كانت ليلى في حالة من اليأس والخوف بعد وفاة خالد، لكنها لم تكن تعرف أنها على وشك أن تواجه شيئًا غير متوقع: الحب.
في تلك الأيام التي أعقبت الحادثة، ظهرت شخصية جديدة في حياتها. كان اسمه سامي، شاب وسيم ذو ماضٍ غامض، جاء إلى القرية باحثًا عن هدوء بعيدًا عن صخب المدينة.
سمع سامي عن المنزل المسكون وعن ليلى، وقرر أن يساعدها، ليس فقط بدافع الفضول، ولكن أيضًا بسبب شعوره بوجود شيء غريب يربطه بهذا المكان.عندما التقت عيونهما للمرة الأولى، شعرت ليلى بشيء غريب في قلبها.
كان هناك شيء في نظرات سامي يوحي بالطمأنينة والقوة. عرض عليها مساعدته في البحث عن طريقة لكسر اللعنة، وكانت ليلى ممتنة له، خاصة بعد كل ما مرت به.
مع مرور الأيام، بدأ الاثنان يقضيان المزيد من الوقت معًا، يعملان جنبًا إلى جنب لمحاولة فهم ما يجري في المنزل.وفي إحدى الليالي، بينما كانا يجلسان بالقرب من الموقد المشتعل في غرفة المعيشة، بدأت ليلى تشعر بشيء من الراحة.
كان وجود سامي بجانبها يخفف من الخوف الذي يحيط بها. نظر سامي إلى ليلى وقال بهدوء: "أعلم أن ما مررتِ به كان صعبًا للغاية، لكنني هنا لأساعدك.
لن أسمح لأي شيء أن يؤذيك بعد الآن."شعرت ليلى بدفء كلماته يتسلل إلى قلبها، وبدأت تشعر بشيء لم تشعر به منذ فترة طويلة – الأمل. تلاقت نظراتهما مرة أخرى، وبدون أن تنطق بكلمة، اقترب سامي منها برفق، واحتضنها.
كانت هذه اللحظة مليئة بالعواطف المتدفقة؛ لم يكن مجرد احتضان، بل كان وعدًا بأنهما سيواجهان كل شيء معًا، مهما كانت الظلال التي تهددهما.في تلك اللحظة، شعرت ليلى بأنها ليست وحدها في هذا الكفاح، وأن هناك شخصًا يقف إلى جانبها.
ورغم أن الظلال لا تزال تحيط بهما، إلا أن وجود سامي جعلها تشعر بأن هناك ضوءًا في نهاية النفق المظلم.الفصل التاسع: سر ساميمع مرور الوقت، بدأت ليلى تدرك أن سامي يخفي شيئًا عنها. كانت تلاحظ أحيانًا نظراته الشاردة، وكأن هناك سرًا كبيرًا في قلبه.
قررت في إحدى الليالي أن تسأله مباشرة. بينما كانا جالسين معًا في الحديقة الخلفية، قالت له: "سامي، أشعر أنك تخفي شيئًا عني.
لماذا أتيت إلى هنا حقًا؟"تنهد سامي، ثم نظر إليها بعينيه العميقتين. "جئت إلى هنا لأنني شعرت بشيء يجذبني إلى هذا المكان، وكأنني كنت جزءًا من هذه القصة منذ زمن بعيد.
هناك شيء لم أخبرك به، ليلى. لدي قدرة خاصة... يمكنني رؤية الظلال."تفاجأت ليلى، ولكنها شعرت بشيء من الارتياح. "إذن، هذا يعني أنك تعرف أكثر مما كنت أعتقد. لماذا لم تخبرني من قبل؟"ابتسم سامي بحزن. "لم أكن أريد أن أخيفك. أردت أن أتأكد من أنك تثقين بي أولاً.
والآن بعد أن عرفتي الحقيقة، يجب أن نعمل معًا لهزيمة هذه الظلال. لأننا معًا، أقوى مما يمكن لأي ظلال أن تكون."مع مرور الأيام، بدأ حب ليلى وسامي يزداد قوة. كان هذا الحب مثل الضوء الذي يقودهم عبر الظلام، وكانا يعرفان أن عليهما الاعتماد على بعضهما البعض للتغلب على اللعنة التي تهدد حياتهما. وفي كل ليلة، كانا يتعهدان لبعضهما البعض بأنهما سيظلان معًا، حتى لو كان ذلك يعني مواجهة الظلال وجهاً لوجه.