هُموفيليا

الـــــــرّعاد

°

فتـاة قوامُهـا خَفيـفٍّ وإبتسـامتهَـا مُغـرية
للعيـنّ،
قـَبل أن تُـدرك خَفـايها فَـ تَظهر نـــوّاياها
وأن يـَدهـا أخفّ، وإبتسـامتهَـا لـيس إلاّ فـخ

°°°

«فضـلاً تجـاهلـو الأخطـاء الأمـلائيـة»

.

.

.

.

.

.

.

بِمنتصف يَنـاير
وتَحـديداً السـاعـة السَادسة والنِصف مسـاءٍ
، تتَسـاقطّ حـباتٌ الـمطر وسـطّ شِتـاءٍ حَـزين، وغيـوم كـَثيفة والبعـض من الـذكريات الـدافئَة...
وإقتـرابّ ليـلٍ عـَميق يـَمتد أسفـل سمـائهِا رجـَالٍ مُـلتفّين ببـذلٍ سـوداء لا عَيـنٍ تَرف ولا جَسـدٍ
يَهتـز لا للبـرد ولـهُطول الأمطـار حـولهم ...

شِـعار الـنَجمة ذاتّ التَطريز الـذهبي المُميـز
يَظهـر فـَوق صـَدر كـلاً منهـم
وكـان هـذا الشعـار دلـيلاً كـافيً علـي عَـدم
إخِتـراقكَ لِدائـرتهمِ ...وإن فـَعلت العكـس فـ لـن
يَتـردد أحَـدهم بِـاطلاق النـار مُنتصف رأسـكَ
بِوسطّ السِلاح الذي يَلتفَ حَول خَصر وعلي جَـانبين كُلاَ مِنهم فَلا لغـة لهـم إلا لُغة حمـاية
' نَـائبهم '

فَوق نَـاطحة سَحـاب بِوسطّ رومـا كـان هـذا الحشـّد من الـرجّـال يَقف بـإنتظـام علي شَكل
دائـري يُحيط بِسَطح البنـاية ... وهـو ينتظـر ظهـور النـائب العـام لـ إيطـاليا

ووسطّ الإنتظـار رفَـعّ إحـدي الـرجَـال يـَدهُ يَـضغط فـوق سَمـاعة الأذن اللاسلكية يَلتقـي
أمـرٍ مـا، وبعـدها نَطـقّ بـِكلمة واحـدة...
" دقَيقتـان .."

دَقيقتـان للإسِتعـداد ... دَقيقتـان لظهـور النـائب
العـام للإتحـاديـة الإيطالية ...ودقَيقتـان للتنفس

تَـأهب صـَف الـرجَـال بِـمُجرد الإستمـاع إلي الـمِروحيّة تُحلق فـَوق أجَسـادهمّ
تَجعـل مَلابسـهم تتَفـاعل مع ريـَاح المِـروحيّة غَصبً وخَـاصةً لِـهبوطها بِوسط العلامـة المُخصصة لها،
مِن ثُمَ قَفزَ مِـنها ثَلاث رِجال مُغـادرين أولاً قَبل ظُهـور نَـائبهم وخـلال الدقَيقة الأخيـرة ظهـر المَعنـي بِبـذلتهِ الـزّرقـاء الداكَنـة والتـّي تـُلامس سـواد الليـل لشـدة غُمِقهـا، مِعطفٍ أسـود يَتـدلَ بـواسطة إصبعـهُ السـُبابـة خلفّ ظَهـرهُ وباليـد الثـانيـة يُمسـكّ تِبغّ كـوبي رفـَيعً بيـن إصبعيـهِ الإبهـام والسُبـابة وكـأنـهُ لا يُطيقهـا بيـنَ يـَدهُ