في اليوم التالي ، استيقظت بنشاط غير معتاد ، وأنا أتذكر تفاصيل ذاك الحلم ، والابتسامة تعلو وجهي ، أخيرا سأراه ، لقد تعلقت به بشدة في وقت قياسي ، لا أعلم السبب ، أو ربما أعلم لكن لا أريد الاعتراف أن هذا هو السبب .
أنهيت إرتداء ملابسي وتوجهت إلى المدرسة ، مرت الدروس بروتينية ، لكنني لم أره ، لم ألمحه ، ولا حتى شعرت به ، لماذا لم يأت ؟ ألم يقل أنه اشتاق إليّ ؟ ألم يعدني أنه سيأتي ؟ لماذا خلف خلف وعده ؟ هل كان يكذب ؟ أم ..... أصابه مكروه ؟!!
ربااه ، ماذا لو أصابه مكروه ؟ ماذا سأفعل ؟ لقد كان غارقا في دمائه أمس ، لقد قال أنه سيموت ، هل مات حقا ؟ لا ... لا يمكن ، لقد أخبرته أنني أحبه ، من المفترض أن ينقذه حبي ، هل أنقذه حقا ؟ أم أن الأوان كان قد فات بالفعل ؟ هل تأخرت في الاعتراف ؟ أم حبي لم يكن بالقدر الكافي ؟ يا إلهي ، سأجن ، أكاد أموت قلقا عليه ، كيف أصل إليه ؟ آآه ، ربما أراه إن نمت .
عدت إلى البيت سريعا ، مازال هناك ثلاث ساعات على موعد عملي ، يمكنني النوم قليلا ، أتمنى حقا أن أراه ، حاولت النوم ، وما كاد النعاس يغشاني ، حتى فتح الباب بقوة ؛ لتظهر أختي وعلامات الغضب والكره بادية على محياها ، صرخت بقسوة :
- لماذا أنتِ نائمة ؟ انهضي واغسلي الأطباق ، ثم نظفي غرفة المعيشة ، حتى يأتي موعد عملك .
نظرت لها بحزن وقمت مُكرهة ، هي دائما هكذا ، لا تعاملني كأختها ، بل كخادمتها ، توجهتُ خارج الغرفة لنها أمسكت ذراعي بقسوة ، وقالت بتحذير :
- اليوم ستقبضين نقود العمل ، احضريها إلي فورا ، لا تصرفي منها مليما واحد ، أفهمتي ؟
هززت رأسي موافقة بأسى ، توجهت إلى المطبخ وبدأت في غسل الأطباق ، لتختلط دموعي بالمياه ، منذ صغري وهي تكرهني ، تلك الحقيرة لم أرها تحبني أو تعاملني كأخت أبدا ، وما زاد في كرهها وسوء معاملتها لي هو وفاة والدينا ، هي تدعي أنني السبب ، رغم أنها هي السبب الأساسي ، فقد كانت حفلتها هي التي بسببها سافرنا في ذاك اليوم الممطر ، لكنها تقول أنه لو لم أكن معهما لما ماتا ، فأنا سيئة الحظ وأنا التي جلبت لهما الموت ، هي دائما أنانية ولا تهتم بغيرها ، رغم هذا والداي كانا يحبانها أكثر مني ، ويفضلانها علي ، لكنهما كانا يمنعانها من أذيتي أحيانا .
انتهيت من التنظيف وخرجت مسرعة أحمل حقيبتي إلى العمل ، لقد تأخرت في التنظيف ولم أنتبه للساعة ، وأثناء ركضي في اتجاه المطعم الذي أعمل به بدوام جزئي ، اصطدمت برجل ؛ لتسقط حقيبتي وتتبعثر محتوياتها في كل مكان ، انحنيت ألملم أشيائي بسرعة وساعدني الرجل ، رفعت رأسي لأشكره ؛ فدق قلبي بعنف لوهلة ، ثم تباطأت دقاته فجأة ، ودارت الدنيا حولي ، وشعرت بالقشعريرة الباردة تسري في جميع أنحاء جسدي ، هذا الشعور يأتيني عندما أراه ، لكن هذا ليس هو ، ملامحه مختلفة .
أنت تقرأ
حُبِّك منقذي
Romanceما زال يرقد بين أعماقي جواد جامح سجنوه يوما في ضروب المستحيل .. ما بين أحلام الليالي كان يركض كل يوم ألف ميل .. وتكسرت أقدامه الخضراء وانشطرت خيوط الفجر واختنق الصهيل .. من يومها والحزن يرتع في ربوعي والدماء الخضر في صمت تسيل .. من أين يأتي الصبح وا...