـد معـرفتها لهويـتها الحقيقـية وفقدانـها الذاكـرة فيـا تـرى مـا الـذي قـد يحـدث