في اليوم ذاته كان قد حل الليل بالفعل ، و كحظر تجوال يفرض في القصور العسكرية كأحد الترتيبات الأمنية .
أُطفئت جميع الأضواء و أغلقت كل الأبواب للتعرف الفوري على أي دخيل من قبل الجنود المتوزعين بالخارج .
عاد الخدم إلى طابقهم الخاص فعم هدوء رهيب بالقصر و كأن لا حياة به ، هدوء قاتل لم تعتد ييجي عليه بعد .
خطت ببطء تنزل من الدرج ، لكن وجود شخص آخر جعلها تتوقف تناظره بحدة فبدى الأمر و كأنه يمنعها من التقدم .
رئيسة الخدم و مدبرة قصر الأدميرال الصارمة ، كانت تحمل فنرا لإضاءة المكان حولها و تعدل نظارتها بإستمرار .
هي امرأة مسنّة تتمتع بشخصية قوية و جادة بارزة لاحظتها ييجي منذ يومها الأول حيث أنها تفرض حضورها بشدة بين جميع موظفي القصر .
ملامح وجهها المستاءة متجعدة ، مما يعكس سنوات من الخبرة و العمل داخل قصر جيون .
" سيدتي يرجى العودة إلى غرفتك ... في الحال ."
تحدثت بصوت منخفض ولكن حازم ، هي حقت لا تتردد في فرض القواعد و إصدار الأوامر .
" يبدو الأمر و كأنه هنالك أمر لا يسمح لي برؤيته داخل هذا القصر لدرجة أن رئيسة الخدم نفسها تعترض طريقي . "
أردفت ييجي و هي تعدل الوشاح الذي يستر ملابس نومها ، كانت تظهر عدم الإهتمام لكن بهالة ضاغطة .
" آنستي ... أنت تجهلين الكثير كونك أتيت مؤخرا فحسب ، هنالك قواعد لا يمكن كسرها خاصة إن كانت تخص الأدميرال ك..."
تبسمت ييجي بنوع من السخرية مستوقفة الأخرى فور فهمها ما تعنيه هذه العجوز و استدارت على الفور تستكمل خطواتها نحو الحديقة الرئيسية .
قاعدة لا يمكن كسرها و تتعلق بالأدميرال ؟
' أن تنتظره إمرأة بإحدى غرف النوم حالما يعود من قاعدته العسكرية . '
هيجين لم تكن مخطئة ...
" إحفظِ هذه القواعد لسيدتك المستقبلية ... لأنني لست مهتمة بتلك المكانة أو بالإلتزام بقواعد لم أكن أنا من وضعها !"
أنزلت رئيسة الخدم رأسها بهدوء و انحنت بخفة ، فالمرأة أمامها ليس من السهل العبث معها و كان الأمر واضحا للغاية بعد مراقبتها لأيام .
وضعت مسدسها على فخذها و أسندت نفسها على جذع الشجرة ، كان المنظر الليلي أكثر روعة مما تبدو عليه الحديقة صباحا .
أنت تقرأ
الترسانة العسكرية
Historical Fictionفي عام 1940 ، إختفى الإبن الأكبر للعائلة العسكرية هوانغ في ظروف غامضة ، و لتوتر الأوضاع في أثناء الإستعمار الياباني قررت الآنسة الوحيدة للعائلة دخول أكاديمية الترسانة العسكرية منتحلة هوية شقيقها حفاظا على نفوذ و مكانة والدها الجنرال ، و أثناء هذا ي...