أفراد عائلة السيد ألبرت و ابن المزارع يوجين

8 2 0
                                    

في منزل عائلة السيد ألبرت، يوجد ثلاثة أفراد مترقبين دخول زوجة الأب و سيلفيا في أي لحظة، تجاوز الوقت منتصف الليل و ما زالتا الاثنتين لم تصلا لحد اللحظة، الأب مضطجعٌ في فراشه يتضرع الى الله و يدعو أن تعود ابنته الكبرى سالمة لم يمسها أي ضرر، و الأخت الصغيرة جالسة على كرسي خشبي متحرك في زاوية الغرفة تحدق في والدها بأعين قلقة، تحاول اخفائها و لكن ذلك صعب على طفلة بالغة من العمر ١٤ عاما فقط، تكابر أمام والدها و أمام نفسها، هي قلقة و خائفة على أختها حالها ك حال والدها، و لكنها في قرارة نفسها تكابر و تخاطب نفسها قائلة " كل شيئ بخير، سيلفيا سوف تعود سالمة، هي فقط نست نفسها و لم تلحظ الوقت، او ربما تاهت في الغابة و لكن لا بأس لان اقزام و طيور الغابة سوف يساعدونها، او ربما احتاجت كائنات الغابة المسالمة بعض المساعدة منها ف تأخرت لأنها ساعدتهم، ف هي لطيفة و تحب مساعدة الجميع، بالتأكيد تأخرت بسبب امور كهذه و ليس شيئ آخر "

خارج المنزل، في الحديقة الصغيرة على جانبي الطريق الصغير المؤدي الي باب المنزل يجلس الأخ الصغير الذي يكبر الاخت الصغرى بعامٍ واحد على العشب، مستندا بظهره على الشجرة الكبيرة المزهرة التي تقع في الجانب الأيسر من الحديقة، لقد مل الانتظار، لم يكن خائفا او قلقا، بل كانت لديه ثقة شديدة بأن سيلفيا قد عاشت مغامرة رائعة هذا اليوم، مغامرة شائقة ممتعة، و لهذا السبب هي تأخرت، انتظرها خارجاً متحمسا طوال اليوم و لكن لحد اللحظة لم تظهر أخته ف بدأ يشعر بالنعاس و اخذ يتثائب إذ ان الوقت قد تجاوز ميعاد نومه، كان على وشك أن يغفو حتى تفاجأ بأخته تناديه من باب المنزل
- هاريسون ! بابا يقول أن تدخل و نذهب للنوم، لقد تأخر الوقت و غداً لدينا مدرسة
دعك هاريسون عيناه و تثائب بعدها، نظر الى اخته و قال بصوت مرتفع قليلاً
- أذهبي انتِ، أنا لا أريد النوم، سوف انتظر عودة أمي و سيلفيا
حدقت إيرلينا بأخيها لثوانٍ بنظرات لم يفهم ما هي، و لكن في داخل عقلها كانت تحاول أن تقرر بين الأمرين، أن تستمع لكلام والدها و تستمر بكبت خوفها و قلقها - من دون ادراكها لذاك - وتذهب للنوم، او تبقى مستيقظة مع والدها و أخاها، ثم قررت أنها ستذهب للنوم و تستمر بأقناع نفسها بأن كل شيئ بخير حتى تقيد شعور الخوف و القلق الذي بدأ يعبث بها

بقى هاريسون ينتظر في الحديقة لعشر دقائق تارة و يدخل الى المنزل يطمأن على والده الذي ما زال يدعو الله تارة أخرى، و ما زال على هذا الحال حتى قاربت الساعة الثانية بعد منتصف الليل، طوال هذا الوقت كان هاريسون بأعين لامعة و أبتسامة واسعة يتخيل حالهما، هي جالسة على الأريكة تقص عليه ما حدث معها بكل حماس و هو ينطنط من التشويق، و عندما أستيقظ من أحلام يقظته عزم على ان يذهب معها المرة القادمة الى الغابة ولن يمنعه شيئ هذه المرة بالتأكيد و حينها قال لنفسه
" هذه المرة سوف أذهب معها بالتأكيد، و معي الآن سلاحي السري الذي سأستخدمه لبطح الغيلان أرضاً، كل شيئ سيجري كما أريد "
ُيحدِث نفسه و تظهر السعادة واضحة على محياه، و في اثناء استمراره بهذه الأحلام سمع صوت جمهور من بعيد و حوافر أحصنة كثيرة و صوت عجلات عربات المزارعين و الفلاحين التي كانت تحمل على الاقل ثلاثة أو أربعة من الرجال، حينها أنطلق هاريسون في إتجاههم مسرعاً و توقف عند أول رجل في المسيرة و هتف بنبرة متشوقة
" وجدتموها !! "
ف أجابه الرجل مشيراً الى الخلف
" لقد وجدناها و هي على خير ما يرام، اذهب و أخبر والدك بذلك "
اومأ هاريسون بسعادة للرجل و راح يجري بسرعة حتى يصل الى المنزل و يدخله و يبشر والده بهذه البشرى السارة، و حتى يتفاخر كذلك بأن ثقته في أخته كانت في محلها، و هاهي قد عادت سالمة من مغامرة جديدة، دخل المنزل و وقف في صالة الجلوس و صرخ بسعادة
" لقد عادت سيلفيا!! و هي بخير "
ثم خرج راكضاً مسرعاً الى الخارج حتى يستقبل أخته التي كانت عربتها - عربة نقل للناس تستخدم في البلدة - في آخر المسيرة الطويلة و خلفه خرجت أخته الصغرى من غرفة النوم مسرعة، نزلت السلالم و راحت لغرفة والديها حتى تأخذ والدها معها بعد أن تضعه على كرسيه المتحرك، نظرت الى والدها ف وجدته يدعو فرحا هذه المرة و يشكر الله على رحمته بأبنته، راحت اليه و ساعدته حتى ينتقل من فراشه الى كرسيه المتحرك، اخذت تدفعه و أخرجته من الغرفة و عندما كادا أن يصلا الى باب المنزل دخلت زوجة الأب التي يبدو الارهاق واضح على محياها و خلفها سيلفيا و هاريسون يخبرها كم كان واثقاً بانها بخير و سوف تعود و هي تجامله بمحيى بشوش و لكن الأرهاق و التعب واضح فيه، أشاحت سيلفيا بنظرها بعيدا عن اخيها و توجهت الى حيث والدها ف هتفت
" بابا "
[ سيلفيا ]
وقعت عيني على والدي الذي لمحتُ سعادته و اطمئنانه فور رؤيتي، هتفت ب "بابا" و توجهت اليه مسرعة معانقةً إياه من رقبته معتذرة عن ما سببته من قلق و خوف له، بادلني العناق و شكر الله كثيرا على سلامتي، يخبرني بأن كل شيئ بخير و المهم اني عدت سالمة و كم هو سعيد الان، قبلت رأسه و يديه أكرر اعتذاري إليه و اطمأن عنه و اتفحصه بنظري و تأنيب الضمير يعبث في نفسي، رغم ان والدي سعيد و الجميع سعيد الآن إلا اني اشعر بشعور سيئ جداً لأني وضعتهم في مثل هذا الموقف، ليست عائلتي فقط بل كل شخص قد اتعب نفسه في البحث عني

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 26 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ساحِرَة القَارَة العُظمَى! سِيلفِيَاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن