من أنا...؟
" ترتبط أزمة هوية الأنا من وجهة نظر اريكسون بمرحلة المراهقة وبدايات الشباب حيث تمثل المطلب الأساسي للنمو في خلال هذه المرحلة حيث تعبرعن نقطة تحول نحو الاستقلالية الضرورية للنمو السلوكى في مرحلة الرشد وتنمو الأنا من وجهة نظره من خلال ثمان مراحل متتابعة يواجه الفرد في كل مرحلة منهم ازمة معينة ويتحدد مسار نموه تبعًا لطبيعة حلها ايجابًا أو سلبًا متأثرًا بعدة عوامل اجتماعية وثقافية وشخصية ...لذلك فإن ارتباط المتغيرات النفسية كالنمو النفسي التوافقى باضطراب هوية الأنا خلال مرحلة المراهقة بدرجة تؤدى بهم في نهاية المطاف إلى تأكيد ذواتهم بأسلوب سلبي يتمثل في اضطراب وتشتيت الهوية أو تبنى هوية سلبية والإناث اكثر ميولا للوقوع في رتبة انغلاق الهوية مقارنة بالذكور " ...
جيمس مارشا
العقل البشري معجزة الهية بكل المقاييس وعلي الرغم من حجمه الصغير إلا أنه المتحكم الرئيسى في الجسد كله .. حركاته وسكونه .. استجابته للمؤثرات أو لا .. ملايين الخلايا العصبية الدقيقة تتناغم سويًا في ابداع يحتاج إلي التأمل .. والأهم يتحكم في التصرفات الارادية المبنية علي سطحية التفكير أو تفاهته .. قد تجد فتاة ضئيلة حجمها نصف حجم رجل بالغ لكنها تتصرف برشد وعقلانية لا يتحلي بهما مطلقًا وتتفاوت ردود الافعال علي المؤثرات
ما قد تعتبره بعض العقول تحررًا وتحضر يكون في الحقيقة فسق وفجور .. وما قد يسمح به بعض الأباء لابنائهم قد يدخل تحت مسمى الافساد .. ولكن حينما يكون العقل هو الرقيب فدائمًا يكون هناك أمل ..
الهوية النفسية,, وهوية الأنا !! أحيانًا القراءة المتعمقة تضر ولا تفيد .. ليتها سطحية لتنعم بالهدوء.. اغلقت كتاب الهوية النفسية لجيمس مارشا واغمضت عينيها بألم ....- يا الله أين هويتى.... من أنا ؟ ضياع ضياع ...
ماذا ستفعلين اليوم أيتها المجنونة ..؟؟؟ عودى لعقلك ..
اكملت حديثها البائس لنفسها ومرارة العلقم تملىء حلقها ..
" مبارك عليكِ الزواج يا أمى ومبارك عليكِ سارة الجديدة أيضًا "
انها علي وشك فقدان تام لعقلها المسكين .. الصراع الذى يعتمل في داخلها اقوى من تحملها ..الرحمة .. أنا لم يعد في امكانى التحمل...كفى يا عقلي اصمت...لسنوات وأنت ترهقنى... لتسعة عشر عامًا وأنا اطيعك ولم اجنى سوى الهم .. ألا تري حال تالا ؟؟؟ انها تعيش بسعادة وراحة بال وطالما هى سعيدة اذا أنا أيضًا سأكون.. أليس هذا حال التؤام ؟؟
ولأجل حسم صراعها المرهق مع عقلها .. التقطت هاتفها النقال واتصلت بوائل لتضع نفسها أمام الأمر الواقع ...الطريق الذى لطالما اعتبرته مظلمًا ومحرمًا قررت خوضه أخيرًا فأهلا بالخطيئة التى تحرر النفس ...
جرس اثنان ثلاثة ستتراجع الآن ..رجاءً لا تجيب أنا ..أنا .. لكن لخيبة أملها اجاب وسألها بدهشة بالغة عندما تعرف علي صوتها ...- يالها من مفاجأة مذهلة .. القمر شخصيًا قرر التنازل واسمعنى صوته الجميل.. هل أنتِ فعلا سارة ؟؟ أم أنا مت وانتقلت إلي الجنة ..
تلعثمت وهى تجيبه .... - وائل ... وائل أنت ..
- أنا ماذا ؟؟ سارة ...؟؟
- أنت...؟
اعنى مازالت دعوتك لي بمرافقتك إلي الأسكندرية قائمة ؟؟؟ اعنى هل ما زلت ترغب في دعوتى ...؟
كاد يقفز من السعادة وعدم التصديق مع كلماتها ...- سارة ..هل أنتِ جادة فعلا ؟؟ لا أستطيع التصديق ماذا حدث ؟؟ لشهور وأنا اعرض عليكِ فقط الخروج لسهرة في المدينة وأنتِ ترفضين وفجأة تقبلين دعوة كنت امزح وأنا اعرضها, لابد وأن افهم
عادت لتسأله بتردد ...- ستذهب تالا معكم أليس كذلك ...؟
اجابها موضحًا ... - تالا هناك بالفعل منذ أمس ..سافرت مع حازم ومعظم اصدقائنا ... قرروا أمس السفر والمبيت في الأسكندرية ... أنا فقط تبقيت حتى اجد أمى لتعطينى نفقات السفر .. اختفت تمامًا ولا اعلم أين هى ..
" شقيقتها الوحيدة لم تقضى الليلة في المنزل وهى حتى لا تعلم .. " فكرت في نفسها بألم.." يا الله تالا غير متواجدة في المنزل منذ البارحة وأنا لا اعلم ... أي علاقة غريبة مشتتة تربط بيننا...؟ " - حسنًا وائل ..أنا اوافق علي دعوتك ..
مازال متشككًا .. التى تحدثه الآن لا تبدو كسارة المتزمتة التى يعرفها أبدًا .. هل ستسمم أبدانهم بكلماتها القاتلة الخاصة بالعفة والاستقامة .. ستكون رحلة النكد اذًا ..حذرها... - سارة .. رحلتنا للمتعة والانبساط .. هناك ننسي من نحن .. حتى اسمائنا ننساها وبالتأكيد لا نريد مواعظ .. هل تفهمين ما اعنى ..؟
مخدرات ...جنس ...سهر ...شراب كله سيكون علي لائحتنا...أنا اخبرك بما ينتظرك هناك .. الفرصة مازالت أمامك لتغيير رأيك لكن هناك لا رجوع مطلقًا .. حقيقة ما أقوله الآن لا يشبهنى علي الأطلاق وبه أضيع فرصتى لنيلك,, فالأخلاق الملائكية تلك لا تناسبنى لكن سارة أنتِ لا تشبهينا علي الأطلاق .. لمصلحتك فكري مجددًا ..
نعم قرارها متسرع عنيد لكنها مصرة .. ستخوض تلك الدنيا.. اصرت بعناد ...- وائل أنا فكرت جيدًا ولا اريد تغيير رأيي..
جميلة للغاية .. وزهرة بريئة لم تمس .. وتبدو عاقدة العزم علي امتاع نفسها في ملذاتهم .. اذًا فلتفعل ..هتف بسعادة غامرة .. - حسنًا اتفقنا ..سأمر عليك قرابة السادسة مساءً.. أين تقيمين حاليًا .. ليضيف ساخرًا " مامى أم دادى..؟ "
لتجيبه بكل ما في الدنيا من مرارة...- اقيم حاليًا عند أمى
- اذًا انتظرينى هناك.. إلي اللقاء الأن لأواصل البحث عن أمى .. ثم ليتذمر بغضب وهو يضيف ..- قد تختفي بالأسابيع وتسافر لخارج مصر دون حتى تكليف نفسها بعناء اخباري ..
انهت المكالمة وعينيها ممتلئة بالدموع ... هنئت نفسها بسخرية ..." مبارك يا سارة ...وصلتى أخيرًا للطريق الذى تجنبتيه لسنوات " من اليوم سترافق شلة من المهوسيين ومدمنى المخدرات ...
أنت تقرأ
عطر القسوة
Romanceسلسلة عشق من نار الحكاية الأولي .. " عطر القسوة " رسالة هامة .. إلي كل من يريد انجاب الابناء " اذا لم تكن علي قدر المسؤلية ففكر مرة اخري " اهداء .. إلي كل من ترك بصمة في حياتى,, اهدى روايتى الأولي .. إلي روح والدى الراحل الذى كنت اتمنى أن يشهد نجاح...