هلال وسط سماء بالكحل الأسود العميق .. بلا نجوم صوت الهواء العليل لا يجعلك تسمع سوى صوت عقلك .في غرفه صغيره .. يكسوها الظلام .. بارده تميل لدفء ..
تجلس ذات 19 من عمرها بجوار نافذة الغرفه المطله على الشارع الخالي من السيارات و دجر الناس .. تتنتظر أن يتحرك عقرب الساعه لثانية عشر لمنتصف لتحتفل بعيد ميلادها 20 ..فيروز الصقر .. الفتاة الوحيدة من آل الصقر .. توفى أبواها و هي في خامسة من عمرها .. أخوها تميم و الآخر سليم .. كان الأكبر هو تميم الذي يبلغ من العمر 30 عام .. و كان اوسطهم سليم الأصغر من أخيه بعامين .. كانت فيروز الفتاة الوحيدة لتلك العائلة الضخمه " عائلة الصقر " كان كل أحفادها أولاد و كانت الصدمه أن يكون أحد من نسله فتاة .. لم تكن محبوبه بين الجميع بين أعمامها و زوجاتهن .. أنهم كالأفاعي يريدون قتلها بسهم .. و لولا أخوها الأثنين اللذان كان رمزاً لحمايتها و قوتها في هذا الدنيا لماتت لا محاله
..." هل مازلتِ مستيقظه يا فيروز ؟! "
سألها تميم و هو يضيء ضوء الغرفه و النوم في عينها" نعم ، لم يبقَ سوى عشر دقائق لأصل الساعة إلى 12 "
قالت بتلهف كأنها تحتفل بعيد ميلادها لِأول مرة ..مشا تميم بضع خطوات نحوها حتى وصل أليها ..
كان ينظر أليها بتأمل ..تلك الفتاة ذات الشعر الأسود القصير .. أعين القهوة .. الرموش الطويله .. حنطية البشرة .. ذات الحسنه السوداء عند ذقنها ..
كان تنظر لعقارب الساعة التي تتحرك ببطء شديد .. تنتظر وصول عقرب الساعه 12 ..
من عادت فيروز أنها لا تحب أن تحتفل بعيد ميلادها مع أي حد فقط أخواها و صديقتها ريم .. لم يقوموا بصنع حفله من النوع الفاخر .. بالرغم من أنهم أغنياء بدرجه غير معقول
كانت من النوع الذي يفضل الرساله نصيه مع أي هديه ..
" مين سيدخل حياة الكبار بعد دقائق معدودة"كان سليم ذو الدم الخفيف .. أو بمعنى أصح سبب ابتسامة فيروز ..
نظرت له فيروز و هي تبتسم بشده .. و تميم ينظر له نظرات توحي بعبارات .. كان مقصدها أم كان جهز كل شيء أم لا
و من يعتمد على سليم فليعلم أنه أختار الشخص الصحيح ..لم تبقى سوى دقائق معدودة .. قام تميم من حوار أخوته و قال و هو ينحني لها بظهره و قال لها بفخر :
" أذا سمحتي يا أنسة فيروز تعالي معنا "
كانت فيروز تعلم عن ماذا يتحدث ..
الاحتفال بعيد أميرتهم الصغيره ذات 22 ..
YOU ARE READING
لا أعـرفُه و لكنني أحــببتهُ
Randomطالت الذكرى .. و ذهبت المشاعر .. بقيت الدموع .. و مات المحبوب ..