عمل سكان البحر الذين يقبعون في البحر العميق على حماية سلامه وسكونه بأغانيهم منذ آلاف السنين. كانت حورية البحر دوليا، التي تنحدر من سلالة شرطي، مفعمة بالحماس والبهجة، وتتمتع بصوت جميل في الغناء لم يسبق له مثيل. كانت جدتها الكاهنة الكبرى للعشيرة تحبها كثيرًا، فضلاً عن بقية شعبها الذين كانوا يتطلعون إليها ويعلقون عليها آمالاً واسعة. اضُطرت حورية البحر -الأميرة الصغيرة التي كانت تحب الغناء- إلى أن تتعلم المزيد والمزيد من أغاني سكان البحر الصعبة من الكبار، ولم يتبق لها سوى وقتًا محدودًا لتكوين صداقات.
كونت أول صداقة حقيقية عندما كانت طفلة، بعد أن تسللت لصيد الكنوز الدفينة في بحور الضباب. هناك تحطمت سفينة فتى بشري يدعى هينو، وهو المُعلم الصغير لعشيرة المصير. استخدمت دوليا أغنيتها لإنقاذه، وبعد ذلك كانت دوليا تتسلل عادةً إلى نافينيا لتلعب مع هينو الصغير. بالنسبة إلى هينو، الذي فقد والديه في سن صغير، ودوليا، حورية البحر الصغيرة التي ليس لها أصدقاء، أصبحت صداقة الطفولة هذه أهم ما في حياتهما.
يومًا ما، تعرض احتفال الألعاب النارية السنوي لنافينيا لتهديد على يد الوحوش الضخمة الموجودة تحت سطح البحر، التي استيقظت بسبب حدوث تلوث غير مبرر. استخدم هينو قدرته على التنبؤ بالمصير ليساعد دوليا في العثور على "أغنية حورية البحر" الأسطورية للتصدي لوحوش البحر هذه حيث لم يكن أمامه خيار آخر، وانتقل بدوليا عدة سنوات إلى المستقبل. وهناك، كان هينو قد أصبح رجلاً عجوزًا، وعثرا على أغنية حورية البحر التي كانت مكونة من ذكريات لكليهما خلال مراحل حياتهما. اختارت دوليا أخيرًا أن تغني أغنية حورية البحر لتهدئة الوحوش رغم عدم رغبتها في ذلك، حتى إن كان غناؤها لها سيؤدي إلى أن ينسيا بعضهما بعضًا وينسيا ماضيهما ومستقبلهما معًا…
بعد الأزمة، سقطت دوليا فاقدةً للوعي ولم تفق إلا بعد عدة أيام. وعندما أفاقت، شعرت أنها فقدت ذاكرة مهمة للغاية، رغم عدم تمكنها من تذكرها مهما حاولت. حتى وقع بصرها على سوار حلزون بحر غريب ولكنه مألوف في نفس الوقت، فقررت التوجّه إلى نافينيا لاكتشاف الحقيقة متخفية بمساعدة جدها العطوف الذي ساعدها على إخفاء الأمر عن جدتها كبيرة الكهنة.
ذهبت دوليا إلى نافينيا متنكرة في هيئة بشري، ومرت بكل أنواع المشكلات في طريقها. وأخيرًا، التقت بالشخص الذي يحظى بتبجيل واسع بصفته ابن المصير، هينو، الذي رفض أن يساعدها في الوصول إلى الحقيقة التي تبحث عنها على الرغم من إلحاحها في ذلك.
بإرشاد من مشعوذة ظهرت في أحد أسواق نافينيا، اختبأت دوليافي برميل خشبي على متن سفينة الصقر الأحمر للسفر إلى جزيرة المرجان بحثًا عن كنز قد يستعيد ذكريات مفقودة. رغم أنها سرعان ما كُشف أمرها على يد قائد الصقر الأحمر أليسيو مع ماياني وبايرون، ولكنها ما لبثت أن أصبحت صديقة محببة لهم، والتقوا بهينو في بحور الضباب، الذي كان هناك لمعالجة التلوث الذي انتشر في نافينيا. حلت المجموعة أخيرًا مشكلة التلوث، وبفضل هذه المغامرة العظيمة، عادت المجموعة لاحقًا إلى نافينيا كأصدقاء مقربين.
رغم حقيقة أن دوليا و هينو (اللذان بدا مألوفين لبعضهما لسبب غير معلوم) ظلا غير متقبلين بعضهما بعضًا، بدا أن هناك رباط خاص يربطهما بشجة. وعلى أي حال، دائمًا ما تبدأ القصص الجديدة من حيث انتهت القديمة وتوالت الاحداث،حيث ظلت دوليا في مدينه نافينيا بجوار هاينو القائد الشاب لعشيره المصير بعد انتهاء الحدث الكبير وانقاذ دوليا لشعب نافينيا..يتبع....