كانت السماء فوق مدينة ديجون تتلون بظلال خافتة من الزرقة، بينما الأفق يكتسي بظلامٍ ثقيل، متماوجاً مع أضواء الشوارع الباهتة. في ذلك الصباح الباكر، كانت المقبرة عالقة في حالة من السكون القاتل، لا شيء يقطع الهدوء سوى أصوات الرياح التي تهمس بين القبور.
في وسط هذا السكون، وجد الخباز المسن، لويس دوفير (Louis Dufour)، مقتولاً بوحشية. جثته الممددة فوق قبر الطبيب النفسي الراحل، الدكتور جاك بيلان، والذي كان يظن أن الموت لن يزوره بعد. كان الدم قد جف على ملابسه، وذراعه اليمنى وساقه اليسرى مفقودين، ما أضاف إلى المشهد الغموض والرعب. ورقة صغيرة، مكتوبة بوصفة خبز فرنسي نادرة تُدعى "فوكاشيا بالمورغانا" (Focaccia al Morgano)، كانت مطوية بعناية في جيب معطفه.
الشرطة لم تجد أي دليل جديد حول الجريمة. وصلت سيارة المحقق أنتوان كليمان (Antoine Clément)، المعروف بصرامته، إلى مسرح الجريمة. خرج المحقق من سيارته، عابس الوجه، وعلى محياه أضواء الأضواء الساطعة التي تسلط الضوء على عزم الجريمة المربك.
---
في غرفة المعيشة المظلمة والمشوشة بمنزل الخباز، اجتمع أربعة من المشتبه بهم، كل منهم يحمل ثقل الحقيقة التي قد تقلب كفة القضية. أنتوان كليمان، بتعبيرات وجهه القاسية، راح يتفحص كل واحد منهم، وكأنه يبحث عن خيط يفضح أسرارهم.
---
مادلين (Madeleine)
- السن: 55 عامًا
-الجاره
- امرأة متوسطة الطول، ذو بنية نحيفة. وجهها مرهق قليلاً من سنوات العمل والحياة. شعرها الرمادي القصير يشبه حُزمة من الخيوط الفضية، وعينيها زرقاء باهتة تعكسان نظرة من الحذر والتجربة. ترتدي ملابس بسيطة وعملية، عادة ما تكون في شكل ملابس منزلية متواضعة.أنتوان: "مادلين، أين كنتِ مساء البارحة؟"
مادلين، التي بدت مضطربة ووجهها شاحب: "كنت في منزلي، أتابع التلفاز وأعد العشاء."
أنتوان، بنبرة حادة: "هل خرجتِ من المنزل في أي وقت؟"
مادلين، محاولة الحفاظ على هدوئها: "لا، لم أخرج. لم يكن لدي أي سبب للخروج."
أنتوان، موجهًا نظراته نحو مادلين: "كيف تفسرين سماعك لصوت كسر زجاج قادم من منزل الخباز؟"
مادلين، بأعصاب مشدودة: "سمعتُه حوالي الساعة الثامنة والنصف، ولكن لم أخرج للتحقق."
أنتوان: "هل لديكِ أي ملاحظات حول سلوك الخباز مؤخراً؟"
مادلين، بصوت خافت: "لم ألاحظ أي تغيير. كان دائمًا على طبيعته."
---
سوفي (Sophie)
- السن: 45 عامًا
-زوجة الطبيب النفسي
- امرأة طويلة نسبياً، ذات بنية متوسطة. شعرها بني ومجعد ويصل إلى كتفيها، وعينها رمادية داكنة. وجهها يعبّر عن الحزن والتعب بسبب وفاة زوجها مؤخرًا. غالبًا ما ترتدي ملابس أنيقة ولكنها قاتمة، تفضل الألوان الداكنة والملابس الكلاسيكية.
أنت تقرأ
سرُّ العجين المفقود
Kurzgeschichtenفي صباح ضبابي بمدينة ديجون، تُكتشف جريمة مروعة تهز المدينة: جثمان الخباز المسن، لويس دوفير، ملقى فوق قبر الطبيب النفسي الشهير، الدكتور جاك بيلان. الجثة مقطعة إلى أجزاء، وجيب القتيل يحتوي على ورقة مكتوبة بوصفة خبز فرنسي نادرة تُدعى "فوكاشيا بالمورغان...