..
.
.
"امي اين انتي" صوت نداء فتاة صغيرة لوالدتها تسير في الرواق و هي تحمل دمية الدب خاصتها... الوقت كان متأخرا و قد استيقظت بسبب صوت رصاصات لم تدرك هذا كونها لا تزال صغيرة... كانت تتجه الصغيرة نحو مصدر الصوت و الذي كان غرفة والديها و يا ليتها لم تفعل فتحت الباب لتجد بحيرة من الدماء...تقدمت برعب بعدما رأته ... عمّ سكون مرعب على الغرفة لم يسمع فيها سوى صوت تنفسها اقتربت اكثر من سرير والديها و هنا كانت صدمة حياتها...رات وجههما مشوهين إثر الرصاص الذي اطلق عليها ارتعبت من المنظر ... كانت صغيرة و رُؤيتها لمثل هذا المنظر كثير عليها لذا تراجعت بهدوء و عيونها اغرورقت من الدموع...ليس بسبب والديها بل بسبب المنظر البشع تركت دبها يسقط ارضا ليتلطخ بالدم هربت... كانت تركض وجهتها مجهولة تجري نحو المجهول نزلت دموعها على وجنتها و...
انتفضت من نومها بسرعة تشهق كانت تتعرق "مجددا... " تكلمت و هي تحاول تعديل تنفسها ابعدت بعضا من خصلاتها السوداء التي التصقت بوجهها عدلت شعرها للخلف على شكل ذيل حصان نهضت من سريرها و ها هي ذي تتجه نحو المطبخ حافية القدمين فتحت باب الثلاجة تخرج قارورة من المياه وضعتها على الطاولة و هي استدارت لتاخذ كوبا.. سكبت المياه فيه و شربته دفعة واحدة...
منذ ذلك اليوم و هذا الكابوس يزورها نادرا ما تنام نوما عاديا .. جلست على اريكتها و قارورة الماء في يدها.. عيونها كانت خاوية تحدق في الفراغ.... في اللاشيء لقد زارت اكثر من طبيب نفسي لعلها تتخطى صدمتها البعض قد يقول عنها مجنونة . . و لكن هي حقا مجنونة... مختلة...مريضة نفسية او اكثر من هذا...
و لكن الذنب ليس ذنبها في ما يحصل لها.. ضلت لثواني تحدق بالارض تعرضت لنوبة دوخ خفيفة و هي تكرهها ان تجلس و تدوخ فجأة و لكنها اعتادت عليها... للحظة تذكرت ذلك الرجل الذي رأته في المشفى منذ اسبوع تقريبا جاءت صورته الى ذهنها و هو جالس على كرسي متحرك ضلت تسال نفسها هل رجله مكسورة؟؟ ... لا كانت كلا رجليه سليمتين... اذن يديه ؟؟ ... لكنه لا يحتاج لكرسي يمكنه ان يمشي...
رفعت كلتا يديها نحو راسها "ما الذي تفكر فيه ايها العقل اللعين؟؟... " لا تعرف لماذا و لكن شعرت بان القادم سيكون اسوء لذا و بكل هدوء عادت الى المطبخ لتخرج كيس المارشملو الذي خبأته كما لو ان احدا يعيش معها كي يسرقه منها ... يبدو عليها البرود و انعدام المشاعر و لكن هذا راجع لصدمات تعرضت لها في طفولتها و احداها او اكثر دقة اولها و هي وفاة والديها و الصدمة لم تكن في موتهما فلما وقعت الحادثة هي لك تبلغ عامها الخامس و على الرغم من مرورها من نوبة اكتآب حادة لكن تمكنت من العودة الى عقلها و رشدها في عمر السابعة عشر...
أنت تقرأ
Who Are You Really
Action"إذن هل هذه النهاية؟... " "لما لا... " "لا آعتقد أنها جيدة... " "هل ستغييرين ما قرره القدر ... " "أجل أظن أنني سأفعل... "