بينما كانت ليلى تواصل بحثها، بدأت تشعر بوجود شيء غريب يحدث في المنزل. كلما انقضت ليلة، كانت الظلال تزداد قوة، وتقترب أكثر فأكثر.
بدأت تسمع أصواتاً تأتي من خلف الجدران، وكأنها أصوات بكاء وصراخ لا تنقطع. كان كل شيء يشير إلى أن هناك شيئاً مروعاً حدث في هذا المنزل منذ زمن بعيد، وأن الأرواح المفقودة لم تهدأ أبداً.قررت ليلى زيارة مكتبة القرية للبحث عن أي سجلات أو وثائق قديمة تتعلق بتاريخ المنزل.
هناك، عثرت على مقالات قديمة تتحدث عن اختفاءات غامضة لسكان محليين كانوا يعيشون بالقرب من المنزل. وتحتوي إحدى المقالات على تفاصيل مثيرة للقلق حول اختفاء طفل صغير يُدعى "يوسف"، اختفى دون أن يترك أي أثر. تقول الأساطير أن يوسف كان آخر من دخل المنزل قبل أن تختفي جميع آثاره.
بمجرد أن قرأت ليلى هذه المقالة، شعرت بقشعريرة تسري في جسدها. بدأت القطع تتشكل في ذهنها؛ ربما كانت الظلال تبحث عن الانتقام، أو ربما تبحث عن شيء فقدته منذ زمن طويل. المحادثة مع الموتىفي ليلة عاصفة، قررت ليلى استخدام لوحة ويجا التي وجدتها في العلية للتواصل مع الأرواح التي ربما تسكن المنزل.
لم تكن تؤمن بالسحر أو الأرواح من قبل، لكنها أصبحت يائسة لمعرفة الحقيقة. جلست في الغرفة المظلمة وأشعلت شموعًا حولها، ثم وضعت أصابعها على اللوحة.
بدأت اللوحة تتحرك ببطء، وكتبت كلمة "مرحباً". شعرت ليلى بقلبها ينبض بسرعة، وقررت أن تطرح سؤالاً. "من أنت؟" كتبت ببطء. توقفت اللوحة للحظة، ثم بدأت تتحرك بشكل سريع، وتكتب: "نحن الضحايا...".شعرت ليلى بالخوف، لكنها استمرت. "ما الذي تريدونه؟" سألت. كتبت اللوحة كلمة واحدة: "الانتقام".فجأة، انطفأت الشموع، وشعرت ليلى بوجود برد قارس يحيط بها.
ثم سمعت صوتاً همس في أذنها: "احذري من القادم...
القتل الأولفي الليلة التالية، قررت ليلى عدم البقاء وحدها في المنزل. اتصلت بصديقها القديم، خالد، الذي كان يعمل محققًا خاصًا، وطلبت منه المساعدة.لم يكن خالد مؤمناً بالخرافات، لكنه وافق على البقاء معها لبضع ليالٍ.في تلك الليلة، بينما كانا جالسين في غرفة المعيشة، سمعا صوت خطوات ثقيلة على الدرج.
نهض خالد بسرعة وتوجه نحو الدرج، بينما تبعته ليلى بخوف. وعندما وصل إلى قمة الدرج، رأى ظلاً طويلاً يقف عند نهاية الممر. "من هناك؟!" صرخ خالد، لكن الظل لم يتحرك. فجأة، اندفع الظل نحو خالد بسرعة لا تُصدق، وسقط خالد على الأرض وهو يصرخ من الألم.
كان جسمه يتحرك بشكل غير طبيعي، وكأن قوة غير مرئية تمزقه من الداخل. حاولت ليلى الاقتراب منه، لكن الظلال منعتها.في غضون لحظات، هدأ كل شيء. كان خالد مستلقيًا بلا حراك، وعيناه مفتوحتان بلا حياة. أدركت ليلى أنه قد مات، وأن الظلال قد أخذته. شعرت ليلى بالذعر والخوف يتسللان إلى قلبها.
لم تكن تعرف ما الذي يجب أن تفعله بعد ذلك، لكنها علمت أن الوقت ينفد. في مواجهة الظلالبعد وفاة خالد، أدركت ليلى أن الوضع أصبح أكثر خطورة مما كانت تعتقد. قررت مغادرة المنزل، لكن كلما حاولت المغادرة، شعرت بأن الظلال تمنعها، كأنها تحاصرها داخل هذا الجحيم.
قررت أن تقابل أحد الشيوخ المعروفين في القرية، الذي كان يُعتقد أنه يعرف أسرار العالم الخفي.عندما وصلت إلى منزله، كان الشيخ في انتظارها. أخبرها الشيخ أن اللعنة التي تحيط بالمنزل قديمة جدًا، وأنها مرتبطة بجريمة مروعة حدثت منذ عقود.
قال لها: "الظلال ليست مجرد أرواح ضائعة، إنها قوة شريرة تبحث عن الانتقام من كل من يدخل هذا المنزل."أدركت ليلى أن الطريقة الوحيدة للبقاء على قيد الحياة هي مواجهة الظلال وكسر اللعنة. ولكن كيف؟ كان لديها الكثير من الأسئلة، والقليل من الوقت.
وكلما تأخرت، كلما زادت قوة الظلال، وكلما اقتربت من إتمام مهمتها القاتلة. الطقوس الأخيرةقررت ليلى العودة إلى المنزل ومواجهة الظلال في الليلة الأخيرة من القمر الكامل، حيث تكون القوة الروحية في أوجها. جمعت كل ما يمكن أن يساعدها: كتاب قديم للسحر الأسود وجدته في مكتبة المنزل، وبعض الأدوات المقدسة التي أعطاها إياها الشيخ.في تلك الليلة، كانت الظلال تنتظرها.
بدأت ليلى الطقوس، وهي تقرأ التعويذات بصوت مرتفع. بدأت الأرض تهتز، والظلال تحيط بها من كل جانب. ولكن مع كل تعويذة، كانت الظلال تتراجع ببطء، وكأنها تتألم.ثم فجأة، توقفت ليلى عن القراءة، وشعرت بشيء يمسك بها من الخلف. التفتت لترى الظل الأكبر، الذي كان يبدو أنه قائدهم. قال لها بصوت عميق: "لن تهربي بهذه السهولة